الرجوب يصف المعارضين لرئيس السلطة الفلسطينية ب”المرتدين”
موجة غضب واسعة واستقالات تضرب "فتح" بعد الكشف عن قائمة الحركة الرسمية
وصف جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذين قرروا خوض الانتخابات التشريعية بعيداً عن قوائم حركته ب” المرتدين”، ذلك خلال تسليمه قائمة حركة فتح للجنة الانتخابات مساء الأربعاء.
تصريحات الرجوب أثارت موجة غضب وردود أفعال شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، التي استنكرت محاولات الترهيب الديني واعتبرته تمهيداً لممارسة العنف السياسي بحق المعارضين لرئيس السلطة محمود عباس، وهي أدوات استخدمتها الجماعات الدينية المتطرفة التي مارست الإرهاب.
استقالات جماعية
وتشارك حركة فتح بثلاث قوائم انتخابية بارزة على الأقل، واحدة يقف خلفها زعيم التيار الإصلاحي في الحركة محمد دحلان والثانية يرأسها عضو اللجنة المركزية الذي طرد من حركة فتح ناصر القدوة ويشارك فيها أنصار الأسير مروان البرغوثي، والثالثة قائمة محسوبة على رئيس السلطة محمود عباس وقد أثارت بعد الكشف عن أسماء المشاركين فيها عاصفة من ردود الأفعال الغاضبة داخل الحركة وموجة استقالات جماعية وعلنية في منطاقها التنظيمية.
ورطة فتح
خلال الفترة الماضية ظهرت ورطة «فتح» بعجزها عن إعداد قائمة موحدة تُرضي قواعدها التنظيمية في مختلف المناطق، خاصة مع ظهور اختلافات واعتراضات على أسماء المرشّحين في القدس ونابلس وجنين وغزة، إلى حدّ هجوم قيادات «فتحاوية» في قباطيا على عضو «المركزية» عزام الأحمد، واتّهامه بالتدخّل لوضع اسم إحدى قريباته على رأس أسماء جنين، والعاشر على مستوى الوطني الأمر الذي دفع بعدد من المرشحين على القائمة الرسمية بإعلان انسحابهم من الانتخابات.
ودخلت حسابات قيادة «فتح» بفعل المعطيات المستجدّة في المزيد من التعقيد، حيث بعد قرار مروان البرغوثي وناصر القدوة التقدم بقائمة واحدة لانتخابات المجلس التشريعي والرئاسة، ما يعني أنها لن تستطيع الحصول على المركز الثاني حُكماً، الأمر الذي يرجح تقدم قائمتي دحلان والبرغوثي على حساب القائمة الرسمية لحركة فتح، وهو ما يمثّل تهديداً فعلياً لشخص رئيس الحركة، محمود عباس، وفريقه في المركزية.
خسارة انتخابية ومحاولات إلغاء الانتخابات
وتُواجه حركة فتح التابعة لعباس إلى جانب التحديات الداخلية، قائمة قوية لـحركة حماس، مما يزيد من ترجيحات خسارتها الانتخابية، لترتفع الأصوات داخل الحركة المطالبة بإلغاء الانتخابات أو تأجيلها.
تصريحات عدد من قادة الحركة مهدت لقرار الإلغاء، عبر التذرُّع بموقف الاحتلال الرافض لإجراء الانتخابات في القدس المحتلة، وهو ما دفع الأحمد إلى القول: «هذا كلام جواسيس… أوّل مرّة أعلن فيها الرئيس أبو مازن أنه لا انتخابات بلا القدس وغزة، والقدس تحديداً، كانت مِن على منبر الأمم المتحدة عام 2017، وكرّر ذلك أمام كلّ الأمناء العامين، وملفّ القدس غير قابل للمساومة. القدس يجب أن تشارك ترشيحاً وانتخاباً، وفي كلّ مراحل العملية الانتخابية، مثلها مثل بقية الضفة». كذلك، قال عضو «اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير» أحمد مجدلاني، المقرّب من عباس، إن الاحتلال أبلغ الاتحاد الأوروبي منع الانتخابات في القدس، واصفاً القرار الإسرائيليّ بأنه «عنصري بامتياز»، لتعود وكالة «وفا»، التي نشرت الخبر، وتعمد إلى تعديله وحذف الجزئية المتعلّقة بمنع الانتخابات، بعد نفْي متحدّث باسم الاتحاد الأوروبي.
مناورات على البرغوثي
ويأتي قرار البرغوثي تشكيل قائمة سريعة مع القدوة كجزء من مخطّط الأول لتجاوز خطّة «فتح» التي أرادت حشره تحت ضغط الوقت، وتمرير القائمة التي أقرّتها من دون شروطه.
وذكرت مصادر اعلامية أن شخصيات كبيرة في «فتح» ترشّحت على قائمة جديدة تضمّ نقابيين تابعين للحركة في الضفة الغربية تحت اسم «قائمة فلسطين تستطيع»، أبرزهم رئيس نقابة الوظيفة العمومية السابق، بسام زكارنة. كذلك، وأفادت المصادر، من أن اجتماعاً مهمّاً ستَعقده «مركزية فتح» خلال اليومين المقبلين للتباحُث في مآلات الانتخابات وحالة التشظّي وتدنّي فرص الفوز، بما يشمل إمكانية تأجيل أو إلغاء الانتخابات، بل بدأت جهات عديدة اتّصالات مكثّفة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عربية لوضعها في صورة الاستحقاق الذي قد يفضي إلى فوز «حماس»، ما سيمثّل أزمة جديدة أكبر من تلك التي تعيشها السلطة.