السلطات الألمانية تفتح تحقيقاً في “قائمة استهداف” لمعارضين أتراك
باشرت السلطات الألمانية تحقيقاً، بعد اكتشاف “قائمة استهداف”، تضم عشرات من المعارضين الأتراك، بينهم صحافيون يعيشون في البلاد، حذرتهم السلطات من أنهم “معرضين لتهديدات من “جماعات جريمة منظمة تعمل لصالح النظام في أنقرة”.
وأفاد موقع “فايس” الأميركي، بأن مدعين عامين ألمان يجرون تحقيقات بشأن جماعات جريمة منظمة تركية، ونوادي دراجات نارية تمارس أنشطتها في أوروبا، بعد أن عثرت الشرطة الألمانية على “قائمة اغتيالات” تضم 55 صحافياً وناشطاً معارضاً فروا من تركيا، بحسب صحافيين أتراك، ومصادر في دوائر إنفاذ القانون في دولتين أوروبيتين.
ونقل الموقع عن مسؤول تنفيذي بلجيكي مُطلع، قوله إن “لدى الألمان قائمة تضم نحو 50 شخصاً، يبدو أنهم معرضون للتهديد، ونحن نتحقق من قوائمنا لتحديد الأشخاص الذين قد يتعرضون للخطر هنا أيضاً، لأن بلجيكا تضم أعداداً كبيرة من المهاجرين الأتراك، وتراقب الكثير من كيانات الجريمة المنظمة وسائقي الدراجات النارية مثل ألمانيا”.
وأضاف المصدر البلجيكي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن ألمانيا تشعر بقلق بالغ بعد الاعتداء على الصحافي التركي المعارض، إرك أكارير، أمام منزله في برلين في الثامن من يوليو الجاري. لكن الشرطة الاتحادية الألمانية والنيابة العامة رفضت التعليق على الأمر.
وتابع: “كان هناك دائماً تسرب للعنف السياسي التركي إلى أوروبا لأنها منطقة قريبة من المهاجرين. إنهم يعيشون في أوروبا لكنهم فعلياً قريبون جداً من تركيا، لكن معظمهم من الأتراك والأكراد”.
وأردف: “في الوقت الراهن نخشى أن يتوسع نطاق الأمر بسبب قوة الجريمة المنظمة التركية وسائقي الدراجات النارية في أوروبا، واستعدادهم الملاحظ للقيام بأعمال عنف سياسي ضد معارضين سياسيين سلميين”.
قلق فرنسي
بدوره، أكد مسؤول بالشرطة الفرنسية، أن فرنسا شهدت أيضاً تحولاً واضحاً في طبيعة المخاوف بشأن الجرائم المتعلقة بتركيا.
وقال المسؤول عن الأمن العام في أجزاء من وسط باريس: “اعتدنا التركيز على مصدر قلق رئيسي للعنف السياسي بين الأكراد والأتراك”.
وأضاف المسؤول الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته: “لا تزال هذه مشكلة، لكننا الآن نلاحظ العديد من التهديدات ضد المعارضين الأتراك المسالمين الذين فروا من تركيا، غالباً بعد محاولة الانقلاب (الفاشل في 2016)”.
في الماضي، كانت الشرطة الفرنسية، أكثر قلقاً بشأن العنف السياسي في إطار الصراع المستمر منذ عقود في تركيا مع الأكراد. والوقت الراهن تخشى السلطات استهداف المعارضين السلميين المقيمين في البلاد من جانب عصابات جريمة منظمة تركية نيابة عن الحزب الحاكم، بحسب الموقع.
من جهته، قال فرانك أوبيرال، رئيس الاتحاد الألماني للصحافيين (دي جيه في)، في بيان: “الصحافيون الذين يتناولون الحكومة بشكل نقدي، لا يمكنهم ممارسة مهنة الصحافة في تركيا بعد الآن، وهو أمر سيئ تماماً”.
وأضاف “حقيقة أنهم أُجبروا على العيش في خوف في ألمانيا، حيث لجأوا، أمر غير مقبول بأي شكل من الأشكال”.
وأكد ما لا يقل عن ستة معارضين وصحافيين، استقبالهم زيارات لممثلين عن السلطات الألمانية لتحذيرهم من أنهم مدرجون على قائمة أشخاص يشتبه في أنهم “مستهدفون من جانب جماعات جريمة منظمة تركية والنظام في أنقرة”.
وأفاد اثنين من هؤلاء على الأقل، بأنهما حصلا على حماية الشرطة، وغيرها من أشكال الحماية لتهديد معين، بحسب تقارير.
جريمة منظمة ضد المعارضة
تجدر الإشارة إلى أنه أنه منذ عام 2013، شن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حملات أمنية لسحق المعارضين السياسيين. وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، اعتقل النظام مئات الآلاف من المعارضين السياسيين، أو طردهم من وظائفهم الحكومية.
وأصبحت ألمانيا التي يعيش فيها عدد كبير من المهاجرين الأتراك بالفعل، موطناً للعديد من المعارضين الفارين من الاعتقال أو الاضطهاد.
ووفقا للموقع، شهدت أوروبا ارتفاعاً في معدلات الجريمة المنظمة التركية في العقود الماضية، إذ امتد نشاط بعض الأتراك العنصريين إلى مهام الجريمة المنظمة التي كان يهيمن عليها الأكراد الأتراك، الذين سيطروا لفترة طويلة على طرق تهريب الهيروين في أوروبا.
تجدر الإشارة إلى أن “المغالاة في النزعة القومية” التي يتبناها أردوغان، لاقت صدى لدى عصابات الدراجات النارية التركية اليمينية المتطرفة، التي امتد نشاطها إلى الجريمة المنظمة في أوروبا، ويُخشى أنها على استعداد لاستهداف المعارضين السياسيين للنظام، بحسب موقع “فايس”.