الخارجية الفرنسية: على أنقرة احترام اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي بشأن اللاجئين
قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الثلاثاء، أمام أعضاء البرلمان الفرنسي: “استخدام تركيا للمهاجرين واللاجئين كوسيلة للضغط على أوروبا وابتزازها أمر غير مقبول على الإطلاق”.
وأضاف أن أنقرة “تستخدم ورقة اللاجئين والمهاجرين الموجودين بالفعل على أراضيها”.
واتهم لو دريان النظام التركي، باستغلال المهاجرين لابتزاز أوروبا. وقال إن على أنقرة احترام اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالتعامل مع اللاجئين على أراضيها.
وتابع لو دريان، أن أوروبا احترمت على مدى السنوات الأربع الماضية الاتفاق الذي أُبرم في مارس/آذار 2016 بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، بما يشمل التزامات مالية كبرى، وأن على أنقرة القيام بالمثل.
وأضاف لو دريان: “إننا لسنا مشتتين على الصعيد الأوروبي” في ما يتصل بأزمة الهجرة، لافتاً إلى أن وزراء داخلية الاتحاد سيجتمعون الأربعاء، فيما يجتمع وزراء الخارجية الجمعة “بهدف تحديد سبل التدخل السريع للتخفيف عن كاهل السلطات اليونانية وتنشيط آلية فرونتكس وضمان أن تتوافر لليونانيين سبل الرد على هذين التطفل والاستفزاز”.
وتهدد تركيا بالسماح بعبور ملايين المهاجرين إلى أوروبا إذا لم تحصل على مساعدات من الاتحاد الأوروبي.
بدوره، دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل اليوم الثلاثاء تركيا لاحترام الاتفاق الذي أبرمته مع الاتحاد الأوروبي. وأضاف ميشيل أن من الضروري أن تحمي أوروبا حدودها.
وكان ميشيل في اليونان بصحبة أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية وديفيد ساسولي رئيس البرلمان الأوروبي في جولة لتفقد منطقة حدودية بين اليونان وتركيا شهدت على مدى الأيام الثلاثة الماضية اشتباكات بين جنود يونانيين ومهاجرين.
من جهتها قالت فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي سيقدم لليونان “كل الدعم اللازم” لمساعدتها في مواجهة تدفق اللاجئين من تركيا المجاورة.
وأضافت عقب زيارة المنطقة الحدودية: “إن من يسعون إلى اختبار وحدة أوروبا سيخيب أملهم. لن تضعف الضغوط من عزيمتنا، ووحدتنا ستنتصر”.
وفي وقت سابق من اليوم، كان المستشار النمساوي، سيباستيان كورتز قد ندد بمحاولة تركيا “ابتزاز” الاتحاد الأوروبي عبر فتح حدودها أمام آلاف المهاجرين واللاجئين الساعين للتوجّه إلى أوروبا.
وقال كورتز للصحافيين إن ما حصل يُعد بمثابة “هجوم تشنّه تركيا على الاتحاد الأوروبي واليونان. الناس يُستخدمون للضغط على أوروبا.. لا ينبغي أن يكون الاتحاد الأوروبي عرضة للابتزاز”.
إلى ذلك، اتهم كورتز رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، بتضليل اللاجئين من خلال “وعود كاذبة” ونقلهم إلى الحدود اليونانية، من حيث يسعون لدخول أوروبا. واعتبر أن أردوغان يستخدم المهاجرين “سلاحاً” للضغط على الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن “الأمر بمثابة اختبار” للاتحاد الأوروبي بشأن إن كان بإمكانه حماية حدوده الخارجية”، قائلاً إن” النمسا على استعداد لدعم اليونان وأي دول أخرى قد تواجه هجمة من هذا النوع.” وتابع: “يمكنني أن أضمن لكم شيئاً واحداً، إذا لم تؤدِ الحدود الخارجية للاتحاد عملها، فلن يعود هناك وجود لأوروبا بدون حدود داخلية، كما هو الحال اليوم”.
وأتى موقف النمسا بعد موقف مماثل لألمانيا أمس، إذ وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطوة تركيا بأنها “غير مقبولة”. بدوره، قال مفوض الاتحاد الأوروبي للهجرة مارغريتيس سكيناس إنه لا يمكن لأحد “ابتزاز أو تخويف الاتحاد الأوروبي”.
وبدأ تدفق المهاجرين إلى الحدود الغربية لتركيا، اعتبارا من مساء الخميس الماضي، عقب إعلان أنقرة أنها لن تعيق حركة المهاجرين باتجاه أوروبا.
والسبت، أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستبقي أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين الراغبين بالتوجه إلى أوروبا، مؤكدا أن تركيا لا طاقة لها لاستيعاب موجة هجرة جديدة.