العراق: هجوم بطائرات مسيّرة على منطقة قريبة من القنصلية الأمريكية
استهدف هجوم بثلاث طائرات مسيّرة مفخخة ليل الجمعة قرية واقعة على أطراف أربيل في إقليم كردستان في شمال العراق، في منطقة قريبة من القنصلية الأمريكية، في هجوم جاء عشية استعراض عسكري للحشد الشعبي، وهو تحالف من فصائل موالية لإيران ومنضوية في القوات الرسمية.
وأفاد جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم عن أن طائرتين اصطدمتا بمنزل أحد سكان القرية ما تسبب بأضرار فيه، فيما لم تنفجر المسيَّرة الثالثة.
ونددت القنصلية الأمريكية في أربيل بتغريدة بهذا الهجوم، معتبرةً أنه يشكّل “خرقاً واضحاً لسيادة العراق”.
وجاء صدور التأكيد بشأن الهجوم من جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم متأخراً جداً. ونشر الجهاز صوراً للمسيَّرات التي كتبت عليها شعارات مماثلة للتي تستخدمها عادةً الفصائل الموالية لإيران.
بالمجمل استهدف 44 هجوماً المصالح الأمريكية في العراق منذ بداية العام، منها خمس هجمات بطائرات مسيرة. وتنسب واشنطن بعض تلك الهجمات لفصائل مسلحة عراقية مقربة من إيران توعدت بتصعيد الهجمات لإرغام القوات الأمريكية “المحتلة” على الانسحاب من العراق. وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق من بين 3500 عنصر من قوات التحالف الدولي.
ويناهض الحشد تماماً الوجود الأمريكي في العراق، فيما يرحب قادته مراراً بهجمات بطائرات مسيرة مفخخة بدأت تطال مؤخراً قواعد عسكرية عراقية تضمّ أمريكيين، لكنهم لا يتبنونها.
عرض عسكري
وقع الهجوم على أربيل عشية عرض عسكري نظمه الحشد الشعبي السبت، بمناسبة سبع سنوات على تأسيسه لقتال تنظيم داعش، شارك فيه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بصفته القائد العام للقوات المسلحة بالإضافة إلى وزيري الداخلية والدفاع ومسؤولين أمنيين وقياديين من الحشد.
ويعدّ حضور الكاظمي خطوة لافتة لا سيما وأنه يأتي بعد إطلاق سراح القيادي في الحشد قاسم مصلح الذي أوقف في 26 أيار/مايو بشبهة اغتيال ناشطين مناهضين لهيمنة الفصائل الموالية لإيران.
وإثر توقيفه، أغلقت فصائل في الحشد الشعبي مداخل المنطقة الخضراء التي تضمّ مقرات حكومية وسفارات، في استعراض للقوة للضغط على الحكومة للإفراج عنه.
وأفرج القضاء عنه بالفعل في 10 حزيران/يونيو على أساس غياب أدلة تدينه. وكانت تلك الخطوة السبب بإرجاء استعراض الحشد الذي كان مقرراً أصلاً في 13 حزيران/يونيو، وأرجئ أكثر من مرة بعد ذلك كما تغير مكان عقده إلى معسكر في ديالى شرق بغداد بعدما كان يفترض أن يجري في ساحة في العاصمة.
قد تشكّل مسألة الانسحاب الأمريكي من العراق إحدى بنود مناقشات الكاظمي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في زيارته المقبلة إلى الولايات المتحدة. وإن كان موعد الزيارة لم يُحدد بعد وفق ما قال المتحدثّ باسمه في 22 حزيران/يونيو حين أكد أن الكاظمي سيزور بالفعل الولايات المتحدة في الأسابيع المقبلة.
بالإضافة إلى واشنطن، أعلن رئيس الوزراء العراقي في مقابلة قبل يومين مع القناة العراقية الرسمية أن الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي الذي من المقرر أن يتولى مهامه في آب/أغسطس، قد وجه دعوةً له لزيارة طهران أيضاً. وقال الكاظمي “الرئيس رئيسي وجه لنا دعوة لزيارة طهران وسنبحث عن فرصة وتوقيت صحيح لتلبية هذه الدعوة”.