الحكومة الباكستانية تكثف ضغوطها على رئيس الوزراء السابق عمران خان
اعتقالات لمساعديه وحصار إعلامي ودعاوى قضائية
كثفت حكومة شهباز شريف ضغوطها على رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان في الأسابيع الأخيرة، من خلال منع شبكات التلفزة من بثّ خطبه، واعتقال مساعد بارز له، وإغلاق قناة تُعتبر موالية لحزبه. في المقابل، انتقد خان سلوك الحكومة، معتبراً أنها تنتهك حرية التعبير.
وطلبت المحكمة العليا في إسلام آباد من خان، المثول أمامها الأسبوع المقبل إذ تراجع ما إذا كانت تصريحات أدلى بها بشأن القضاء، تبرّر رفع دعوى عليه بتهمة ازدراء المحكمة.
تزامن ذلك مع إعلان الحكومة الباكستانية سعيها للحصول على مشورة قانونية، بشأن ما إذا كانت ستواصل إجراءات بشأن شكوى قُدّمت أمام الشرطة، بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في البلاد، بعد خطاب أدلى به خان السبت الماضي، منتقداً مؤسسات الدولة، بما في ذلك القضاء والشرطة. وطُلب من خان المثول أمام محكمة في 31 أغسطس.
إجراءات قانونية
أمرُ المحكمة العليا الصادر، الثلاثاء، يشكّل واحدة من عراقيل يواجهها خان وحزبه “حركة الإنصاف الباكستانية”، الذي اتهمته لجنة الانتخابات بتلقّي تمويل غير قانوني من الخارج، في اتهام يعتزم الحزب استئنافه.
يندرج ذلك في إطار إجراءات قانونية يواجهها خان، بعدما شهدت باكستان اضطرابات سياسية، منذ الإطاحة بحكومته باقتراع لحجب الثقة في أبريل الماضي.
تأتي التحرّكات الأخيرة بعد خطاب ألقاه خان، السبت الماضي، ركّز على اعتقال مساعده البارز شهباز جيل هذا الشهر، المُتهم بالتحريض على الفتنة إثر تعليقات أدلى بها، حضّ فيها ضباط الجيش على رفض أي أمر غير قانوني يتلقّونه من القيادة العسكرية العليا.
واعتبر وزير الداخلية الباكستاني، رنا صنع الله، أن هذا الخطاب يشكّل استمرارية لتوجّه خان في استهداف الجيش والقضاء والشرطة، مشيراً إلى أنه “يستهدف تهديد المسؤولين ومنعهم من أداء واجبهم القانوني”.
جلسة المحكمة العليا تأتي بعدما تجمّع مئات من أنصار عمران خان، أمام قصره في العاصمة، الاثنين، متعهدين بمنع اعتقاله إثر توجيه اتهامات إليه بموجب قوانين مكافحة الإرهاب.
وكانت الشرطة فتحت تحقيقاً ضد خان، السبت، إثر تهديده مسؤولين حكوميين، في خطاب تطرّق خلاله إلى مزاعم بأن الشرطة عذّبت مساعده، علماً أن رئيس الوزراء السابق يواجه اتهامات بالتحريض على تمرّد في الجيش.
تضخم مرتفع وأزمة اقتصادية
على صعيد آخر، توجّه شهباز شريف إلى قطر، الثلاثاء، على أمل التوصّل إلى اتفاقات بشأن التجارة والاستثمار، لبلاده التي تعاني من ضائقة مالية، كما أفادت وكالة “رويترز”.
وقال شريف: “سأسلّط الضوء على فرص الاستثمار المثيرة في مختلف القطاعات الباكستانية، مثل الطاقة المتجددة والأمن الغذائي وتطوير الصناعة والبنية التحتية، والسياحة والضيافة”.
وتعاني باكستان، التي يقطنها 220 مليون نسمة، اضطراباً اقتصادياً مع أزمات في ميزان المدفوعات، إذ انخفضت احتياطاتها الأجنبية إلى 7.8 مليار دولار، بالكاد تكفي لأكثر من شهر من الواردات، إضافة إلى اتساع عجز الحساب الجاري، وانخفاض تاريخي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي، وتضخم بلغ 24.9% في يوليو.
وتأتي الزيارة قبل اجتماع يعقده صندوق النقد الدولي الأسبوع المقبل، يُرجّح أن يقرّ خلاله شريحة إقراض تبلغ 1.2 مليار دولار، جُمّدت منذ مطلع العام.
كذلك تأمل باكستان، وهي مستورد أساسي للغاز الطبيعي المسال من قطر، بإقرار خطة سداد مؤجلة للغاز الطبيعي المسال الذي اشترته، بموجب صفقات طويلة الأجل.
ونقلت “رويترز” عن مساعد لشريف قوله: “سنسعى بالتأكيد لأي تسهيلات لمدفوعات مؤجلة على صفقات الغاز الطبيعي المسال”. وأضاف أن إسلام آباد تسعى أيضاً للحصول على دعم لاحتياطاتها الأجنبية، تبلغ ملياري دولار.
وصادقت حكومة شريف، الاثنين، على مسوّدة اتفاق يمكّنها من تأمين قوات، لحفظ الأمن خلال كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها قطر في نوفمبر المقبل.