الجيش الليبي يواصل الاستعداد لتنظيم عرض عسكري كبير في بنغازي
يواصل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، استعداداته لتنظيم العرض العسكري الأضخم له في مدينة بنغازي، السبت، احتفالا بالذكرى السابعة لعملية الكرامة التي طردت الإرهاب من الشرق الليبي، وجعلت المدينة الأكثر أمانا منذ 2011.
وبحسب تصريحات صحفية للمستشار الإعلامي السابق للقيادة العامة للجيش الليبي، محمود الفرجاني، فإن الرسالة الهامة التي يرسلها الجيش الوطني أثناء استعراض قوته خلال العرض العسكري الضخم في القاعدة العسكرية بمطار بنينا الدولي في بنغازي، هو أنه استعاد كامل عافيته وقوته وقدرته.
ويتزامن العرض العسكري الضخم مع الإعلان عن تخريج الدفعة الـ 53 من ضباط الكلية العسكرية، خلال الحفل الذي يقام بمناسبة الذكرى السابعة لانطلاق عملية الكرامة يوم 15 مايو عام 2014، وتكللت بطرد الميليشيات من المدينة.
واختيار الجيش الليبي مدينة بنغازي لاستضافة هذا الحفل نظرا لما عانته خلال 10 سنوات أوضاع أمنية وإنسانية واجتماعية لم تشهدها مدينة في ليبيا من قبل، وذلك بعد أن استوطنت جماعات إرهابية ومتطرفة أحياء المدينة وشوارعها منذ 2011.
وكافح الجيش بقيادة المشير حفتر منذ انطلاق عملية الكرامة لطرد المليشيات الإرهابية المتمثلة في جماعة أنصار الشريعة الإرهابية وعناصر تنظيم داعش وجماعة الإخوان.
ومنذ إعلان تحرير بنغازي من المليشيات والجماعات الإرهابية استطاعت المدينة الوصول بحسب إحصائيات رسمية للنسبة الأكبر في تحقيق الأمن للمواطنين.
وعلى الرغم من أن المدينة مازالت في حاجة لعملية إعمار بشكل كبير عطلتها نقص السيولة والميزانية، إلا أن المجالس البلدية بالتعاون مع القوات المسلحة الليبية بدأت في الإعلان عن مشاريع والتخطيط لإعادة الإعمار.
ووجه المشير حفتر دعوات لكبار المسئولين حضور الاستعراض الضخم، على رأسهم رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
وقول المتحدث باسم الشرطة العسكرية السابق معتصم الحواز بتفاؤل، إن مقارنة الأوضاع في المدينة خلال الأعوام السابقة والآن سنجد أن هناك اختلاف وصل إلى 180 درجة، فقبل عملية الكرامة كانت المدينة مرتعا للجماعات الإرهابية والمتطرفة.
ويتذكر الحواز ملامح من حال المدينة تحت حكم الميليشيات، ومنها أن تنظيم الإخوان سلَّم المدينة لجماعات مثل تنظيم أنصار الشريعة وتنظيم داعش؛ نظرا لأهميتها الاستراتيجية، وعلى رأسهم الإرهابيين وسام بن حميد ومحمد الزهاي اللذين قتلهما الجيش الليبي في معارك الكرامة، و”من منا لا يتذكر ما فعله الإرهاب في معسكرات الصاعقة، ومن منا لا يتذكر الاغتيالات التي طالت معارضيهم وكانت دائما تحدث في الصباح لترهيب المواطنين؟”.
أما حاليا- يتابع الحواز بشجن نابع من ذكريات الماضي الأليم يعلوه في نفس الوقت الفرح بتبدل الحال- فإن بنغازي تعيش أفضل أوقاتها منذ 10 سنين بعد طرد الإرهاب على أيدي قوات الجيش، وحققت المدينة أعلى معدلات الأمن في ليبيا.
ويقول المحلل السياسي في بنغازي إبراهيم الفيتوري، إن المدينة الآن “من أكثر المدن الليبية استقرارا منذ الإعلان عن تحريرها من المليشيات الإرهابية، وإن طريق التطوير الذي تتبعه القيادة في المدينة الآن لم يكن يحدث إلا بفرض الأمن”.
وعن مرحلة إعادة الإعمار بعد إعادة الأمن، يقول الفيتوري إن “المشاريع التي ستنفذ في المدينة الآن وإعادة الإعمار سيعوض المتضررين من الإرهاب الذي احتل المدينة عدة سنوات وهدم مئات المنازل، والآن تتوافر السلع والسيولة، والنشاطات الاجتماعية تعود لطبيعتها، والأهم هو شعور المواطن بأنه آمن”.