السعودية تدعو أوبك والدول النفطية لاجتماع عاجل للوصول إلى “اتفاق عادل” بشأن النفط
دعت المملكة السعودية الخميس أعضاء منظمة اوبك والدول النفطية خارجها لاجتماع عاجل للوصول إلى “اتفاق عادل” يعيد “التوازن” لأسواق الخام، مع توسط الولايات المتحدة بين الرياض وموسكو لوقف حرب الأسعار بينهما.
وجاءت الدعوة فيما توقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب من القادة الروس والسعوديين الإقدام على اقتطاع كبير في انتاج النفط، بما يصل إلى 15 مليون برميل.
وكتب في تغريدة “لقد تحدثت للتو إلى صديقي محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي)، الذي تحدث مع الرئيس الروسي بوتين … أتوقع وآمل أن يقوموا بخفض نحو 10 ملايين برميل، وربما أكثر من ذلك بكثير، وإذا حدث ذلك، سيكون رائعًا لصناعة النفط والغاز!”.
واضاف في تغريدة لاحقة “قد يصل ذلك إلى 15 مليون برميل”. وعلى الإثر ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بحر الشمال وغرب تكساس الوسيط بأكثر من 30%.
لكن الكرملين أكّد في وقت لاحق أن بوتين لم يبحث مع ولي العهد السعودي ملف النفط.
وأعلنت وكالة الانباء السعودية عن اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي ناقشا فيه “أوضاع أسواق الطاقة في العالم”، لكنّها لم تعلن عن اتصال هاتفي بين الامير محمد وبوتين.
وقالت الوكالة بعيد الاتصال “تدعو المملكة إلى عقد اجتماع عاجل لدول أوبك+ ومجموعة من الدول الأخرى، سعياً للوصول إلى اتفاق عادل يعيد التوازن المنشود للأسواق البترولية”.
وأوضحت “تأتي هذه الدعوة في إطار سعي المملكة الدائم في دعم الاقتصاد العالمي في هذا الظرف الاستثنائي وتقديراً لطلب فخامة رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب وطلب الأصدقاء في الولايات المتحدة”.
وكانت منظّمة الدول المصدّرة للنفط “أوبك” بقيادة السعودية خفّضت بالاتّفاق مع روسيا ودول نفطية أخرى، إنتاج النفط خلال السنتين الماضيتين لرفع الأسعار المتراجعة منذ 2014. وانتهت مدة الاتفاق الأربعاء.
وخلال اجتماع عقد في فيينا في شباط/فبراير، دعت الرياض إلى خفض إضافي بمقدار 1,5 مليون برميل يومياً لمواجهة تدهور الأسعار الناجم عن وباء كوفيد-19، لكنّ روسيا رفضت ذلك.
وردّاً على الموقف الروسي، خفّضت السعودية سعر النفط المطروح للبيع لديها إلى أدنى مستوياته في 20 عاماً، في محاولة منها للاستحواذ على حصّة كبيرة في السوق، الأمر الذي أثار اضطرابات في أسواق الطاقة وأشعل حرب أسعار بين الرياض وموسكو.
والثلاثاء أبدى ترامب استعداده للتوسّط بين السعودية وروسيا لوقف حرب الأسعار التي أدّت إلى انهيار أسعار الذهب الأسود.
ويجد ترامب نفسه في هذه الحرب أمام معضلة، فمن جهة تعتبر الأسعار المنهارة للنفط بمثابة هدية للمستهلك الأميركي ومن جهة ثانية يهدّد انخفاض أسعار الذهب الأسود بانهيار قطاع النفط الأميركي بأسره.
وكان البيت الأبيض أعلن أنّه خلال مكالمة هاتفية جرت بين ترامب وبوتين الإثنين، اتّفق الرئيسان على “أهمية الاستقرار في سوق الطاقة الدولي”.
ومع انتهاء فترة اتفاق خفض الانتاج، أعلنت مجموعة أرامكو النفطية السعودية العملاقة أنّها زادت صادراتها من الذهب الأسود إلى مستوى غير مسبوق إذ حمّلت في يوم واحد 18,8 مليون برميل، وذلك على الرّغم من انخفاض الطلب العالمي على مصادر الطاقة بسبب التباطؤ الاقتصادي الناجم عن وباء كوفيد-19.
وكانت المملكة أعلنت انّها ستزيد انتاجها اليومي من الخام بإضافة 2,5 مليون برميل نفط يوميا بهدف رفع الانتاج إلى 12,3 مليون برميل في نيسان/ابريل.
وبين العرض الوفير وركود الطلب، يمكن أن يصل فائض النفط العالمي إلى أكثر من 10 ملايين برميل يومياً، بحسب خبراء.