الجيش السوداني يجدد دعوة التطوّع في صفوفه لقتال “الدعم السريع”
تعرّض وسط العاصمة السودانية الخرطوم ومنطقة بحري الواقعة شمالها، لقصف مدفعي مصدره أم درمان، بحسب ما أفاد شهود، بينما جدّد الجيش السوداني دعوته المدنيين للتطوّع في صفوفه لقتال قوات “الدعم السريع”.
وناشدت القوات المسلّحة السودانية في بيان “الشباب، وكلّ من يستطيع مشاركة القوات المسلحة شرف الدفاع عن كيان وكرامة الأمّة السودانية”.
وأضاف الجيش في بيانه أنّه تمّ “توجيه قيادات الفرق والمناطق العسكرية باستقبال وتجهيز المقاتلين”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها الجيش المواطنين إلى التطوّع في صفوفه، منذ أن بدأ الصراع بينه وبين قوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي” قبل حوالي ثلاثة أشهر.
جاءت هذه الدعوة الجديدة بعيد قصف مدفعي بدأ في الرابعة فجراً في الخرطوم، التي تسمّى العاصمة المثلثة كونها تتألّف من ثلاث مناطق هي الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.
وأفاد أحد السكّان، بأنّ “قصفاً مدفعياً من شمال أم درمان يستهدف الخرطوم وبحري منذ الرابعة صباحاً”. وأكّد هذه المعلومات شهود آخرون.
وفي إقليم دارفور في غرب البلاد، شنّت قوات “الدعم السريع” ليل الأحد هجوماً على مقرّ الجيش في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
إلى ذلك، دعت ممثلة منظمة “اليونيسف” مانديب أوبراين، الأحد، عبر حسابها على “تويتر” إلى “توسيع نطاق توزيع الأغذية العلاجية وعمل مجموعات الرعاية الصحية الأولية لعلاج الأطفال المصابين والمرضى في غرب دارفور”.
وأرجعت المسؤولة في المنظمة الأممية ذلك إلى “فرار آلاف العائلات بأطفالها من العنف في غرب دارفور”.
جرائم ضد الإنسانية
وتتركز المعارك في العاصمة ومناطق قريبة منها، بالإضافة إلى إقليم دارفور حيث حذّرت الأمم المتحدة من أن ما يشهده قد يرقى إلى “جرائم ضد الإنسانية” والنزاع فيه يتّخذ أكثر فأكثر أبعاداً عرقية.
ولجأ أكثر من 600 ألف سوداني إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
واستقبلت تشاد الحدودية مع إقليم دارفور آلاف الفارين من الإقليم الذي توازي مساحته ربع مساحة السودان.
وكانت “منظمة أطباء بلا حدود” حذّرت، الأحد، من أنّ ولاية النيل الأبيض الواقعة جنوبي الخرطوم، باتت تستقبل “أعداداً متزايدة” من النازحين.
وكتبت المنظمة عبر “تويتر” أن “9 مخيّمات تستضيف مئات آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال”، محذّرة من أنّ “الوضع حرج” في ظلّ الاشتباه بحالات حصبة وسوء تغذية لدى الأطفال.
وحتى قبل اندلاع الحرب، كان السودان يعدّ من أكثر دول العالم فقراً. ويحتاج 25 مليون شخص في السودان، أي أكثر من نصف عدد السكان، لمساعدة إنسانية وحماية، بحسب الأمم المتحدة.