الصين وروسيا تنفذان مناورات عسكرية ضخمة
أفادت وكالة “شينخوا” الصينية أن الصين وروسيا بدأت، الاثنين، مناورات عسكرية ضخمة بمشاركة 10 آلاف جندي من القوات البرية والجوية، حيث تم خلال التدريب، إنشاء مركز قيادة مشترك، في حين تشمل المناورات الاستطلاع المشترك والإنذار المبكر، والهجمات الإلكترونية والمعلوماتية، وتنفيذ الضربات المشتركة.
وتعد هذه التدريبات هي الأولى من نوعها، التي تقام على الأراضي الصينية منذ بداية جائحة كورونا.
وتقام المناورات في مقر قاعدة تدريب الجيش الصيني بمنطقة نينجشيا ذاتية الحكم شمالي الصين، ومن المقرر أن تستمر 5 أيام، وفقاً لما أعلنته وزارة الدفاع الصينية.
وبحسب وكالة “شينخوا” الصينية، بأنه تم تقسيم القوات المشاركة في المناورات إلى 13 تشكيلة برية، وفرقتين جويتين، مشيرةً إلى استخدام طائرات مقاتلة ومدفعيات في التدريبات.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو على تويتر، يظهر إحدى التشكيلات البرية وهي تأخذ آخر التعليمات، قبل تنفيذ مناورات قتالية بالمدفعية والمركبات القتالية المدرعة.
حماية الأمن والاستقرار الدوليين
ونقلت “شينخوا” عن مسؤولين صينيين قولهم، إن التدريبات المشتركة تهدف إلى تعميق التعاون بين الجيشين الصيني والروسي في مجال “مكافحة الإرهاب”، فضلاً عن إظهار “العزم القوي وقدرة البلدين على حماية الأمن والاستقرار الدوليين والإقليميين بشكل مشترك”.
وكان وزير الدفاع الصيني وي فنج خه، عقد، الأربعاء الماضي، محادثات مع نظيره الروسي سيرجي شويجو في دوشنبه عاصمة طاجيكستان، لمناقشة تعزيز التعاون العسكري، في وقت يزداد التوتر بين البلدين والولايات المتحدة.
وقال وي فنج خه في المباحثات، التي جرت على هامش اجتماع وزراء الدفاع في منظمة شنغهاي للتعاون، إن الصين ستحتضن مناورات عسكرية مشتركة، و”أوجّه الدعوة إلى وزير الدفاع الروسي إلى حضور المراحل الحية من هذه المناورات”.
وأوضح وزير الدفاع الصيني أن الاجتماع في ظل السياق الدولي الراهن مع نظيره الروسي “لم يعجب بعض الدول. وهذا هو بالضبط جوهر لقائنا”، بحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء الروسية “تاس”.
إنشاء مركز قيادة مشترك
وأفادت صحيفة “ساوث شاينا مورنينج بوست” الصنيية، بأن المناورات ستشمل أيضاً التدرب على إنشاء مركز قيادة مشترك بالإضافة إلى الاستطلاع المشترك والإنذارات المبكرة والهجمات الإلكترونية والمعلوماتية وتنفيذ الضربات المشتركة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المناورات “تبعث مؤشرات قوية” عن قدرة الجيشين على التعاون المشترك، ضد المخاوف بشأن زعزعة الاستقرار في آسيا الوسطى، والتصدي للولايات المتحدة.
وأجرت الصين وروسيا في عام 2018 أكبر مناورات عسكرية مشتركة بينهما، بمشاركة 300 ألف جندي روسي، وفي عام 2019 شهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج، إطلاق مشروع خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من سيبيريا إلى شمال شرقي الصين.
واتسمت العلاقات بين روسيا والصين، اللتين تشتركان في حدود برية تمتد لأكثر من 4200 كيلومتر، بعدم الثقة؛ إذ حذر القوميون الروس من طغيان النفوذ الصيني في أقصى شرق روسيا الغني بالمعادن، لكن روسيا اتجهت نحو الصين بعدما تعرّضت لعقوبات من الغرب، عقب ضمها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014.