الفاشي نتنياهو ينفي قرب التوصل لاتفاق بشأن قطاع غزة
الجيشان الأمريكي والإيراني يستعدان لمرحلة ما بعد فشل المفاوضات
نفى رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، الخميس، تقارير تفيد بأن المفاوضين اقتربوا من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ذلك فيما يستعد الجيش الأميركي من جهة والجيش الإيراني من جهة ثانية لاحتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” في القطاع الفلسطيني.
وقال نتنياهو، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية، الخميس، بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق قريب “هذا غير دقيق على الإطلاق. هناك قصة ورواية مفادها أن هناك اتفاقاً… إنها مجرد رواية كاذبة”.
وأضاف، أن إسرائيل وافقت على عدة اتفاقات اقترحها المفاوضون من الولايات المتحدة ومصر وقطر، لكن في كل مرة ينهار الاتفاق، لأن “حماس” “كانت ترفض باستمرار كل اتفاق من هذه الاتفاقات”، على حد تعبيره.
وذكرت “بلومبرغ” أن تصريحات نتنياهو تتعارض بشكل صارخ مع الرسائل المفعمة بالأمل التي قدمتها إدارة الرئيس جو بايدن على مدى الأشهر الماضية. وقال بايدن الأحد، إن الطرفين على وشك التوصل إلى اتفاق. والأربعاء، زعم مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، أن 90% من الاتفاق قد اكتمل، فيما قال نتنياهو إن هذا “غير دقيق تماماً”.
وأضاف الفاشي نتنياهو: “إنهم لا يوافقون على أي شيء، سواء ممر فيلادلفيا أو تحرير المحتجزين”، وقال إن حماس”تريد فقط أن نخرج من غزة حتى يتمكنوا من استعادة السيطرة عليها والقيام بما تعهدوا به”.
ويتفق المسؤولون على أن النقطة الشائكة الرئيسية هي مطلب نتنياهو بالسماح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في ممر فيلادلفيا، وهي منطقة عازلة تمتد على طول الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر، والتي سيطرت عليها إسرائيل في مايو الماضي.
ولم تتفق إسرائيل و”حماس” بعد على عدد المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم من غزة في المرحلة الأولى من الصفقة، وكذلك عدد الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية، وفق “بلومبرغ”.
“خطوط أكثر احمراراً”
وقال نتنياهو لـ”فوكس نيوز”: “لدي خطوط حمراء. لقد تم تحديدها قبل 7 أكتوبر. لكنها أصبحت أكثر احمراراً اليوم. كما لدي هوامش من المرونة”، وتابع: “لقد قدمتها لفريقي التفاوضي وأنا أقف إلى جانبهم”.
وكان المسؤولون الأميركيون مترددين في انتقاد نتنياهو بشكل مباشر، حتى مع رفضه مراراً وتكراراً لموقف الإدارة وإلقاء الشكوك على التزامه بصفقة محتملة، على الرغم من أن مسؤولاً في مجلس الأمن القومي أقر الخميس “بالإحباط” في هذه العملية، بينما استمر في الإصرار على أن “الصفقة قريبة”.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، إن إسرائيل وحركة “حماس” لم يتفقا بعد على مسألة إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة مقابل الأسرى الفلسطينيين، لكنه أعرب عن تفاؤله بإمكانية “حل العقبات” للوصول إلى الاتفاق الذي يعتبر “جاهزاً بنسبة 90%”.
وقال نتنياهو عن بيان المسؤول الأميركي: “إن هذا غير دقيق تماماً. هناك قصة، مفادها أن هناك صفقة، وأن 90% من هذه الصفقة تم الاتفاق عليها، هذا ليس صحيحاً”.
وأضاف كيربي أن غالبية تفاصيل المرحلة الأولى من الاتفاق تم التوصل إليها، مضيفاً أن نقاط الخلاف المتبقية تتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية داخل غزة بعيداً عن المناطق المأهولة بالسكان وتبادل الرهائن بالسجناء الفلسطينيين.
الجيش الأميركي يستعد لاحتمال انهيار محادثات وقف النار
يستعد الجيش الأميركي لاحتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة الفلسطيني، وسط مخاوف من أن يؤدي انهيارها إلى إشعال صراع إقليمي أوسع نطاقاً.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال تشارلز كيو براون، لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، الخميس: “أفكر في… (إذا) تعثرت المحادثات أو توقفت تماماً، وكيف سيؤثر ذلك على التوتر في المنطقة، والأمور التي يتعين علينا القيام بها للاستعداد في حالة تغير ذلك”.
وفي حديثه أثناء سفره إلى اجتماع مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا في ألمانيا، أوضح براون أنه كان يدرس كيف ستستجيب الأطراف الفاعلة الإقليمية لفشل المحادثات، “وما إذا كانوا سيزيدون أي نوع من أنشطتهم، الأمر الذي ربما يؤدي إلى مسار من سوء التقدير ويتسبب في اتساع الصراع”.
وأضاف براون: “أنا أركز على كيفية عدم توسيع الصراع، وكذلك أيضاً كيف نحمي قواتنا”.
ووفقاً للصحيفة، تعتقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن محادثات وقف إطلاق النار هي المفتاح لخفض التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتجنب اندلاع حرب إقليمية شاملة.
تأتي تعليقات براون في الوقت الذي لا تزال فيه المفاوضات متعثرة. وتختلف إسرائيل و”حماس” بشأن تفاصيل متعلقة بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وبشأن إصرار تل أبيب على الاحتفاظ بقواتها على شريط من الأرض على طول حدود غزة مع مصر المعروف باسم “محور فيلادلفيا”.
استعدادات إيرانية
بدوره، أكد قائد سلاح الدفاع الجوي الإيراني، العميد علي رضا صباحي فرد، اليوم الجمعة، أن إيران “على أهبة الاستعداد لصدّ أي تهديد جوي”.
ودعا قائد سلاح الدفاع الجوي الإيراني، خلال تفقده منطقة الدفاع الجوي الإيراني شمال شرقي إيران لتقييم مستوى الجهوزية القتالية والعملياتية في هذه المنطقة، إلى “ضرورة الحفاظ على استعداده القتالي لحراسة أجواء البلاد”.
وأكد صباحي فرد أهمية دور الدفاع الجوي في تأمين أمن إيران والتصدي لـ”التهديدات الجوية للعدو”، لافتا إلى أن هذه القوات “اتخذت إجراءات واسعة لتطوير أنظمة الرادار والصواريخ لديها”.
وأضاف إن إجراء مناورات متعددة مشتركة مع بقية القوات الإيرانية المسلحة “دليل على الجهوزية الكاملة للدفاع الجوي”. وزعم أن إيران “تحولت إلى القوة الأولى في المنطقة بعدما زودت قواتها المسلحة بأحدث أنظمة الدفاع الجوي”، وفق وكالة تسنيم الإيرانية المقربة من الحرس الثوري الإيراني.
وكان قائد العمليات في فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، العميد محسن جيذري، قد أكد الأربعاء الفائت، أن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس “سيكون مختلفا ولا ينبغي أن تنكشف كيفية هذا الرد”.