الفصائل الفلسطينية تدعو للإضراب والمظاهرات الغاضبة تنديداً باغتيال هنية
دعت الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية في بيان صدر فجر اليوم الأربعاء، إلى الإضراب العام والمظاهرات الغاضبة في الضفة الغربية المحتلة تنديدا ببجريمة اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في العاصمة الإيرانية طهران.
ونعى تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، داعياً أبناء الشعب الفلسطيني إلى إبداء المزيد من الوحدة ورص الصفوف في مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وقال زعيم التيار الإصلاحي للحركة محمد دحلان في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل فيسبوك: «ندين عملية الاغتيال الجبانة التي لم تكن لتحدث، لولا الضوء الأخضر الأميركي للاحتلال بمواصلة جرائمه وحرب الإبادة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وقادته».
وأضاف: «في هذه اللحظات الصعبة والمصيرية في حياة شعبنا الفلسطيـني المناضل، ندعو لتعزيز الوحدة الوطنيـة لمواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية وفرض الوقائع الجديدة على الأرض».
وطالب دحلان العالم أجمع بتحمل مسؤولياته والعمل الحثيث على وقف جرائم الاحتلال في قطاع غزة.
كما نعت حركة الجهاد الإسلامي “القاد الوطني الكبير”، وأكدت أن عملية الاغتيال لن تثني الشعب الفلسطيني عن الاستمرار في المقاومة.
عباس يدين الاغتيال
بدوره، أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اغتيال هنية واعتبره “عملا جبانا وتطورا خطيرا” ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ عملية الاغتيال بأنها “عمل جبان يدعونا إلى المزيد من الصمود والثبات في وجه الاحتلال”.
ونعت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية للشعب الفلسطيني استشهاد هنية وأدانت إقدام جيش الاحتلال على ارتكاب هذه الجريمة النكراء.
وأكدت المبادرة الوطنية أن الاغتيالات الوحشية للمناضلين و المقاومين لم تزد يوما الشعب الفلسطيني إلا إصرارا على مواصلة النضال من أجل الحرية و الكرامة وتقرير المصير و اسقاط كل منظومة الاحتلال و التمييز العنصري و الاستعمار الاستيطاني الفاشي.
وأعلنت حركة حماس، صباح اليوم الأربعاء، استشهاد هنية، في العاصمة الإيرانية طهران.
وقالت الحركة في بيان لها، إن هنية تم اغتياله في غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، اغتيال القائد إسماعيل هنية عمل جبان ولن يمر سدى.
من هو إسماعيل هنية؟
قيادي سياسي فلسطيني، وأحد رموز حركة المقاومة الإسلامية (حماس). ترأس الحكومة الفلسطينية بعد فوز الحركة بتشريعيات 2006، إلى أن أقاله رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في يونيو/حزيران 2007. انتخب رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في مايو/أيار 2017، وفي يوليو/تموز 2024 أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه تم اغتياله في العاصمة طهران.
ولد إسماعيل عبد السلام أحمد هنية يوم 23 يناير/كانون الثاني 1962 (أو 1963) في قطاع غزة بمخيم الشاطئ للاجئين، الذي كانت أسرته قد لجأت إليه من قرية الجورة الواقعة في قضاء مدينة عسقلان المحتلة.
الدراسة والتكوين
درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وحصل على الثانوية العامة من معهد الأزهر، ثم التحق بالجامعة الإسلامية في غزة عام 1987 وتخرج فيها بدرجة البكالوريوس في الأدب العربي.
برز هنية خلال مرحلة الدراسة الجامعية عضوا نشطا في مجلس اتحاد الطلبة، إلى جانب اهتمامه بالأنشطة الرياضية، كما شغل عدة وظائف في الجامعة الإسلامية بغزة قبل أن يصبح عميدا لها عام 1992، كما تولى عام 1997 رئاسة مكتب الشيخ أحمد ياسين بعد إفراج إسرائيل عنه.
التجربة السياسية
اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي هنية للمرة الأولى عام 1987 بُعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، ولبث في السجن 18 يوما، ثم اعتقل للمرة الثانية عام 1988 لمدة ستة أشهر.
دخل هنية السجن الإسرائيلي مجددا عام 1989 بتهمة الانتماء إلى حركة حماس، حيث أمضى ثلاث سنوات معتقلا، وبعدها نفي إلى منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان، لكنه عاد إلى قطاع غزة بعد قضائه عاما في المنفى إثر توقيع اتفاق أوسلو، وأصبح رئيس الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة.
ترأس هنية قائمة التغيير والإصلاح التي حصدت أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية المنظمة مطلع يناير/كانون الثاني 2006، وأصبح رئيسا للحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس في فبراير/شباط 2006.
تعرض لمحاولات اغتيال ومضايقات، حيث جُرحت يده يوم 6 سبتمبر/أيلول 2003 إثر غارة إسرائيلية استهدفت بعض قياديي حماس من بينهم الشيخ أحمد ياسين، ومنع من دخول غزة بعد عودته من جولة دولية يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول 2006.
كما تعرض موكبه لإطلاق نار في غزة يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2006 أثناء صدام مسلح بين حركتي فتح وحماس، واستهدفت إسرائيل منزله في غزة بالقصف في حروبها على غزة سعيا لاغتياله.
أقاله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم 14 يونيو/حزيران 2007 بعد سيطرة كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على مراكز الأجهزة الأمنية في قطاع غزة حسما لانفلات أمني دام شهورا في القطاع، وقد رفض هنية هذا القرار وواصل رئاسة ما أصبح يسمى “الحكومة المقالة” التي تتخذ من غزة مقرا لها.
