السيسي يرد على ترامب… تهجير الفلسطينيين ظلم لا يمكن أن نشارك فيه

خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكيني ويليام روتو، علق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر قائلاً، إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه “ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”.

وأكد الرئيس المصري، الأربعاء، أن بلاده عازمة على العمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل إلى سلام منشود قائم على حل الدولتين.

وأوضح السيسي، أن “الشعب المصري سيعارضني لو وافقت على فكرة التهجير، ويطالبني بعدم المشاركة في هذا الظلم، وأود أن أطمئنه بأنه لا يمكن أبداً التساهل مع موضوع تهجير الفلسطينيين أو السماح به لتأثيره على الأمن القومي المصري والأمن القومي العربي”.

وأشار السيسي إلى ما اعتبره “ثوابت الموقف المصري التاريخي بالنسبة للقضية الفلسطينية”، قائلاً: “لا يمكن أبداً الحياد أو التنازل بأي شكل كان عن هذه الثوابت، وهي الأسس التي يقوم عليها الموقف المصري، والتي تشمل إنشاء الدولة الفلسطينية، والحفاظ على مقومات تلك الدولة، وبالأخص شعبها وإقليمها”.

ترامب قادر على تحقيق السلام

واعتبر السيسي أن ترامب قادر على تحقيق السلام بمنطقة الشرق الأوسط، مشدداً على أن حل القضية الفلسطينية هو حل الدولتين، وبناء دولة فلسطينية بحقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها، مضيفاً: “عازمون على العمل مع الرئيس ترمب وهو يرغب في تحقيق السلام بالمنطقة”.

ولفت إلى أن “مصر حذرت في بداية الأزمة من أن يكون الهدف هو جعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة ليتم تهجير الفلسطينيين بعد ذلك”، وأكد أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار “الذي تم التوصل إليه بعد جهود مصرية مضنية بالشراكة مع شركائنا في قطر والولايات المتحدة”، منبهاً إلى أهمية “ضمان النفاذ الكامل للمساعدات الانسانية، وبدء مسار سياسي حقيقي لإيجاد تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”.

جدل بين القاهرة وواشنطن

وشهدت الساعات الأخيرة جدلاً بين القاهرة وواشنطن، إذ قال ترامب للصحافيين، الاثنين، إنه تحدث مع السيسي، وذلك رداً على سؤال عما إذا كان تحدَّث مع الرئيس المصري بشأن مقترح نقل سكان من قطاع غزة إلى مصر والأردن. في المقابل نفى مصدر مسؤول مصري رفيع المستوى حدوث الاتصال، حسبما نقلت عنه قناة “القاهرة” الإخبارية.

وذكر المصدر المصري، أن أي اتصال هاتفي للرئيس المصري يتم الإعلان عنه وفقاً للمتبع مع رؤساء الدول، مشدداً على أنه “كان يجب تحري الدقة المطلوبة، خاصة فيما يتعلق باتصال على هذا المستوى وفي هذا التوقيت الدقيق الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط، وعلى ضوء ما يمثله ذلك من أهمية خاصة في ظل العلاقات المتميزة التي تجمع رئيسَي البلدين”.

 وعن موقف السيسي من استقبال سكان من غزة في مصر، قال ترامب: “أود لو يفعل ذلك. أتمنى لو أنه يقبل ببعضهم. لقد قدمنا لهم الكثير من المساعدة، وأنا متأكد أنه سيساعدنا أيضاً. إنه صديق لي. إنه في جزء صعب جداً من العالم، وبصراحة، إنه مكان قاسٍ، كما يقولون. إنه حي قاسٍ. لكنني أعتقد أنه سيفعل ذلك، وأعتقد أن ملك الأردن سيفعل ذلك أيضاً”.

كما زعم ترامب في تصريحات للصحافيين، أنه يعتقد أن الرئيس المصري وملك الأردن عبد الله الثاني سيقبلان بنقل بعض من سكان غزة إلى بلديهما.

وقال الرئيس الأميركي: “أود أن يعيش الناس في منطقة حيث يمكنهم العيش فيها دون اضطرابات أو ثورات أو عنف. كما تعلمون، عندما تنظر إلى قطاع غزة، لقد كان جحيماً لسنوات عديدة، ويبدو لي أنه كانت هناك العديد من الحضارات على هذه المنطقة. لم يبدأ الأمر هنا، بل بدأ قبل آلاف السنين، ودائماً ما ارتبطت بها أعمال عنف. لذلك أعتقد أنه يمكن للناس أن يعيشوا في مناطق أكثر أماناً، وربما تكون أفضل بكثير وأكثر راحة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى