الجيش الروسي يصدّ هجوماً أوكرانياً جديداً على مقاطعة كورسك
أعلنت روسيا أنها صدت هجوما أوكرانيا جديدا في مقاطعة كورسك الحدودية، حيث تسيطر القوات الأوكرانية على مئات الكيلومترات المربّعة منذ الهجوم الذي شنّته في أغسطس 2024.
وتخشى أوكرانيا أن يتقلص دعم الولايات المتحدة الحيوي بالنسبة إلى قواتها، وأن يجبر الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الأوكرانيين على تقديم تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال بيان صادر عن الجيش الروسي “بدأ العدو هجوما مضادا بهدف وقف تقدّم القوات الروسية في منطقة كورسك”. وأضاف أن “المجموعة المهاجمة من القوات الأوكرانية تم التصدي لها بالمدفعية والطيران”.
وأوضح أن “عملية القضاء على وحدات من القوات الأوكرانية مستمرّة”.
من جهتها، اكتفت القوات الأوكرانية في تقريرها اليومي بالإشارة إلى “معارك مستمرة” في منطقة كورسك الروسية من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
وذكرت قناة “ماش” على “تليغرام”، والتي تعتبر قريبة من السلطات الروسية، أن “عناصر الجيش الأوكراني يتحركون في مجموعات صغيرة”، لافتة إلى أن “العدد الإجمالي للجنود يناهز ألفين”.
وأفاد مدونون عسكريون روس أن القوات الأوكرانية تحاول خصوصا السيطرة على بلدة بيردين التي تبعد حوالي 20 كلم من الحدود.
خشية أوكرانية من موقف ترامب
يأتي هذا الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك قبل أسبوعين من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وكان دعا إلى وقف “فوري” لإطلاق النار واعدا بالتوصل إلى اتفاق سلام بين موسكو وكييف من دون أن يشرح كيفية قيامه بذلك.
كذلك، أعلن ترامب معارضته توجيه أوكرانيا ضربات داخل الأراضي الروسية باستخدام صواريخ “أتاكامس” الأميركية.
وفي مقابلة مع مقدم البودكاست الأميركي ليكس فريدمان، حدد زيلينسكي الدور الرئيسي الذي يمكن أن يلعبه ترامب لضمان أمن أوكرانيا وفتح الطريق أمام تسوية تدعمها أيضا الدول الأوروبية.
وقال زيلينسكي، وفق الترجمة المنشورة للمقابلة التي أجريت في كييف خلال العام الجديد: “ترامب وأنا سنتوصل إلى اتفاق، وسنقدم مع أوروبا ضمانات أمنية قوية، وبعد ذلك يمكننا التحدث مع الروس”.
وأضاف “نحن وترامب نبادر أولا، وأوروبا ستدعم موقف أوكرانيا”، معربا عن اعتقاده أن ترامب يملك “ما يكفي من القوة للضغط عليه، الضغط على بوتين”.
ويأتي الهجوم أيضا بعد خمسة أشهر من هجوم أول في منطقة كورسك فاجأ القوات الروسية، ما أثار استياء الرئيس فلاديمير بوتين الذي حض جيشه على “دحر العدو” إلى خارج الحدود.
وسعت كييف من هجومها إلى إجبار موسكو على إعادة نشر قواتها في هذه الجبهة الجديدة بعيدا من الجبهة الشرقية، فضلا عن تعزيز موقفها على طاولة المفاوضات.
لكن رهان كييف لم يكن في محله، إذ واصلت قوات الجيش الروسي منذ الخريف تقدمها على الجبهة الشرقية بوتيرة غير مسبوقة منذ مارس 2022.
ورغم ذلك، أكد مصدر رفيع في هيئة الأركان الأوكرانية نهاية نوفمبر أن قوات كييف ستبقى في منطقة كورسك ما دام ذلك يمثل “مصلحة” لها، موضحا أنها لا تزال تسيطر على “حوالى 800 كلم مربع”.