حرص هنية على فتح الباب أمام المصالحة الوطنية مع السلطة الفلسطينية، وأعلن قبوله التنازل عن رئاسة الحكومة المقالة في إطار مصالحة شاملة تكون حكومة وفاق وطني أبرز ثمارها.
ونتيجة لذلك تم الإعلان عن حكومة جديدة يوم 2 يونيو/حزيران 2014 برئاسة الأكاديمي رامي الحمد الله، وهنأ إسماعيل هنية الشعب الفلسطيني بتشكيل الحكومة الجديدة قائلا “إنني أسلم اليوم الحكومة طواعية وحرصا على نجاح الوحدة الوطنية والمقاومة بكل أشكالها في المرحلة القادمة”.
رئيس حماس
اختاره مجلس شورى حماس رئيسا لمكتبها السياسي يوم 6 مايو/أيار 2017 بعد انتخابات متزامنة أجريت في العاصمة القطرية الدوحة وغزة عبر نظام الربط التلفزيوني (الفيديو كونفرنس).
وكان يُفترض أن يسافر عدد من قادة حماس من غزة إلى قطر -وعلى رأسهم هنية- للمشاركة في الانتخابات، إلا أن إغلاق معبر رفح خلال الأيام السابقة على عملية الانتخاب حال دون ذلك.
وجرت الانتخابات -حسب وكالة أنباء الأناضول- بين ثلاثة من القادة، وهم إسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق، نائبا خالد مشعل، والعضو السابق في المكتب السياسي محمد نزال.
على قوائم “الإرهاب”
أدرجت وزارة الخارجية الأميركية يوم 31 يناير/كانون الثاني 2018 اسم هنية على “قوائم الإرهاب”، وجاء هذا القرار في فترة توتر الأوضاع بين واشنطن والفلسطينيين بسبب قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو القرار الذي أصدره الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب.
ووصفت حركة حماس القرار بأنه “مثير للسخرية”، وأضافت “كأننا كفلسطينيين نبحث عن شهادة حسن سلوك عند أميركا”.
وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حفيدة هنية أثناء تواجدها في مدرسة تؤوي النازحين، وبعد نحو 10 أيام استشهد الحفيد الأكبر لهنية بعد تنفيذ ضربة جوية إسرائيلية على منزله.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية يوم 1 أبريل/نيسان 2024 إحدى شقيقات هنية قرب مدينة بئر السبع في النقب بتهم تشمل التواصل مع أعضاء في الحركة.
كما اغتال الاحتلال الإسرائيلي 3 من أبناء إسماعيل هنية يوم 10 أبريل/نيسان 2024 كانوا على متن سيارة مع 5 من أبنائهم لأداء صلة الرحم وتهنئة السكان بمناسبة عيد الفطر المبارك.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قتل أبناء هنية كان عملية اغتيال بالتخطيط مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
مذكرة اعتقال
أعلن كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يوم 20 مايو/أيار 2024 تقديمه طلبا للمحكمة لاستصدار أمر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع في حكومته يوآف غالانت، وكذا في حق هنية والضيف ورئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار بتهم ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية عقب أحداث أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال خان إن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد أن كلا من السنوار والضيف وهنية، مسؤولون عن ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في إسرائيل، حسب تعبيره.
وتعليقا على هذا القرار، قال سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس لرويترز إن قرار الجنائية الدولية “مساواة بين الضحية والجلاد”.
اغتياله في طهران
في فجر الأربعاء 31 يوليو/تموز 2024 أعلنت حركة حماس اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.
وقالت حماس في بيان إن رئيس الحركة “قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران”.
وفي بيان آخر، قال الحرس الثوري الإيراني “ندرس أبعاد حادثة استشهاد هنية في طهران” وسنعلن عن نتائج التحقيق لاحقا.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن هنية استشهد وأحد حراسه الشخصيين إثر استهداف مقر إقامتهم في طهران.
وكان هنية في زيارة إلى طهران للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
ترأس هنية قائمة التغيير والإصلاح التي حصدت أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية المنظمة مطلع يناير/كانون الثاني 2006، وأصبح رئيسا للحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس في فبراير/شباط 2006.
تعرض لمحاولات اغتيال ومضايقات، حيث جُرحت يده يوم 6 سبتمبر/أيلول 2003 إثر غارة إسرائيلية استهدفت بعض قياديي حماس من بينهم الشيخ أحمد ياسين، ومنع من دخول غزة بعد عودته من جولة دولية يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول 2006.
كما تعرض موكبه لإطلاق نار في غزة يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2006 أثناء صدام مسلح بين حركتي فتح وحماس، واستهدفت إسرائيل منزله في غزة بالقصف في حروبها على غزة سعيا لاغتياله.
حرص هنية على فتح الباب أمام المصالحة الوطنية مع السلطة الفلسطينية، وأعلن قبوله التنازل عن رئاسة الحكومة المقالة في إطار مصالحة شاملة تكون حكومة وفاق وطني أبرز ثمارها.
ونتيجة لذلك تم الإعلان عن حكومة جديدة يوم 2 يونيو/حزيران 2014 برئاسة الأكاديمي رامي الحمد الله، وهنأ إسماعيل هنية الشعب الفلسطيني بتشكيل الحكومة الجديدة قائلا “إنني أسلم اليوم الحكومة طواعية وحرصا على نجاح الوحدة الوطنية والمقاومة بكل أشكالها في المرحلة القادمة”.