الرئيس الصيني يدعو قوات بلاده بالاستعداد للقتال الفعلي
خلال زيارته لقاعدة بحرية في جنوب الصين، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، الأربعاء، القوات المسلحة في البلاد إلى تعزيز التدريب العسكري من أجل “قتال فعلي”.
وقال شي لمحطة “سي سي تي في” الرسمية الأربعاء: “من الضروري تعزيز الاستعداد للقتال الفعلي، والالتزام بالتدريب الهادف إلى القتال”.
وجاءت تصريحات شي خلال زيارته لقاعدة بحرية في جنوب الصين، الثلاثاء، غداة تدريبات عسكرية استمرت 3 أيام في الأجواء والمياه القريبة من تايوان، وفي ظل التوترات المتصاعدة مع الولايات المتحدة حول تايوان.
وشدد الرئيس الصيني، في تصريحاته لقناة “CCTV” الرسمية، على وجوب أن “يدافع الجيش بقوة عن سيادة أراضينا وكذلك عن حقوق ومصالح الصين البحرية، ويحافظ على الاستقرار الشامل لجوارنا”، داعياً إلى “تعزيز التدريب من أجل قتال فعلي”.
الاستعداد لشن حرب
في المقابل، حذر وزير الخارجية التايواني جوزيف وو، الأربعاء، من أن الصين تحاول الاستعداد لشن حرب ضد تايوان، مضيفاً في مقابلة مع شبكة “CNN” الأميركية: “انظروا إلى التدريبات العسكرية، وكذلك تصريحاتهم، يبدو أنهم يحاولون الاستعداد لشن حرب ضد تايوان”.
وأشار الوزير إلى أن الحكومة التايوانية تنظر إلى التهديد العسكري الصيني باعتباره “أمراً لا يُمكن قبوله”.
ولدى سؤاله عما إذا كانت تايوان لديها توقعات بشأن توقيت أي تحرك عسكري محتمل من قبل الصين، في حين تشير تقديرات الاستخبارات الأميركية إلى أن شي أصدر تعليماته للجيش الصيني بالاستعداد لغزو تايوان بحلول عام 2027، بحسب “CNN”، أعرب وو، عن ثقته في استعداد بلاده.
وعن هذه التقديرات الأميركية، قال وزير الخارجية التايواني إنه “لا يُمكن للصين أن تفرض على تايوان كيفية تكوين الصداقات، كما لا يُمكنها أن تفرض كيف يريد أصدقاؤنا إظهار دعمهم لتايوان”.
وتعتبر الصين تايوان جزءاً من أراضيها لم تنجح في إعادة توحيده مع البر الرئيسي منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في العام 1949.
واعتبرت بكين اللقاء الذي جرى الأربعاء الماضي، بين رئيسة تايوان تساي إينج وين ورئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي، بمثابة استفزاز.
ورداً على ذلك، نظم الجيش الصيني تدريبات عسكرية شاركت فيها سفن حربية ومنصّات إطلاق صواريخ سريعة وطائرات مقاتلة وانتهت، الإثنين.
ولكن بعد يوم واحد، قالت وسائل إعلام رسمية إن البحرية الصينية واصلت “تدريباً قتالياً فعلياً” حول تايوان، الثلاثاء، مشيرةً إلى أن بضعة سفن حربية “اختبرت القدرات التنظيمية والقيادية للقادة على جميع المستويات والفعالية القتالية للأسلحة والمعدات”.
قالت وزارة الدفاع التايوانية إنها رصدت 9 سفن صينية و26 طائرة، تضمنت “J-16” و”Su-30″، تقوم بدوريات استعداد قتالي حول الجزيرة في وقت متأخر من الثلاثاء.
منطقة حظر جوي
يأتي هذا فيما أعلنت وزارة النقل التايوانية، الأربعاء، أن الصين ستفرض منطقة حظر جوي إلى شمال الجزيرة، الأحد المقبل، بسبب “أنشطة فضائية” مما سيحد من الرحلات الجوية.
ومنطقة حظر الطيران ليست مرتبطة على ما يبدو بالتدريبات، فقد أعلنت الوزارة التايوانية أن بكين ستقيمها عند “مناطق التقاء عدد من الطرق الدولية بحجة أنشطة فضائية”.
وسيستمر الحظر 27 دقيقة من الساعة 09:30 إلى الساعة 09:57 (01:30 إلى 09:57 بتوقيت جرينتش)، الأحد المقبل.
وكانت وزارة النقل قد أبلغت الصين أن هذا الإجراء “سيسبب مخاطر جسيمة وغير ضرورية للرحلات الجوية في المنطقة وسيضر بحقوق ومصالح الطيران الدولي”.
وذكر متحدث باسم الحكومة اليابانية في وقت سابق إن حكومته تلقت إخطاراً بإنشاء منطقة حظر للطيران لمدة 3 أيام. وقال هيروكازو ماتسونو إن “السلطات الصينية أبلغتنا بتحديد منطقة قد تؤثر على سلامة الطيران الجوي بسبب أنشطة الفضاء من 16 إلى 18 أبريل”.
مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة والفلبين
وجاءت التصريحات والتحركات الصينية في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة والفلبين أكبر مناورات عسكرية مشتركة في تاريخهما سعياً إلى تعزيز التنسيق بينهما لمواجهة نفوذ الصين في المنطقة.
وقد يجعل قرب الفلبين من تايوان، من مانيلا شريكاً رئيسياً في حال الغزو الصيني للجزيرة الديموقراطية.
وكانت الفلبين أعلنت في مطلع أبريل، وضع أربع قواعد عسكرية إضافية في تصرّف الولايات المتحدة، بينها قاعدة بحرية غير بعيدة عن تايوان، ما أثار غضب بكين.
وندّدت الصين بهذه الخطوة، مؤكدة أنّها “ستعرّض السلام والاستقرار الإقليميين للخطر”.