الغرياني “مفتي الإرهاب” يحرض على قتال حكومة باشاغا والجيش الليبي
حرّض مفتي الإرهاب الصادق الغرياني، حكومة الدبيبة المنتهية ولايتها، بإعلان الحرب على شرق ليبيا وقتال حكومة فتحي باشاغا والجيش الوطني الليبي، من “أجل تحرير الحقول النفطية”.
وطلب الغرياني الذي عاد مؤخراً إلى ليبيا بعد سنوات من إقامته في تركيا، خلال ظهوره أمس السبت على قناة محلية، من حكومة الدبيبة عدم السكوت عن ذلك والتهاون مع من زعم أنهم تسببوا في خسارة كبيرة للبلاد تقدّر بالمليارات.
ما أضاف أن “هؤلاء لا تجوز معهم المصالحة وإنما لابدّ من إقامة القصاص وإيقاع العقوبة الشرعية عليهم وأنّه يجوز قتالهم حتى ينتهوا”، مشدداً على أنه “لن يسمح لأحد بأن يقول إن ذلك يعتبر إراقة للدماء، لأن إراقة دمائهم سينهي دماء أكبر”.
سخط في مواقع التواصل
وإلا أن تلك الدعوة أثارت سخطاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استنكر العديد من الناشطين تحريضه على الاقتتال الداخلي وسفك الدماء.
وكتب الناشط جمال الكفالي “أيام تنظيم داعش، الغرياني قال لا تذهبوا لسرت حتى لا تبتلعكم الصحراء واليوم يفتي بالتوجه لها لقتال باشاغا وتحرير الحقول النفطية، الفتاوى التي تحلّل دم الليبيين مرفوضة ومن يريد القتال، يجب أن يقدم أولاده أولا”.
كما أضاف أن “الدبيبة ولا باشاغا يريدون الحرب حسب تصريحاتهم، هذا المبدأ يجب أن يتبناه الليبيون ويقف الجميع ضد أي أحد يريد الفتنة مهما كان”.
فتاوى الموت
يشار إلى أن الغرياني الذي عزل من موقعه كمفتي في ليبيا على خلفية فتاوى الإرهاب التي كان يطلقها، قد أصبح منذ عودته إلى ليبيا، أحد أبواق حكومة الدبيبة وتحوّلت فتاواه إلى سلاح في النزاع السياسي الحالي في البلاد، حيث دعا في أكثر من مرة إلى بقائها في السلطة.
كما أصدر فتوى حرّم فيها على الليبيين التعاون مع حكومة فتحي باشاغا المكلفة من البرلمان، وطالب المؤسسة الوطنية للنفط، ومصرف ليبيا المركزي بالتعاون مع حكومة الدبيبة فقط، والتخلص مما وصفه بـ”الهيمنة الأجنبية والمحلية”.
وسبق أن التقى الدبيبة مع الغرياني، في اجتماع أثار جدلا واسعا في ليبيا، واعتبره مراقبون بمثابة تحالف بين الرجلين يهدف إلى حصول الدبيبة على دعم الغرياني الذي يمتلك نفوذا واسعا على تنظيم الإخوان والجماعات المتطرفة، من أجل البقاء في السلطة.
يذكر أن حكومة باشاغا بدأت منذ أكثر من أسبوعين في ممارسة مهامها وسلطاتها من مدينة سرت الواقعة في وسط البلاد، بعد فشل كل محاولاتها للدخول إلى العاصمة طرابلس، التي تتمركز فيها حكومة عبد الحميد الدبيبة المدعومة من مليشيات مسلّحة.