الصين تحذر من عواقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان
في ظل تصاعد التوترات بين البلدين، حذرت الصين الأربعاء، من أن الولايات المتحدة “ستتحمل العواقب” زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان في مؤتمر صحافي: “نحن نعارض بشدة زيارة بيلوسي لتايوان.. وإذا مضت الولايات المتحدة قدماً في الزيارة، فإن الجانب الأميركي سيتحمل كل العواقب المترتبة على ذلك”، إذ تعتبر بكين أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين.
وذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، السبت، أن الصين وجهت تحذيرات قوية لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من زيارة محتملة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس.
وحذرت وزارة الخارجية الصينية الاثنين المسؤولين الأميركيين بشأن الزيارة قبل أن تكرر التحذير الأربعاء.
وتأتي تلك التوترات قبيل مكالمة هاتفية مرتقبة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج.
“البنتاغون” لا يدعم الزيارة
وتثير زيارة بيلوسي المحتملة إلى تايوان قلق إدارة الرئيس جو بايدن خشية اعتبارها تجاوزاً لخطوط الصين الحمراء.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي، أن وزارة الدفاع “البنتاغون” لا تدعم الزيارة.
ولدى سؤاله بشأن الرحلة المحتملة، قال بايدن: “أعتقد بأن الجيش يعتقد بأنها ليست فكرة جيدة في الوقت الحالي. لكنني لا أعرف وضع” الرحلة. ولم يقترح بايدن على رئيسة مجلس النواب عدم السفر إلى تايوان، حسبما أفادت وكالة “أسوشيتد برس”.
وتأتي الزيارة في فترة مشحونة، إذ يستعد الرئيس شي جين بينج، أكثر الزعماء الصينيين نفوذاً منذ عقود، لترسيخ سلطته في وقت لاحق هذا العام خلال اجتماع حزبي مهم في ظل رياح اقتصادية معاكسة.
ولم تؤكد بيلوسي الزيارة، إلا أنها قالت الأسبوع الماضي للصحافيين “من المهم بالنسبة إلينا أن نظهر الدعم لتايوان”، بينما نفت أن يكون الكونجرس يتحرّك لدعم استقلال الجزيرة.
وتحظى تايوان بدعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي في واشنطن، حيث يسود انقسام بين الفصيلين السياسيين حول أغلبية الملفات، واستدعت تحذيرات الصين نداءات تحث بيلوسي على المضي قدماً.
ونقلت وكالة “بلومبرغ” الثلاثاء، عن مصدر أميركي قوله إن القرار النهائي بشأن زيارة بيلوسي المقررة الشهر المقبل لتايوان، “لم يتخذ بعد”، لكن قد يُقر بعد أيام من مكالمة بايدن مع نظيره الصيني.
ونقلت “بلومبرغ” عن المصدر قوله إن “القرار النهائي بشأن زيارة بيلوسي لتايوان أثناء رحلة إلى آسيا الشهر المقبل، لم يتخذ بعد، لكن إذا حدث ذلك، فسيكون في غضون أيام من مكالمة بايدن ونظيره الصيني”، إلّا أن موظفي مكتب بيلوسي ومسؤوليها الأمنيين “استبعدوا زيارة بيلوسي لتايوان”.
مناورات بحرية وجوية
وفي السياق، بدأت تايوان، الثلاثاء، تدريبات هان كوانج العسكرية، وهي أكبر مناورات بحرية وجوية سنوية لصد هجوم مفترض، وسط قلق أميركي متزايد بشأن إجراءات بكين للرد على زيارة بيلوسي المحتملة.
وانطلقت التدريبات العسكرية بحضور رئيسة تايوان تساي إينج-وين، وهي على متن مدمرة تابعة للبحرية، وذلك للمرة الثانية فقط خلال أعوام حكمها الستة، وأشادت بإرادة الجيش وتصميمه على الدفاع عن الجزيرة.
وشوهدت تساي على متن مدمرة صواريخ من طراز كيد الأميركية، راسية قبالة ساحل مدينة سواو، وهي ترتدي ملابس مموهة، وتحيي الجنود.
وقالت تساي للجنود عبر إذاعة قمرة المدمرة: “يظهر التدريب الدقيق والصلب الذي قام به الجميع إمكانيات وتصميم جيش جمهورية الصين (الاسم الرسمي لتايوان) على حماية وطننا والدفاع عن بلدنا”، وفق ما أوردت “رويترز”.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن الجيش التايواني بياناً قال فيه إن طائرات وسفنًا حربية أطلقت مختلف أنواع الصواريخ الهادفة لاعتراض “مجموعة من سفن العدو”.