الجيش الليبي يؤكد أن مصر هي الشريك الحقيقي لتحقيق الأمن في البلاد
أكد الجيش الوطني الليبي الأحد، أن مصر هي الشريك الحقيقي لتحقيق الأمن في البلاد لا النظام التركي الذي يرسل المرتزقة السوريين للسيطرة على العاصمة طرابلس وتحقيق أهدافها الاقتصادية.
وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، خالد المحجوب، أن مصر تدرك خطورة تدخل النظام التركي في البلاد، مؤكداً أن تركيا السيطرة على العاصمة طرابلس وتحقيق أهدافها الاقتصادية.
جاء ذلك، بعد أن كررت القاهرة في وقت سابق اليوم على لسان وزير الخارجية سامح شكري، تأكيدها أن أي تهديد للأمن المصري والعربي سيلقى رداً مناسباً.
وقال شكري في مقابلة مع وسائل الإعلام إن “الحل العسكري في ليبيا هو الخيار الأخير لمصر للدفاع عن أمنها”.
كما شدد على رفض مصر محاولة توسع النظام التركي في ليبيا، مشيراً إلى أن “أنقرة تتوسع في سوريا والعراق وليبيا مخالفة الشرعية الدولية”.
في السياق أيضاً، أفاد رئيس أركان القوات البحرية في الجيش الليبي اللواء فرج المهدوي، بأن أي تدخل عسكري محتمل لمصر في ليبيا مسموح ومرحب به، طالما أنها دولة جارة ليست لها أطماع استعمارية، وستساعد البلاد على التصدي للغزو التركي ومحاولات أنقرة احتلال ليبيا ونهب مقدراتها.
وأكد في تصريحات صحافية، أن المسألة اليوم أصبحت قضية وجود وليست قضية حدود، والمستهدف من تواجد النظام التركي هي كل الدول العربية وليست ليبيا فقط، قائلا “الليبيون لم يستجدوا مصر حتى تتدخل، لأنها دولة شقيقة وجارة، فيها ملايين المصريين من أصول ليبية بينهم قادة وزعماء طردهم العثمانيون فترة الاستعمار التركي لليبيا، بل هم طلبوا مساعدتها على قتال وطرد الأتراك والمرتزقة الذين يخططون بالإضافة إلى الأطماع الاقتصادية والانتشار في إفريقيا، إلى إحداث تغيير ديمغرافي في ليبيا، بعد نقلهم أكثر من 14 ألفا من المرتزقة من سوريا التركمان لتوطينهم في المنطقة الغربية، بحسب تعبيره.
كما أشار المهدوي إلى الأهمية الاستراتيجية لمنطقتي الجفرة وسرت بالنسبة لليبيا وكذلك مصر، مؤكداً أنهما مفاتيح المنطقة الشرقية والبوابتين نحو منطقة الهلال النفطي وكذلك نحو مصادر المياه، موضحا أن أيّ تواجد محتمل للأتراك الذين يقاتلون بالمرتزقة السوريين والمتحالفين مع جماعات متطرفة في هذه المناطق، يشكل تهديدا للأمن القومي المصري، خاصة على حدوده الغربية، وفقاً لما قال.
ومساء السبت لوّح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ”تدخل عسكري مباشر” في ليبيا إذا واصلت فصائل حكومة الوفاق الوطني التقدّم نحو سرت، المدينة الاستراتيجية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.
وقال أثناء تفقده وحدات الجيش المصري في المنطقة العسكرية الغربية في كلمة بثها التلفزيون المصري “إننا نقف اليوم أمام مرحلة فارقة”، مضيفا “تتأسس على حدودنا تهديدات مباشرة تتطلب منا التكاتف والتعاون ليس في ما بيننا إنما مع أشقائنا من الشعب الليبي والدول الصديقة لحماية والدفاع عن بلدينا ومقدرات شعوبنا من العدوان الذي تشنه الميليشيات المسلحة الإرهابية والمرتزقة بدعم كامل من قوى خارجية”.
وأضاف “إن أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية سواء في إطار ميثاق الأمم المتحدة لجهة حق الدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي، مجلس النواب”.
إلى ذلك، أشار إلى أن أهداف هذا التدخل ستكون “حماية وتأمين الحدود الغربية” لمصر “بعمقها الاستراتيجي”، و”سرعة استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية، باعتباره جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والأمن القومي العربي”.
في حين اعتبرت أنقرة أن أي وقف لإطلاق النار في ليبيا مرتبط بانسحاب قوات الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر من سرت، التي تسعى قوات حكومة الوفاق إلى السيطرة عليها.
يذكر أن مدينة سرت، مسقط الزعيم الراحل معمر القذافي، تقع على بعد 300 كلم من الساحل الأوروبي وفي منتصف الطريق الساحلية بين طرابلس وبنغازي.
سقطت في 2015 في يد تنظيم داعش الذي استغلّ الفوضى التي شهدتها ليبيا بعد سقوط القذافي ليتمدد في مناطق عدة في البلاد. ودخلتها قوات الوفاق في 2016، قبل أن يسيطر عليها الجيش الليبي في كانون الثاني/يناير الماضي.
الأوبزرفر العربي