الفلسطينيون يتصدون لمنظمات يهودية متطرفة في القدس
شهيد وعشرات الإصابات برصاص الاحتلال الإسرائيلي
تصدى الفلسطينيون لمنظمات يهودية متطرفة يقودها نائب يميني متطرف في الكنيست وتحميها قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة.
واندلعت اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي أصيب فيها أكثر من 21 فلسطينيا في حي الشيخ جراح، بينهم طفل بجروح ونقل ستة منهم إلى المستشفى، إثر الصدامات التي استخدمت فيها شرطة الاحتلال الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين، بينما استشهد شاب فلسطيني وأصيب 15 آخرين برصاص قوات الاحتلال خلال واشتباكات مسلحة اندلعت في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، بحسب ما ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني.
ويعيش حاليا أكثر من 300 ألف فلسطيني و210 آلاف مستوطن إسرائيلي في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها ويطمح الفلسطينيون إلى جعلها عاصمة لدولتهم المستقبلية. وتعتبر إسرائيل مدينة القدس بأكملها عاصمتها.
المتطرف اليهودي إيتمار بن غفير
وزار المتطرف اليهودي إيتمار بن غفير النائب عن حزب “القوة اليهودية”، والمعروف بتصريحاته التحريضية ضد الفلسطينيين، حي الشيخ جراح معلنا نقل مكتبه البرلماني إليه دعما للمستوطنين اليهود.
ودعا بن غفير أنصاره للانضمام إليه، وأعلن الأحد أنه يريد إبقاء هذا “المكتب” في الحيّ إلى أن “تعتني الشرطة بأمن السكان اليهود”. وافتتح بن غفير مكتبه البرلماني تحت مظلة زرقاء وعلقت عليها لافتة كبيرة تحمل اسمه وأعلاما إسرائيلية.
وانضم إلى النائب المتطرف في الحي عدد من أنصاره وهتفوا “الموت للارهابيين”. على الجانب الآخر، وزعت مجموعة من الإسرائيليين المعارضين للنائب عريضة على الإنترنت، تدعو الناس للحضور إلى الشيخ جراح لدعم الفلسطينيين.
واندلع شجار بين نائب رئيس بلدية القدس أرييه كينغ والنائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي، الذي جاء إلى الشيخ جراح للتعبير عن تضامنه مع الفلسطينيين.
واتهم بن غفير قوات الأمن في المساء بإزالة الخيمة التي أقامها “مكتبا” فوق بيت فلسطيني بالقوة، قائلا إنه “سينام هنا هذا المساء”. واستمرت الاشتباكات المتفرقة في الحي حتى ساعة متأخرة من مساء الأحد.
حرب طاحنة بين العرب واليهود
وقال محمد دحلان قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن “ما يحدث الآن في حي الشيـخ جـراح بالقـدس؛ من تنفيذٍ لقرار مصادرة منزل عائلة سالم، وإعلان المـتطرف “بن غفير” افتتاح مكتب على أرض المنزل الذي تم الاستيلاء عليه، تحت حماية قــوات الاحتلال، يأتي في إطار تهويد المدينة المقدسة وطمس هويتها”.
وأضاف دحلان في منشور على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” إن استمرار إسـرائيل في تغيير الطابع العربي والإسلامي للقدس، قد يؤدي إلى تصعيدٍ على غرار ما حدث في مايو الماضي، وقد ينذر بتفجير حربٍ طاحنةٍ بين العرب واليهود، وتحويل الصراع من صراعٍ سياسيٍ إلى ديني.
وطالب دحلان المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته تجاه الأوضاع في مدينة القدس، قائلاً: “على المجتمع الدولي الذي يرى ما يحدث الان امام عدسات الكاميرات أن يتحمل مسؤولياته تجاه الأوضاع في مدينة القدس وحي الشيخ جراح، وأن يتخذ الإجراءات الكفيلة بإجبار الاحتلال على وقف اعتداءاته قبل فوات الأوان”.
وحذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان إسرائيل من “من مغبة الاستمرار في هذا التغول” في حي الشيخ جراح. وحمّلت حركة الجهاد الإسلامي “الاحتلال كامل المسؤولية عما يتعرض له أهلنا في الشيخ جراح”.
الاتحاد الأوروبي
أما مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية، فقال عبر تويتر إن “الاستفزازات غير المسؤولة وغيرها من الأعمال التصعيدية في هذه المنطقة الحساسة تؤدي فقط إلى زيادة التوترات ويجب أن تتوقف”.
وحي الشيخ جراح من أرقى أحياء القدس الشرقية ويضم معظم القنصليات ومساكن الدبلوماسيين. ويشهد توترا منذ أشهر على خلفية التهديد بإجلاء عائلات فلسطينية من منازلها لصالح جمعيات استيطانية.
وتحولت في أيار/مايو تظاهرات مؤيدة للعائلات الفلسطينية المهددة بالإخلاء في الشيخ جراح إلى مواجهات مع المستوطنين اليهود والشرطة الإسرائيلية أصيب خلالها مئات الفلسطينيين.
في غمرة ذلك، أطلقت حركة حماس وابلا من الصواريخ باتجاه إسرائيل التي ردت بعمليات قصف، ما أدى إلى اندلاع حرب استمرت 11 يوما بين الحركة وفصائل فلسطينية أخرى وجيش الاحتلال الإسرائيلي أدت إلى مقتل 260 فلسطينيا بينهم 66 طفلا في قطاع غزة، و14 شخصا بينهم طفل وفتاة وجندي في الجانب الإسرائيلي.
وتكثف في السنوات الأخيرة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، مع مشاريع عقارية تمولها الحكومة ومبادرات منظمات استيطانية لشراء منازل من فلسطينيين أو مصادرتها منهم. ورغم أنه غير قانوني بموجب القانون الدولي، استمر الاستيطان في ظل كل الحكومات الإسرائيلية منذ عام 1967.