السيسي يرفض التدخل الخارجي في شؤون العراق
ويثمن تضحيات العراقيين في مواجهة التطرف والإرهاب
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رفضه لأي تدخل خارجي في شؤون العراق الداخلية، مثمّنا “التضحيات التي قدمها الشعب العراقي في مواجهة التطرف والإرهاب”.
وقال السيسي خلال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في دورته الثانية باستضافة الأردن، اليوم الثلاثاء، أن انعقاد هذا المؤتمر يعد “دلالة على الرغبة الصادقة في الانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة من أجل أمن العراق والمنطقة”، معلناً عزم بلاده المضي قدماً في الشراكة الاقتصادية مع الأردن والعراق والعمل لإنجاح هذه الشراكة.
بدوره، قال ملك الأردن عبدالله الثاني إن “الاجتماع يمثل فرصة للبناء على مخرجات مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذي انعقد العام الماضي، وإعادة التأكيد على دعمنا لجهود العراق في مواصلة مسيرته نحو التنمية والازدهار وتعزيز أمنه واستقراره واحترام سيادته”.
وأكد أن “الأردن يؤمن بحاجة المنطقة للاستقرار والسلام العادل والشامل والتعاون الإقليمي، وخاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية ومعالجة قضايا الفقر والبطالة، وأن مواجهة تحدياتنا المشتركة تستدعي عملا جماعيا تلمس شعوبنا آثاره الإيجابية”، مضيفا: “ندرك أن التحديات التي تواجهنا كثيرة وتزداد تعقيدا، لكننا نؤمن أيضا أن هذا المؤتمر ينعقد من أجل خدمة مصالحنا المشتركة، لضمان أمن العراق وازدهاره واستقراره ركنا أساسيا في منطقتنا، ونتطلع لمواصلة العمل معكم لتعميق شراكاتنا خدمة لشعوبنا”.
نهج عراقي منفتح
وأعرب رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عن “التقدير العالي للمشاركين في قمة بغداد الثانية”، مشيرا إلى “أننا نجتمع في عمان ونأمل المضي نحو تعزيز العلاقات وتطويرها”.
وأوضح أن “فكرة تأسيس مؤتمر بغداد تنطلق من رغبة العراق لتعزيز الشراكة”، مؤكدا أن “العراق ينأى بنفسه عن إصطفافات المحاور وأجواء التصعيد وينشد سياسة التهدئة وخفض التوترات، كما يرفض التدخل بشؤونه الداخلية ومسَّ سيادته أو الاعتداء على أراضيه”.
ولفت السوداني إلى أن “حكومتنا تتبنى نهجاً منفتحاً يهدف لبناء شراكات إقليمية ودولية مبنية على المصالح المشتركة”، داعيا “الدول الشقيقة والصديقة إلى مساعدتنا في استرداد أموال العراق المنهوبة والمهربة وتسليم المطلوبين الذين يتخذون من هذه الدول محل إقامة لهم”.
وانطلقت الثلاثاء، في البحر الميت، أعمال الدورة الثانية من مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، بدعوة من جلالة الملك عبدالله الثاني، وبالتنسيق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وبحضورهما.
وشارك في المؤتمر قادة وممثلو الدول والمنظمات الإقليمية، وتشمل الدول المشاركة مصر والسعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت وعُمان وتركيا وإيران، إضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
وستركز الدورة الثانية على 5 ملفات بارزة يأتي على رأسها الأوضاع في العراق ولبنان وسوريا ومكافحة الإرهاب وأمن الغذاء والطاقة والملف النووي الإيراني.