العالم يرقب “زلزالاً كبيراً” في الأسواق العالمية يشمل القمح والحبوب
مع بدء العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، قفزت أسعار النفط العالمية يوم الخميس، وتجاوز خام برنت 105 دولارات للبرميل لأول مرة منذ 2014 ، فيما توقع محللون أن تشهد الأسواق العالمية “زلزالا كبيرا” جراء الأزمة الحالية، وإمكانية فرض عقوبات على موسكو.
ويأتي تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية على أسعار النفط، من كون روسيا من أكبر منتجي النفط في العالم، وتهدد هذه التوترات إمدادات الخام، حيث تنتج أكثر من 10 ملايين برميل يوميا.
وحول التأثيرات المرتقبة الخاصة بأسواق النفط، قال كبير مستشاري السياسة الخارجية وأمن الطاقة في مركز “تحليلات دول الخليج”، آميد شكري، إنه من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط بشكل حاد مع استمرار تصاعد التوترات بين أوكرانيا وروسيا، والمخاوف بشأن اضطرابات الإمدادات.
وأضاف شكري، أن الأزمة الحالية بين أوكرانيا وروسيا ستزيد من تعقيد سوق النفط، وحتى العقوبات المحتملة ضد روسيا ستؤدي إلى خفض إمدادات النفط والغاز وزيادة الأسعار.
وتابع: “تأثرت أسواق الطاقة بشدة بالمواجهة العسكرية بين أوكرانيا وروسيا، حيث تتزود أوروبا بنسبة 35 في المئة من غازها الطبيعي من روسيا، والذي يصل إلى ألمانيا عبر خط أنابيب من بيلاروسيا وبولندا. يذهب خط أنابيب نورد ستريم 1 مباشرة إلى ألمانيا، ويتم تصدير الباقي عبر أوكرانيا إلى دول أوروبية أخرى”.
ولفت إلى أن “إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا انخفضت في 2020 بسبب تراجع الطلب بعد وباء كورونا وما نتج عنه من إغلاقات، ولم يعد الوضع في 2021 إلى طبيعته رغم زيادة الطلب، وهو ما كان أحد أسباب ارتفاع الأسعار”.
أزمة الطاقة
وبيّن أنه “إذا زاد نطاق الحرب وبسبب مشاكل الإمداد في السوق، سترتفع أسعار النفط وستتعمق أزمة الطاقة في أوروبا، ومن الطبيعي أن يرتفع سعر البنزين في الولايات المتحدة أيضا. وسيؤدي ارتفاع سعر النفط في الولايات المتحدة إلى زيادة التضخم. زيادة التضخم يمكن أن تضر بالرئيس جو بايدن والحزب الديمقراطي في انتخابات مجلس الشيوخ”.
وتوقع شكري أن “يرتفع سعر النفط والغاز لبعض الوقت إلى أكثر من 120 دولارا، وعند هذه النقطة ستواجه البلدان المستهلكة للطاقة أزمة طاقة عميقة، وسيكون دور اجتماع أوبك القادم بشأن أسعار النفط حاسما”.
أسواق القمح والحبوب
وأوضح أن تأثير الهجوم الروسي لن يقتصر فقط على سوق الطاقة، ولكن أيضا على أسواق القمح والحبوب: “سيكون لاضطراب إنتاج وإمداد القمح من منطقة البحر الأسود تأثير كبير على الأسعار ويزيد من تضخم أسعار المواد الغذائية”.
واسترسل قائلا: “أربع دول مصدرة رئيسية للحبوب، بما في ذلك روسيا وأوكرانيا وكازاخستان ورومانيا، تقوم بتصدير منتجاتها من موانئ البحر الأسود، والتي ستقف جراء المواجهة العسكرية”، مشيرا إلى أن “أوكرانيا هي ثالث أكبر مصدر للذرة ورابع أكبر مصدر للقمح، وتعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم”.
ووافقت أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس في القاهرة يُمن الحماقي، رأي شكري، حيث قالت إنه “من دون شك ستتأثر أسواق الطاقة خاصة لو طال أمد الحرب الحالية كون أوروبا تعتمد على روسيا للحصول على حوالي 35 في المئة من احتياجاتها من النفط والغاز”.
شديدة القسوة
وتوقعت الحماقي، أن “الحرب الجارية ستكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي وستكون شديدة القسوة”، مؤكدة أن “أسواق النفط والغاز ستتأثر بقوة في المدى القصير من استفحال الأزمة”.
وكان تقرير لـ”جيه بي مورغان” قد قال إن التوترات تهدد بحدوث “ارتفاع ملموس” في أسعار النفط”، مشيرا إلى أن الارتفاع إلى 150 دولارا للبرميل سيقلل من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 0.9 في المئة فقط على أساس سنوي في النصف الأول من العام، بينما يزيد التضخم بأكثر من الضعف إلى 7.2 في المئة.