العراق: حشودات شعبية لأنصار الصدر والإطار التنسيقي
الكاظمي يدعو الكتل السياسية لانهاء الخلافات بالحوار
بعد 48 ساعة من دعوة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأربعاء الماضي، الكتل السياسية، إلى تجاوز خلافاتها بالحوار لإنهاء حالة الانسداد السياسي التي حالت دون انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة، شهدت العاصمة العراقية بغداد، اليوم الجمعة، وعدد من المحافظات العراقية الأخرى تظاهرات ينظمها أنصار الصدر من جهة والإطار التنسيقي من جهة أخرى.
وقال ممثل الصدر في تظاهرات المنطقة الخضراء إن المتظاهرين لن يتنازلوا عن مطالبهم على الإطلاق.
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر متظاهري الإطار التنسيقي في العراق إلى السلمية. وقال الصدر في تغريدة على “تويتر” إن تظاهرات الإطار التنسيقي يجب أن تكون نصرة للإصلاح لا نصرة لهيبة الدولة والحكومات. وأضاف أن الأيادي ممدودة لجمهور الإطار التنسيقي دون قياداته.
وقبل ذلك دعا التيار الصدري أنصاره إلى الاستعداد لتجمعات حاشدة في المحافظات، ودعاهم إلى ملء استمارات قانونية لتقديمها للقضاء من أجل حل البرلمان.
كما سبقت ذلك دعوة مماثلة من الإطار التنسيقي للتظاهر عند أسوار المنطقة الرئاسية ببغداد لـ”دعم الحقوق الدستورية وحماية مؤسسات الدولة والإسراع بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة”.
يأتي ذلك فيما يواصل أنصار التيار الصدري اعتصامهم أمام مبنى البرلمان للأسبوع الثاني على التوالي حتى تحقيق مطالبهم، المتمثلة بحل البرلمان وإجراءِ انتخابات مبكرة، وذلك بعد مطالبة الصدر أنصاره باعتصام مفتوح في بغداد وعدد من المحافظات.
هذا وباشرت قيادة عمليات بغداد بغلق الجسر المعلق من جهة منطقة الكرادة باتجاه المنطقة الخضراء استعدادا للتظاهرات التي دعا لها الإطار التنسيقي الموالي لإيران.
من جهته، قال قيادي بالإطار التنسيقي في العراق إن الإطار لا يسعى لصدام مع أنصار التيار الصدري اليوم على أسوار المنطقة الخضراء.
ونقل موقع “بغداد اليوم” الإخباري عن القيادي علي الفتلاوي أن هدف التظاهرات التي دعا لها الإطار التنسيقي هو “دعم الشرعية والدستور والقانون، والوقوف ضد تعطيل المؤسسات”.
دعوة الكاظمي
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قد دعا الأربعاء الماضي، الكتل السياسية، إلى تجاوز خلافاتها بالحوار لإنهاء حالة الانسداد السياسي التي حالت دون انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة.
وأعرب الكاظمي عن أمله في خطاب بمدينة الموصل شمالي العراق، في أن يعمل “الجميع بكل قوة لحل الانسداد السياسي واللجوء إلى الحوار لحل الخلافات”، موضحاً أنه “ليس لدينا خيار غير الحوار والحوار لألف سنة، أفضل من لحظة نصطدم فيها كعراقيين”.
ويعيش العراق انسداداً سياسياً منذ إجراء الانتخابات البرلمانية في أكتوبر الماضي والتي فاز فيها التيار الصدري بالعدد الأكبر من المقاعد بـ74 مقعداً، قبل أن يستقيل نواب كتلته من البرلمان في يونيو الماضي، بتوجيه من مقتدى الصدر، بعد الفشل في تشكيل حكومة أو انتخاب رئيس للجمهورية.
وكان الصدر يصر قبل استقالة نواب كتلته، على تشكيل حكومة أغلبية وطنية، فيما يصر نواب كتلة “الإطار التنسيقي” على تشكيل حكومة ائتلافية، وهو ما رفضه الصدر.
وعقب استقالة نواب الكتلة الصدرية حل محلهم نواب من “الإطار التنسيقي”، الذي رفع عدد مقاعده في البرلمان بذلك.
وفي 30 يوليو الماضي اقتحم محتجون عراقيون أغلبيتهم من أنصار التيار الصدري، البرلمان العراقي وأعلنوا الاعتصام فيه، ودخل الاعتصام الأسبوع الجاري أسبوعه الثاني.