السودان يحذر من “حرب المياه” بسبب التعنت الإثيوبي
ويدعو المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل في أزمة سد النهضة
حذرت السودان على لسان المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة السودانية من “نشوب حرب مياه”، في حال عدم تراجع إثيوبيا عن “موقفها المتعنت” من أزمة سد النهضة، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل بشكل عاجل.
وذكرت صحيفة “السياسي” السودانية، السبت، نقلاً عن العميد الطاهر أبو هاجة، قوله في تصريحات صحافية إن “حرب المياه بدأت، وهي قادمة بصورة أفظع مما يتم تخيّله، إذا لم يضع العالم حداً لاستهتار النظام الإثيوبي عبر مؤسساته العدلية ومنظماته الدولية”، في إشارة إلى تعثر مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا.
وأوضح مستشار عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للقوات المسلحة، وفقاً لـ”السياسي”، أن “المواقف الإثيوبية المتعنتة في قضية المياه ستجر المنطقة إلى ما لا تُحمد عقباه، داعياً “المجتمع الدولي والإقليمي إلى العمل للحد مما سماه بالاستكبار الإثيوبي غير المبرر”.
رفض إثيوبي للحلول
وتابع في تصريحاته أن “إثيوبيا رافضة لكل خيارات الحلول المطروحة بشأن سد النهضة، مع استكبارها غير المبرر، بدليل التصريحات غير الموفقة للنظام الإثيوبي، والتي تشير إلى سيره الأحادي في قرار احتجاز مياه النيل الأزرق بملء بحيرة السد في توقيت يحدده هو، والتهديد بأن رده سيكون جاهزاً حال اعتراض أو منع ذلك!”.
وأضاف: “اتباع استراتيجية الصراع والتمسك بها كمنهج للنظام الإثيوبي يكشف أنه وضع الآخرين في خانة العدو منذ وقت مبكر، وهي تتعامل على هذا الأساس، وبلا شك لا يوجد سبب قوي لخلق العدو أكثر من الحرمان من المياه”.
وأردفت الصحيفة نقلاً عن أبو هاجة: “واقع الحال يشير إلى أن الإنشاءات الهندسية بمشروع السد لا تسمح بالملء الثاني، ولكنها يمكن أن تنجز خلال 40 يوماً إلى شهرين، ما دعا النظام الإثيوبي للمماطلة لاستغلال الوقت”.
دعوة إثيوبية
ودعا وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، سيلشي بيكيلي، السبت، مصر والسودان إلى ترشيح المسؤولين عن تبادل المعلومات بين الدول الثلاث قبل بدء موسم الأمطار، تمهيداً لعملية الملء الثاني لـ”سد النهضة”.
وفي الرسالة الموجهة إلى وزيري شؤون المياه في السودان ومصر، دعا وزير شؤون المياه الإثيوبي البلدين إلى “ترشيح الأشخاص المحوريين، مشغلي السدود، لتبادل البيانات بين البلدان الثلاثة فيما يتعلق بالملء الثاني الذي سيستم ما بين يوليو وأغسطس 2021”.
وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية إن هذه الدعوة “استندت إلى الإجماع الذي تم التوصل إليه بشأن جدول الملء الذي صاغته المجموعة الوطنية المستقلة للبحث العلمي (NISRG) للدول الثلاث، جنباً إلى جنب، مع فترة الملء في يوليو وأغسطس، وقد تستمر حتى سبتمبر حسب توقعات الهيدرولوجيا”.
السودان يرفض أي حديث عن تبادل للمعلومات
وأشار بيكيلي إلى “التقدم المحرز في بناء سد النهضة وقرب مواسم الأمطار في إثيوبيا، حيث من المقرر الملء الثاني للسد”، وأكد “ضرورة العمل معاً على ترتيبات عملية هامة”.
وجاء في خطاب الوزير الإثيوبي أن “تعيين منسقين سيعجل قريباً الترتيبات المناسبة لتبادل المعلومات وإجراءات بناء الثقة بين الأطراف الثلاثية، حتى اختتام مفاوضات سد النهضة، تحت رعاية الاتحاد الإفريقي”.
وأكدت الرسالة “أهمية الإبرام الفوري للاتفاق على القواعد والمبادئ التوجيهية بشأن الملء الثاني، وفقاً للمادة الخامسة من إعلان المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث في عام 2015″، مشيراً إلى أن ذلك “سيوفر فرصة جيدة لبناء الثقة بين الأطراف”.
وأرفقت في الرسالة معلومات عن “اختبار المنفذ السفلي لسد النهضة”، وأعربت عن “حرص إثيوبيا على استضافة أول اجتماع لمشغلي السدود الذين سيجتمعون في أديس أبابا أو عبر تقنية الفيديو”.
وقالت الخارجية السودانية، السبت، إن السودان يرفض أي حديث عن تبادل للمعلومات حول ملء وتشغيل سد النهضة، من دون وجود اتفاق، وضامنين إقليميين ودوليين.
وأشارت الوزارة إلى أن رسالة من إثيوبيا وصلتها وتنص على دعوة السودان لترشيح أعضاء من الوفد التفاوضي للتباحث في الكونغو الأسبوع المقبل حول تبادل البيانات، قبل بدء الملء الثاني لسد النهضة.
من جهته، قال وزير الري المصري محمد عبد العاطي، السبت، إن “التعنت الإثيوبي هو السبب في فشل المفاوضات الخاصة بسد النهضة”.
وأشار الوزير، خلال افتتاحه أعمال تطوير وصيانة نادي الري في الزمالك، إلى “التحديات التي تواجه قطاع المياه فى مصر”، على غرار “الإجراءات الأحادية التى يقوم بها الجانب الإثيوبي فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة”.