السيسي يؤكد للمنفي أن الانتخابات هي السبيل لحل الأزمة الليبية
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الاثنين، أن مصر “لم ولن تدخر جهداً في دعم الشقيقة ليبيا بهدف إجراء المصالحة الوطنية ولم الشمل، مع البعد عن أي تجاذبات سياسية”، كما أكدا أن الانتخابات هي السبيل الوحيد لحل الأزمة السياسية الليبية.
وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه السيسي من رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، بحسب بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي.
وأضاف راضي أن الاتصال “شهد التوافق بشأن ضرورة أن يكون حل الأزمة الليبية نابعاً من الليبيين أنفسهم”، مع التشديد على أن إجراء الانتخابات هي السبيل الوحيد لتسوية الوضع الحالي، “بالتوازي مع إخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، لضمان تنفيذ أي تسوية سياسية”، وفق البيان.
وأعرب المنفي عن “خالص التقدير لمساندة مصر الصادقة لبلاده امتداداً للعلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين”، مثمناً “الجهود الحثيثة بقيادة السيسي في دعم ليبيا، خاصةً عن طريق المساهمة في استعادة المؤسسات الوطنية، وتوحيد الجيش الوطني الليبي، فضلاً عن الدور الحيوي لنقل التجربة المصرية التنموية إلى ليبيا”.
وتشهد ليبيا أزمة سياسية عميقة متمثلة في وجود حكومتين، الأولى برئاسة عبد الحميد الدبيبة أقالها البرلمان ولكنها ترفض تسليم السلطة إلا بعد إجراء انتخابات رئاسية ونيابية، وتتخذ من العاصمة طاربلس مقراً، بدعم من جماعات مسلحة. وعلى المقلب الآخر، تحكم حكومة وافق عليها البرلمان ويرأسها فتحي باشاغا، من سرت بعد عجزها عن دخول العاصمة.
تظاهرات غاضبة
وانعكست التوترات على الساحة الشعبية، إذ شهدت البلاد تظاهرات غاضبة، الاثنين، لليوم الثالث على التوالي، مع إعلان عدد من القوى الاحتجاجية الدخول في عصيان مدني، وبدء اعتصام مفتوح، وإغلاق عدد من المؤسسات العامة مثل مقر المجلس البلدي في مصراتة.
واندلعت المظاهرات مع فشل المشاورات الدستورية في جنيف بين رئيسي البرلمان عقيلة صالح ومجلس الدولة خالد المشري.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية جامعة درنة الليبية يوسف الفارسي إن المشهد السياسي في ليبيا يتجه إلى التعقيد، وهو ما انعكس في المظاهرات الأخيرة التي جاءت “نتيجة لتردي الأوضاع المعيشية التي جعلت المواطن الليبي يئن”، حسب وصفه.
وأضاف الفارسي، أن “كافة مسارات التسوية السياسية والعسكرية والاقتصادية فشلت ولم تؤد إلى نتيجة رغم استمرارها منذ عام 2015″، مؤكداً أن تلك الجهود لن تقود البلاد إلى الاستقرار.
وأشار إلى أن المظاهرات الأخيرة بدأت عفوية لكن “أطراف أخرى” تسعى لإسقاط مجلس النواب وذلك “لتمكين المجلس الرئاسي من قيادة البلاد”، والدليل على ذلك “اقتحام المتظاهرين مقر البرلمان في طبرق”، مؤكداً أن “المجلس الرئاسي لا يستطيع إنهاء عمل الأجسام السياسية كما يتردد”.
وحذر الفارسي من أن إنهاء عمل الأجسام السياسية من دون بديل سيؤدي إلى “فراغ وفوضى”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هذه الأجسام عاجزة عن تحقيق أي شيء.