السلطات الأوكرانية تحقق في 650 حالة خيانة
زيلينسكي يقيل المدعية العامة ورئيس أجهزة الأمن في البلاد
كشف مصادر سياسية وأمنية، أن السلطات الأوكرانية تحقق حاليا في أكثر من 650 حالة خيانة مشتبه بها، ارتكبها مسؤولون محليون، بينها 60 حالة في المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية وتلك الموالية لموسكو، فيما أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مساء الأحد، إقالة المدعية العامة ورئيس أجهزة الأمن في البلاد بسبب كثير من الشكوك بوجود حالات خيانة عدة، ارتكبها مسؤولون محليون لصالح الروس.
وقال زيلينسكي في خطابه اليومي، “اليوم اتخذت قراراً بإعفاء المدعية العامة (إيرينا فينيديكتوفا) ورئيس أجهزة الأمن (إيفان باكانوف)”.
وأضاف زيلينسكي أن “العدد الكبير من الجرائم ضد أسس الأمن القومي، والروابط التي أقيمت بين مسؤولين أوكرانيين مكلفين بتطبيق القوانين وبين الأجهزة الروسية الخاصة” هو أمر “يثير أسئلة خطرة جدا”، مشددا على أنه “سيتم الرد على كل سؤال من هذه الأسئلة”.
يشار إلى أن فينيديكتوفا خصوصاً قادت التحقيق حول فظائع مزعومة ارتُكِبت في بداية الحرب في مدينة بوتشا، إحدى ضواحي شمال غربي كييف، والتي استحالت في نظر الغرب رمزاً لـ”جرائم الحرب” الروسية في أوكرانيا.
وكانت أول موجة إقالات اتخذها زيلينسكي في مطلع أبريل الماضي، بإقالة اثنين من كبار أعضاء جهاز الأمن.
وأوضح حينها أنه أقال رئيس الأمن الداخلي نعوموف أندريه أوليهوفيتش، وكذلك رئيس فرع الجهاز في منطقة خيرسون المهمة جنوب البلاد، كريفوروشكو سيرهي أوليكسندروفيتش.
إلى ذلك، شدد على أن “المسؤولين والضباط رفيعي الرتب الذين يخالفون قسم الولاء العسكري بحماية البلاد واستقلالها سيعاقبون بشدة، ويُحرمون حتماً من رتبهم العسكرية العالية وفقًا لـ المادة 48 من ميثاق الانضباط للقوات المسلحة”.
صديقه المقرب
وخلال يونيو الماضي، أفادت مصادر مقربة من زيلينسكي بأنه يتطلع إلى إقالة رئيس جهاز الأمن الأوكراني وصديقه المقرب إيفان باكانوف، وتعيين شخص “أكثر ملاءمة” في المنصب، بحسب ما أوردته صحيفة “بوليتيكو”.
وانتقدت الأحزاب المعارضة تعيين باكانوف (47 عاماً) في عام 2019، بوصفه شخصاً “غير لائق لقيادة وكالة الاستخبارات”، لكنه كمقرب من زيلينسكي وأدار حملته الرئاسية، قبل إدارة شركة الترفيه الخاصة به، لم يكن بالإمكان وقف هذه الخطوة.
ونقلت “بوليتيكو” عن 4 مسؤولين مقربين من زيلينسكي ودبلوماسي غربي قولهم، إن “الرئيس الأوكراني قلق من طرد شخص ما من ضمن دائرته الداخلية”، إذ يزعم الكثيرون في كييف أن باكانوف فشل في قيادة أكثر من 30 ألف موظف في الجهاز الأمني خلال الغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير الماضي.
وقال أحد تلك المصادر المقربة، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “نحن غير راضين تماماً عن وظيفته (باكانوف) ونعمل على التخلص منه، كما أننا لسنا راضين عن مهاراته الإدارية ولا يمتلك فن إدارة الأزمات”.
من جهته، قال دبلوماسي غربي لم يكشف عن اسمه، إن “القلق أكبر من ذلك، إذ يتعلق أيضاً بقرارات العديد من كبار موظفي الوكالة في الساعات والأيام الأولى من العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، التي ربما، كلفت البلاد أراض ثمينة، بما في ذلك مدينة خيرسون الاستراتيجية”.
خيانة الدولة
الصحيفة الأميركية، سلطت الضوء على رئيس مديرية أمن الدولة في خيرسون، الجنرال سيرهي كريفوروتشكو، الذي أمر ضباطه بإخلاء المدينة قبل أن تقتحمها القوات الروسية، خلافاً لأوامر زيلينسكي، كما تزعم السلطات.
وزعمت السلطات الأوكرانية أيضاً أن العقيد إيهور سدوخين، من جهاز الأمن الأوكراني، أبلغ القوات الروسية المتجهة شمالاً من شبه جزيرة القرم، بمواقع الألغام الأوكرانية، وساعد في تنسيق مسار الطيران الروسي، بينما هرب في قافلة من عملاء إدارة أمن الدولة المتجهة غرباً.
وفي إشارة إلى “عدم الولاء”، هرب عميد ترأس قسم الأمن الداخلي للوكالة سابقاً يدعى أندري نوموف إلى الخارج، قبل بضع ساعات من الغزو، واتهمت السلطات الأوكرانية المسؤولين الثلاثة السابقين في إدارة الأمن بـ”خيانة الدولة”.