الصين تعلن مبادرة لدعم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط
أكدت الصين، المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدور إيجابي في دعم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدة في بيان، ضرورة الاحترام المتبادل، وحل القضية الفلسطينية على أساس «حل الدولتين»، ومنع الانتشار النووي، وعقد حوار متعدد الأطراف بشأن أمن منطقة الخليج في الصين، وتسريع وتيرة التعاون.
ودعت الصين، في مبادرتها، التي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، احترام خصائص وأنماط وطرق المنطقة، قائلة: «يجب تغيير العقلية القديمة وعدم النظر إلى الشرق الأوسط بنظرة المنافسة الجيوسياسية فقط، بل ويجب اعتبار دول الشرق الأوسط شركاء للتعاون والتنمية والسلام».
وقالت الصين في البند الأول من المبادرة «الدعوة إلى الاحترام المتبادل»: «لابد من دعم جهود دول الشرق الأوسط لاستكشاف طرق تنموية بإرادتها المستقلة، ودعم الاعتماد على دول المنطقة وشعوبها لإيجاد حلول سياسية لملفات سوريا واليمن وليبيا وغيرها من الملفات الساخنة»، مؤكدة أهمية تعزيز الحوار والتواصل بين الحضارات، وتحقيق التعايش السلمي بين شعوب المنطقة كافة. وأوضحت الصين حرصها على القيام بدور بناء في هذا الصدد.
القضية الفلسطينية
وفي البند الثاني، دعت الصين، الخاص بـ«الالتزام بالإنصاف والعدالة»، إلى تسوية القضية الفلسطينية على أساس «حل الدولتين»، مشيرة إلى دعمها لجهود الوساطة الحثيثة للمجتمع الدولي بغية تحقيق هذا الهدف، وإلى عقد مؤتمر دولي ذي مصداقية في حالة نضوج الظروف.
وقالت: «إنها حريصة على دفع مراجعة القضية الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي أثناء رئاسته للمجلس في شهر مايو المقبل، بما يجدد التأكيد على حل الدولتين».
وأضاف البيان: «سيواصل الجانب الصيني دعوة الشخصيات المحبة للسلام من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإجراء الحوار في الصين، كما يرحب بممثلي المفاوضات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإجراء مفاوضات مباشرة في الصين».
منطقة خالية من الأسلحة النووية
وحول تحقيق عدم انتشار الأسلحة النووية، طالبت الصين، في البند الثالث من المبادرة، المجتمع الدولي بدعم جهود دول المنطقة في إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، داعية إلى الأطراف المعنية في الملف النووي الإيراني إلى تقريب المسافات، والوفاء بالتزامات «الاتفاق النووي». وأكدت أن على إيران استئناف الوفاء بالتزاماتها في المجال النووي.
ورابعاً، دعت الصين إلى العمل سوياً على تحقيق الأمن الجماعي، لافتة إلى أن تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط أمرٌ يتطلب مراعاة الهموم المشروعة لكافة الأطراف.
وقالت: إن على دول المنطقة إجراء حوار، والتشاور على قدم المساواة، وتبادل الفهم والمراعاة وتحسين العلاقات فيما بينها، مع التأكيد على «مكافحة الإرهاب بحزم ودفع عملية نزع التطرف».
وتابعت: «ندعو إلى عقد حوار متعدد الأطراف بشأن أمن منطقة الخليج في الصين، للبحث في آلية بناء الثقة في الشرق الأوسط، بدءاً من مواضيع ضمان أمن المنشآت النفطية والممرات الملاحية، وإقامة منظومة أمنية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة في الشرق الأوسط بخطوات تدريجية».
التعاون ضد كورونا
وشدد البيان الصيني، في البند الأخير المخصص لـ«تسريع وتيرة التنمية والتعاون»، على أهمية تضافر الجهود لهزيمة الجائحة، وسرعة تحقيق التعافي اقتصادياً واجتماعياً، ومساعدة دول الشرق الأوسط التي تعيش مرحلة ما بعد الصراعات على إعادة الإعمار ودعم تنويع الاقتصاد في الدول المنتجة للنفط ومساعدة الدول الأخرى في المنطقة على تحقيق التنمية والنهضة وفقا لمواردها وإمكانياتها المتباينة.
ونوّه إلى حرص الصين على مواصلة إقامة المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية ومنتدى أمن الشرق الأوسط، وتعزيز تبادل الخبرات مع دول الشرق الأوسط حول الحكم والإدارة.
ووقعت الصين على وثائق التعاون لبناء «الحزام والطريق» مع 19 دولة في الشرق الأوسط، وتجري حالياً التعاون المتميز مع كل منها، كما أجرت الصين التعاون مع جميع دول الشرق الأوسط في مكافحة الجائحة.
معادلة تنموية جديدة
وذكر البيان أنه خلال المرحلة المقبلة، ستواصل الصين تعميق التعاون مع دول المنطقة في مجال اللقاح وفقاً لاحتياجاتها، والتشاور معها حول التعاون الثلاثي مع الدول الإفريقية في مجال اللقاح.
وألمح إلى أن الصين تعمل حالياً على إقامة «معادلة تنموية جديدة»، لتقاسم فرص السوق الصينية مع دول الشرق الأوسط، والعمل مع الدول العربية سوياً على تحضير القمة الصينية العربية، والتشارك في بناء «الحزام والطريق» بجودة عالية، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجال التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة.
وأعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة مع مجلس التعاون الخليجي قريباً.