السودان تستعد لتظاهرات جديدة تُطالب بتسليم السلطة للمدنيين
تستعد العاصمة السودانية الخرطوم و عدد من الولايات في البلاد، اليوم الخميس، لتظاهرات جديدة تُطالب بتسليم السلطة للمدنيين، فيما أصدر مشّرعون أميركيون بياناً حضوا فيه السلطات في السودان على احترام الحقوق وحرية التعبير والتظاهر السلمي.
وطالب بيان صادر عن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، “السلطات السودانية بالامتناع عن استخدام العنف لقمع الاحتجاجات السلمية واحترام حقوق الشعب السوداني في الدعوة للتغيير دون الخوف من الانتقام”.
وشارك في البيان رئيسا لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والشؤون الخارجية بمجلس النواب وكبار الجمهوريين في اللجنتين، والمندوبان الأميركيان جريجوري ميكس ومايكل ماكول.
وأضاف البيان أنه “حان الوقت الآن لقادة قوات الأمن السودانية للعودة إلى ثكناتهم وتسليم السلطة للمكون المدني الذي نال ثقة الشعب السوداني”.
وأفادت مصادر سودانية، في السودان بأن التظاهرات تتزامن مع الذكرى الثالثة لمليونية 30 من يونيو 2019 والتي مثلت علامة فارقة في التوصل لاتفاق سياسي بين العسكريين والمدنيين عقب سقوط نظام عمر البشير.
وحددت تنسيقيات لجان المقاومة في العاصمة الخرطوم القصر الرئاسي كوجهة مشتركة للتظاهرات التي أطلقت عليها “مليونية فجر الخلاص” لتحقيق خمسة أهداف على رأسها تشكيل حكومة مدنية.
وحددت التنسيقيات 5 نقاط رئيسية للتجمع بمحليات الخرطوم المختلفة، حيث سيضطر متظاهرون وفق بيانات، إلى عبور جسور “المك نمر، شرق النيل، السلاح الطبي” و هي ضمن الجسور التي أعلنت السلطات إغلاقها.
إغلاق جميع الجسور
اللجنة الأمنية لولاية الخرطوم، والتي أعلنت إغلاق جميع الجسور الرابطة بين مدن العاصمة عدا جسري “الحلفايا وسوبا”، دعت المتظاهرين في تصريحات لـ “العربية” و”الحدث” إلى الالتزام بالسلمية وعدم السماح للمخربين بالدخول في أوساطهم وحذرتهم من الاقتراب من المواقع السيادية، في وقت أعلنت قوات الشرطة التزامها بحماية التظاهرات السلمية والمهنية وضبط النفس مع الاحتفاظ بحق الدفاع الشرعي، وناشدت قادة التظاهرات الالتزام بالتعبير السلمي الديمقراطي في الميادين العامة والساحات.
بدورها، دعت عدد من الأحزاب والقوى السياسية السودانية على رأسها الحزب الشيوعي وتلك المنضوية تحت تحالف المجلس المركزي للحرية والتغيير إلى الخروج في التظاهرات.
على الصعيد الخارجي دعت بعثة الاتحاد الأوروبي و سفارات الترويكا وعشر دول في الخرطوم، السلطات السودانية إلى ضمان حرية التعبير والالتزام بحماية المدنيين.
كما دعا المبعوث الأممي الخاص، فولكر بيرتس في مقابلة مع “العربية” و”الحدث”، المنظومة الأمنية إلى ضبط النفس وعدم استخدام العنف وإلى تجنب الاستفزاز وضمان حق التعبير السلمي، وهو ما دفع الخارجية السودانية لاستدعائه و إبلاغه استياء الحكومة ورفضها لتصريحاته لما تحمله من وصاية ومساس بالسيادة السودانية – على حد وصفهم.
حكومة وطنية منتخبة
القائد العام للجيش الفريق عبد الفتاح البرهان أكد أنه لا اعتراض على ممارسة الحق في التعبير السلمي.
البرهان، الذي أشار إلى أن القوات المسلحة تتطلع إلى اليوم الذي ترى فيه حكومة وطنية منتخبة تتسلم منها عبء إدارة السودان، شدد في الوقت ذاته على أن الطريق الوحيد لذلك هو التوافق الوطني الشامل أو الذهاب إلى الانتخابات وليس بالدعوات إلى التظاهر والتخريب، على حد وصف تعميم لمكتب الناطق باسم القوات المسلحة السودانية.
ولم تكتف الولايات المتحدة الأميركية ببيان سفارتها في الخرطوم، فمساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية مولي في أجرت اتصالات مع رئيس مجلس السيادة وقادة قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية أكدت فيها ضرورة استمرار جميع الأطراف في الجهود الجارية لاستعادة عملية انتقال بقيادة مدنية من خلال العملية السياسية التي تعمل الآلية الثلاثية على تيسيرها بين الأطراف السودانية.
كما رحبت مولي في، بالتزام البرهان بتوجيه قوات الأمن للسماح للسودانيين بممارسة حقهم في التجمع السلمي خلال تظاهرات اليوم عطفاً على التزام القادة المدنيين بممارسة حقوقهم بشكل سلمي مشددةً في الوقت ذاته على عدم السماح لمن وصفتهم بالمفسدين باستخدام تظاهرات اليوم لتقويض التقدم في استعادة الانتقال.