الحرب الإسرائيلية تضع الأطفال الفلسطينيين في عين الكارثة
الاحتلال دمر 90% من مدارس قطاع غزة ومصير 625 ألف طفل مجهول
انتظم معظم أطفال العالم في مدارسهم بشكل اعتيادي، وظلّ الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة يكابدون واقعاً مروعاً بعيدا عن مقاعد الدراسة، بعد أن دمرت إسرائيل قرابة 90% من مدارس القطاع واستمرارها بتنفيذ جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين ويعجز العالم عن وقفها منذ 338 يوم على التوالي.
ويكرس هؤلاء الأطفال وقتهم في إزالة الأنقاض والبحث عن الماء والمأوى وسط أصوات الصواريخ والدمار، مما يحرمهم من التفكير في مستقبلهم أو حتى الحلم به.
حالة أطفال عائلة قديح تجسد معاناة الأطفال في غزة بوضوح. فبدلا من التحضير للمدرسة، ينهمك هؤلاء الأطفال في حمل أكوام الأنقاض التي جمعوها من مبان مدمرة، ليس لبيعها فحسب، بل لاستخدامها في بناء قبور في المقبرة التي أصبحت ملاذهم المؤقت في جنوب غزة.
عز الدين قديح، البالغ من العمر 14 عاما، تحدث عن معاناته هو وإخوته الثلاثة، أصغرهم في الرابعة من عمره، قائلا بعد انتهائهم من نقل قطع الخرسانة: “في أعمارنا، الأطفال في دول أخرى يدرسون ويتعلمون، بينما نحن محرومون من ذلك. نحن مضطرون للعمل في ظروف تفوق قدرتنا من أجل تأمين لقمة العيش”.
625 ألف طفل في غزة فقدوا حقهم في التعليم
مع استمرار حرب الإبادة الجماعية، يدخل قطاع غزة عامه الدراسي الثاني بدون مدارس. في ظل الظروف الحالية، يضطر معظم الأطفال لمساعدة أسرهم للبقاء على قيد الحياة وسط النزاع المستمر منذ قرابة العام.
يسير الأطفال حفاة على الطرق الترابية حاملين المياه في أوعية بلاستيكية من نقاط التوزيع إلى عائلاتهم التي تعيش في مخيمات مكتظة بالمهجرين، بينما يقف آخرون في طوابير الجمعيات الخيرية بانتظار الحصول على الطعام.
تحذر المنظمات الإنسانية من أن حرمان الأطفال في غزة من التعليم لفترة طويلة قد يتسبب بأضرار دائمة.
وتقول تيس إنغرام، المتحدثة الإقليمية لليونيسيف، إن الأطفال الصغار يعانون من تأخر في النمو العقلي والاجتماعي والعاطفي، بينما يواجه الأطفال الأكبر سنا خطر الانزلاق نحو العمل المبكر أو الزواج المبكر.
فقد حوالي 625 ألف طفل في غزة عاما كاملا من التعليم بعد أن أغلقت المدارس إثر بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، والتي جاءت بعد الهجوم المباغت لحركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.