الحصار الإسرائيلي يفاقم المآسي في قطاع غزة
الأطفال يعيشون على أقل من وجبة طعام يومياً
تتفاقم أزمة المجاعة وسوء التغذية بين الأطفال في قطاع غزة بسبب الحصار القاتل الذي فرضته إسرائيل على القطاع، وحظرها دخول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وأقرت الأمم المتحدة بزيادة حالات سوء التغذية بين الأطفال في غزة. فقد أفاد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم المنظمة بارتفاع عدد حالات سوء التغذية بين الأطفال في غزة.
وأشار المتحدث إلى تقارير تفيد بإصابة أطفال أثناء عمليات توزيع الغذاء نتيجة “الازدحام الشديد والمنافسة للحصول على الطعام حيثما كان متوفراً”.
وقال المسؤول الأممي: “في جميع أنحاء غزة، تنخفض إمدادات الغذاء بشكل خطير، ويزداد سوء التغذية سوءاً بسرعة.
والأسبوع الماضي، قامت إحدى الجهات الشريكة بفحص 1300 طفل في شمال غزة وتحديد أكثر من 80 حالة سوء تغذية حاد – وهو ما يمثل زيادة بمقدار الضعف عن الأسابيع السابقة”.
مرحلة متقدمة من سوء التغذية
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة الأربعاء، 23 أبريل/نيسان، أن الأطفال في غزة يعانون من سوء تغذية شديد نتيجة نقص الطعام والأدوية الناجم عن الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
ونشرت الوزارة بياناً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تضمن مقطعاً مصوراً يظهر طفلاً هزيلاً يعاني من نقص حاد في الوزن.
ونقل البيان عن طبيب في المجمع الطبي “ناصر” قوله إن الطفل يعاني من مرحلة متقدمة من سوء التغذية.
كما نُقل عن الدكتور أحمد الفارا قوله إن نقص الغذاء والأدوية للنساء الحوامل يترك تأثيراً خطيراً على المواليد الجدد، لا سيما الأطفال الخدج.
الأطفال يعيشون على أقل من وجبة طعام
وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد نقلت في تحقيق لها قبل أيام، شهادات عدد من العاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة. واعتبر هؤلاء أن “المجاعة في غزة باتت أشد وطأة على السكان من الغارات الجوية”.
كما رأى العاملون في المجال الإنساني أن “حصار إسرائيل لغزة جعلها تواجه ظروفا يائسة وغير مسبوقة منذ بداية الحرب”.
قطاع غزة دخل مرحلة المجاعة الكاملة
وبحسب شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية فإن قطاع غزة قد دخل مرحلة المجاعة الكاملة، محذرة من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة السكان، خاصة الأطفال والنساء، بسبب استمرار منع المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس/آذار 2025.
وأشارت الشبكة في بيانها وفقا لمعطيات صادرة عن مؤسسات إغاثية إلى أن 91% من سكان قطاع غزة يعيشون الآن في مرحلة “الأزمة” من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة الثالثة فما فوق)، بينما يوجد 345 ألف شخص في المرحلة الخامسة – الأخطر – والتي تعني المجاعة الكاملة.
ووفقا للشبكة تكشف الأرقام أن 92% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين، بالإضافة إلى الأمهات المرضعات، لا يحصلون على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأساسية، مما يعرضهم لمخاطر صحية جسيمة ستلازمهم طوال حياتهم. كما أن 65% من السكان لم يعودوا قادرين على الحصول على مياه نظيفة للشرب أو الطهو.
وهو ما أكده تقرير لمنظمة أوكسفام، أعلنت فيه أن “معظم الأطفال في غزة يعيشون الآن على أقل من وجبة طعام واحدة في اليوم”.
ووفق الصحيفة، ترك الحصار ظروفًا صعبة للغاية على الفلسطينيين، مع استمرار قصف المستشفيات والبنى التحتية، تزامنًا مع نفاد الغذاء والوقود للمولدات والإمدادات الطبية.
