الرئيس الروسي: واشنطن لم تحقق أهدافها خلال 20 عاماً في العراق وأفغانستان
الوجود العسكري لحلف الناتو في أوكرانيا يشكل تهديداً لروسيا
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الولايات المتحدة لم تحقق أيا من أهدافها خلال 20 عاما في العراق وأفغانستان، وأن الناتو خدع روسيا بتعهداته بعدم التوسع شرقا، مشيرا إلى أن الوجود العسكري للحلف في أوكرانيا يشكل تهديدا لروسيا.
وأوضح بوتين متحدثا في ختام أعمال منتدى فالداي الدولي، اليوم الخميس: “على مدى عقدين من الزمن، كانت أقوى دولة في العالم تشن حملات عسكرية في دولتين لا يمكن مقارنتها بأي شكل من الأشكال، ولكن نتيجة لذلك، اضطرت إلى تقليص عملياتها دون تحقيق أي من الأهداف، التي حددتها لنفسها قبل عشرين عاما”.
وأضاف أن الولايات المتحدة لم تتضرر بنفسها فحسب، بل ألحقت بهذه الدول أضرارا كبيرة أيضا. هذا فقط جعل الوضع أسوأ.
وفقا للرئيس بوتين، في وقت سابق، تولى الفائز في الحرب مسؤولية ما كان يحدث في البلاد وأقام دولة هناك- على سبيل المثال، فيتنام الشمالية وهزيمة فيتنام الجنوبية والولايات المتحدة وتوحيد البلاد.
رد فعل عكسي
وأكد الرئيس الروسي إن محاولات إملاء القيم في ظروف لا يمكن التنبؤ بها تؤدي إلى نتيجة عكسية، “إن القيم هي نتاج فريد للتطور الثقافي والتاريخي لكل دولة، والتشابك المتبادل يوسع آفاق المرء ويسمح للفرد بفهم تقاليد المرء بطريقة مختلفة”.
وتابع بوتين: “لكن يجب أن تكون هذه العملية عضوية ولا يمكن أن تكون سريعة… محاولات إملاء القيم في ظروف الاحتمالات غير المؤكدة ولا يمكن التنبؤ بها يزيد من تعقيد الموقف الحاد بالفعل وعادة ما تنطوي على رد فعل عكسي وعكس النتيجة المتوقعة”.
وأضاف بوتين “انظروا إلى ما كان يحدث في أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات، عندما جاء القول من كل الجهات إنه لن يتم بعد توحيد ألمانيا التحرك إلى الشرق بأي شكل من الأشكال. هذا ما كان من شأنه أن تكون روسيا واثقة به. هذا ما قالوه، لكن ذلك كان تصريحا شفويا. وماذا حدث في الحقيقة؟ مارسوا الخداع”.
عضوية أوكرانيا في الناتو
وفي جانب آخر من تصريحاته: قال بوتين “العضوية الرسمية لأوكرانيا في الناتو أمر يمكن ألا يحدث أصلا، لكن التمركز العسكري للناتو هناك يجري للتو، بما يشكل تهديدا حقيقيا بالنسبة لروسيا، ونحن ندرك ذلك”.
كما لفت بوتين إلى أن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستين، بتصريحاته “يفتح أبواب الناتو أمام أوكرانيا”.
وأشار بوتين إلى أن هيمنة الغرب على الشؤون العالمية تفسح المجال لنظام أكثر تنوعا، قائلا: “توازن القوى المتغير يفترض إعادة توزيع الحصص لصالح تلك البلدان النامية التي تشعر حتى الآن أنها مهملة. بعبارة صريحة، فإن هيمنة الغرب على الشؤون العالمية، والتي بدأت منذ عدة قرون وأصبحت شبه مطلقة لفترة قصيرة في نهاية القرن العشرين، تفسح المجال لنظام أكثر تنوعا”.