الصين وروسيا تعلنان صداقة بلا حدود وتعاون في مختلف المجالات
وتؤكدان عزمهما على بناء نظام دولي جديد
أعلنت كل من الصين وروسيا، أمس الجمعة، أن الصداقة والشراكة بينهما ليس لها حدود ولا حظر فيها على التعاون في أي مجال، وأكد بيان صادر عن البلدين عزمهما العمل معا ضد الولايات المتحدة لبناء نظام دولي جديد يقوم على أساس رؤيتهما الخاصة لحقوق الإنسان والديمقراطية، ووقعا على 15 وثيقة تعاون، من ضمنها عقود تجارية، وعلى إعلان مشترك طويل اسماه الطرفان “دخول الشؤون الدولية في عصر جديد”.
كما اتفق البلدان على شراكة “بلا حدود” لتدعم كل منهما الأخرى في مواجهات بشأن أوكرانيا وتايوان مع تعهد بزيادة التعاون في مواجهة الغربـ، فيما ردت الولايات المتحدة قائلة، إن الاجتماع بين الرئيسين الصيني والروسي في بكين كان يجب أن يكون فرصة للصين لتشجيع روسيا على تهدئة التوترات مع أوكرانيا.
واستضاف الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين بحفاوة قُبيل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، الجمعة، مع إعلان البلدين أن علاقتهما كانت متفوقة على أي تحالف في حقبة الحرب الباردة وأنهما سيعملان معا في مجال الفضاء وتغير المناخ والذكاء الاصطناعي والتحكم في الإنترنت.
صداقة بلا حدود
وأعلنت بكين دعمها لمطلب روسيا بضرورة عدم ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي مع حشد الكرملين 100 ألف جندي بالقرب من جارتها، بينما عارضت موسكو أي شكل من أشكال استقلال تايوان في الوقت الذي تتصارع فيه القوى الكبرى على مناطق نفوذها.
وانتهز بوتين المناسبة للترويج لصفقة غاز جديدة مع الصين تقدر قيمتها بنحو 117.5 مليار دولار وتعهد بزيادة صادرات روسيا في الشرق الأقصى.
رد واشنطن
من جانبها، ردت الولايات المتحدة قائلة إنه كان يجب على شي أن يستغل الاجتماع للضغط من أجل خفض التوترات في أوكرانيا.
وقال دانييل كريتنبرينك كبير الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا الجمعة، إن الاجتماع بين الرئيسين الصيني والروسي في بكين كان يجب أن يكون فرصة للصين لتشجيع روسيا على تهدئة التوترات مع أوكرانيا.
وقال كريتنبرينك للصحفيين، إن مثل هذا النهج هو ما يتوقعه العالم من “القوى المسؤولة”.
وأضاف: “إذا غزت روسيا أوكرانيا، وتجاهلت الصين الأمر، فهذا يشير إلى أن الصين مستعدة للتغاضي عن محاولات روسيا لإكراه أوكرانيا أو دعمها ضمنا، حتى عندما تحرج بكين وتضر بالأمن الأوروبي وتخاطر بالسلام والاستقرار الاقتصادي العالمي”.
وقال دانييل راسل من معهد “آسيا سوسيتي” والذي شغل منصب كبير الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الأميركية لشرق آسيا في إدارة باراك أوباما إن شي وبوتين “أعلنا عزمهما على الوقوف معا والتصدي للولايات المتحدة والغرب وعلى استعداد للصمود أمام العقوبات ومنافسة القيادة الأميركية للعالم”.