العراق: حداد في النجف وذي قار واغلاق عدة جسور في مدينة الناصرية
في الوقت الذي تستمر فيه كل من النجف وذي قار، السبت، في حدادهما على أرواح الذين سقطوا خلال اليومين الماضيين في الاحتجاجات، أفاد مصدر عراقي أن متظاهرين يغلقون عدة جسور في مدينة الناصرية.
وأوضح أنه تم إغلاق جسور الحضارات والزيتون والنصر من قبل المتظاهرين في الناصرية، صباح السبت.
كما أشار إلى أن عدداً من المتظاهرين مستمر بالاعتصام أمام مقر شرطة ذي قار، الذي شهد أمس اشتباكاً عنيفاً مع قوى الأمن.
إلى ذلك، أفادت مصادر عراقية بأن الأمن في الناصرية أفرج عن 31 شخصا تم اعتقالهم في تظاهرات الجمعة.
يأتي هذا بعد أن حذرت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، مساء الجمعة، من مجزرة جديدة في محافظة ذي قار، داعية ممثلي التظاهرات ووجهاء وشيوخ عشائر ورجال دين إلى التدخل العاجل، لنزع فتيل الأزمة وتدارك الأمور وحقن دماء الشباب المتظاهرين.
ودعت المفوضية القوات الأمنية إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية، كما ناشدت المتظاهرين بالابتعاد عن الاحتكاك والتصادم مع القوات الأمنية المكلفة بحماية الاحتجاجات السلمية والحفاظ على أمن المحافظة، وعدم تعريض المزيد من حياة المتظاهرين والقوات الأمنية للخطر.
وكانت الإدارتان المحليتان في النجف وذي قار قد أعلنتا، الجمعة، الحداد العام 3 أيام بعد موجة عنف دامية في المحافظتين الواقعتين جنوب البلاد.
وقتل 70 متظاهراً، وأصيب مئات آخرون في مدينتي النجف (مركز محافظة تحمل الاسم نفسه) والناصرية مركز محافظة ذي قار، منذ الخميس، برصاص قوات الأمن ومسلحين ، في أكثر موجة دموية في الاحتجاجات الشعبية التي بدأت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومساء الجمعة عاد الهدوء إلى محيط شارع بغداد جنوب الناصرية، بعد اشتباك بين محتجين وعشائر من ذوي القتلى وقوات الشرطة والأمن، وذلك إثر محاصرة المتظاهرين مركزاً للشرطة، وإحراقهم سيارتين.
إلى أن أعادت وساطة من العشائر الهدوء، ودفعت قائد شرطة ذي قار، زيدان القريشي، إلى الاستقالة، قبل أن يقوم بسحب الفرق الأمنية إلى مقارها ومنع إطلاق الرصاص الحي بعد اتفاق مع العشائر.
إلى ذلك، أطلق عدد من الناشطين العراقيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوة للعصيان المدني، الأحد. ويتوقع أن تشمل دعوات العصيان تلك محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى، وهي المحافظات التي شهدت عمليات عسكرية ضد تنظيم “داعش” قبل سنتين.
كما لم تشارك هذه المحافظات حتى الآن في التظاهرات التي شهدتها محافظات بغداد والوسط والجنوب.
يذكر أن تقديم رئيس الحكومة العراقي، عادل عبد المهدي، الجمعة، استقالته لم يمنع العنف من أن يستعر في جنوب العراق وأودى بحياة 21 شخصاً على الأقل، كما قُتل محتج في وسط بغداد مع استمرار المظاهرات بما في ذلك اعتصام آلاف المحتجين في ساحة التحرير بالعاصمة العراقية.
وكانت مصادر طبية ذكرت، الجمعة، أن قوات الأمن قتلت بالرصاص 21 متظاهراً على الأقل في الناصرية جنوب البلاد، بعد أن حاول متظاهرون اقتحام مركز للشرطة في المدينة.
وفي مدينة النجف، أطلق مسلحون مجهولون أعيرة نارية على متظاهرين مما دفعهم للتفرق.
يذكر أن العراق يعيش منذ الأول من أكتوبر أكبر تحدٍ على الإطلاق، على وقع انطلاق الاحتجاجات الحاشدة في العاصمة وجنوب البلاد، مطالبة بإقالة المسؤولين السياسيين، ورفض المحاصصة والفساد، وتحسين الأوضاع المعيشية.
وأدى العنف الذي واجهت به القوى الأمنية المحتجين إلى مقتل أكثر من 400 محتج، وفق إحصاء أوردته رويترز، نقلاً عن مصادر من الشرطة ومستشفيات، الجمعة.
وأظهر الإحصاء الذي اعتمد على مصادر من الشرطة ومصادر طبية أن عدد قتلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية والمستمرة منذ أسابيع بلغ 408 قتلى على الأقل معظمهم من المتظاهرين العزل.