السيسي يستعرض موقف بلاده من أزمة سد النهضة وأمن الخليج
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، أن أمن دول الخليج العربي من أمن مصر وأن بلاده لا تدخر أي جهد من أجل تطوير وتفعيل العلاقات مع الأشقاء العرب، وإن “علاقات مصر مع الأشقاء العرب ممتدة عبر التاريخ”.
وحول أزمة سد النهضة، أكد السيسي، أن نهر النيل “هو حياتنا وحياة أشقائنا في السودان”، مشيراً إلى “حرص مصر على التفاوض والوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء سد النهضة وتشغيله”.
جاء ذلك خلال لقاء موسع عقده الرئيس المصري بقادة وضباط وضباط صف وجنود الجيش المصري، الثلاثاء، عقب انتهاء فعاليات الندوة التثقيفية 33 بمناسبة يوم الشهيد، أن “سد النهضة حقق ميزة كبيرة جداً لأشقائنا في إثيوبيا، ونحن لا نرفض هذه الاستفادة”، مضيفاً، أن “ما يجمعنا على نهر النيل، أكبر بكثير من أي سبب من أسباب الخلاف”، مشدداً على أن “كلامنا هادئ دائماً، ولا يوجد فيه أي انفعال أو ادعاء أو استعداء”.
وشدد السيسي على الإصرار على التفاوض، ولكنه “ليس تفاوضاً دون نهاية”، مشيراً إلى “حرص مصر على التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة”.
بدوره، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري، الثلاثاء، الدول المتشاركة في أحواض الأنهار العابرة للحدود، إلى “الابتعاد عن سياسة فرض الأمر الواقع، ومنهج الهيمنة على الموارد المائية المشتركة”.
ونقلت وزارة الخارجية المصرية، عن شكري، تشديده خلال قمة مجلس السلم والأمن الإفريقي، على ضرورة أن تتعاون الدول المتشاركة “من أجل الإدارة الرشيدة والمستدامة لموارد هذه الأنهار، طبقاً لقواعد القانون الدولي ومبادئ حسن النية والجوار”.
وأكد شكري، في الكلمة الموجهة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للقمة، على ضرورة الابتعاد عن “سياسة فرض الأمر الواقع، ومنهج الهيمنة على الموارد المائية المشتركة، لما في ذلك من تأثير على السلم والأمن، وتهديد مباشر لمقدرات شعوب بأكملها”.
وكان الرئيس المصري قال السبت، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان في السودان السبت، إنه يدعم تشكيل “رباعية إفريقية أوروبية أميركية أممية” للتوسط في أزمة سد النهضة، وأكدا رفضهما للتصرف الأحادي الإثيوبي في هذا الملف، وهو ما تمثل في الملء الثاني للسد.
وتابع السيسي: “أكدنا على حتمية العودة إلى مفاوضات جادة وفعالة بهدف التوصل، في أقرب فرصة ممكنة وقبل موسم الفيضان المقبل، إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، وبما يحقق مصالح الدول الثلاث، ويعزز من أواصر التعاون والتكامل بين بلادنا وشعوبنا”.
وأضاف أن “رؤانا تطابقت على رفض أي نهج يقوم على السعي لفرض الأمر الواقع وبسط السيطرة على النيل الأزرق من خلال إجراءات أحادية لا تراعي مصالح وحقوق دولتي المصب، وهو ما تجسد في إعلان إثيوبيا عن نيتها تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة حتى إذا لم نتوصل إلى اتفاق ينظم ملء وتشغيل هذا السد”، وهو إجراء “يهدد بإلحاق أضرار جسيمة بمصالح مصر والسودان”، وفقاً للسيسي.
وكان وزير المياه والري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، قال الشهر الماضي، إن “بناء سد النهضة يسير كما هو مخطط له، ولا توجد وسيلة للهروب من ملء خزان السد في يوليو المقبل”، وفق ما أوردته وكالة “فانا” الإثيوبية.
وجدد بيكيلي خلال لقاء مع عدد من السفراء والدبلوماسيين الأفارقة “التأكيد على التزام إثيوبيا بإعطاء القضية (مفاوضات سد النهضة) حلاً قابلاً للتطبيق من خلال التمسك بمبادئ الاستخدام المنصف والمعقول من حوض النهر، من دون التسبب في ضرر كبير لدول المصب (السودان ومصر)”.