القادة الأفارقة يدينون خطة السلام الأمريكية
خطة ترامب للسلام تشبه القوانين التي كانت تنفذ في جنوب افريقيا خلال فترة الفصل العنصري
دان قادة الاتحاد الإفريقي الاحد الخطة الاميركية للسلام في الشرق الأوسط ووصفوها بأنها غير شرعية، كما أعربوا عن تضامنهم مع “القضية الفلسطينية”.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد اثناء قمة لرؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، إن الخطة التي كشفت عنها واشنطن أواخر كانون الثاني/يناير تمثل “انتهاكا خطيراً لقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي العديدة”.
وأضاف أن الخطة تم اعدادها بدون مشاورات دولية وأنها “تعتدي على حقوق الشعب الفلسطيني”، وسط تصفيق الحاضرين في القاعة الرئيسية لمقر الاتحاد الافريقي.
ورفض الفلسطينيون على الفور مقترحات ترامب التي طال انتظارها، وكانوا قاطعوا إدارته بسبب موقفها المؤيد لإسرائيل.
وتشمل المقترحات منح إسرائيل الضوء الأخضر لضم المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تصريحات الاحد ان “القضية الفلسطينية ستبقى دائما في قلوب وعقول شعب افريقيا”.
وصرح سيريل رامابوسا رئيس جنوب افريقيا، الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الافريقي خلفا لمصر، ان خطة ترامب للسلام تشبه القوانين التي كانت تنفذ في جنوب افريقيا خلال فترة الفصل العنصري.
وأضاف “عندما استمعت الى المقترحات وقرأت كل ما كتب عنها، عاد الى ذاكرتي التاريخ الفظيع الذي مررنا به في جنوب أفريقيا”.
ولم يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى اثيوبيا لحضور القمة هذا العام رغم مواظبته على حضورها.
وصرح مسؤولون فلسطينيون الاسبوع الماضي أن عباس سيتوجه الى الأمم المتحدة للدفع من أجل الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي لإدانة مقترحات ترامب للسلام.
ومن شبه المؤكد أن تعترض الولايات المتحدة على القرار.
وحضر القمة نيابة عن عباس الاحد رئيس وزرائه محمد اشتيه الذي جدد التأكيد على موقف القادة الفلسطينيين بأن خطة ترامب “ليس لها أي شرعية”.
وتنعقد القمة هذا العام بمشاركة إفريقية ودولية واسعة، وتركز على العديد من الملفات أبرزها مبادرة “إسكات البنادق” في إفريقيا، وتهيئة الظروف للتنمية، بالإضافة إلى الإرهاب والأزمة الليبية وتطوير البنية التحتية في إفريقيا.
ودعا رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوسا، الذي انتخب، اليوم الأحد، رئيسا للاتحاد الإفريقي لمدة سنة واحدة، دول القارة إلى الوقوف أمام محاولات تأجيج النزاعات فيها من الخارج.
وقال رامافوسا في كلمته، أمام قمة دول الاتحاد الإفريقي المنعقدة في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا: “تقع علينا جميعا مهمة بناء إفريقيا سلام وازدهار. علينا أن نتخذ خطوات لمنع دول تقع خارج حدود قارتنا من تأجيج نزاعات في إفريقيا وإشعال حروب بالوكالة”.
وتسلم رامافوسا رئاسة الاتحاد الإفريقي من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على أساس آلية التداول. وشكر رئيس جنوب إفريقيا نظيره المصري “على الطريقة المتميزة والعمل الشاق الذي قام به خلال ترؤسه الاتحاد الإفريقي”.
وحدد رئيس الاتحاد الجديد هدفين أساسيين لرئاسته، هما تسوية النزاع في ليبيا، الذي وصفه بأنه “قضية إقليمية يجب حلها بجهود الأفارقة أنفسهم”، وتنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان بشكل نهائي.
كما دعا رامافوسا إلى عقد اجتماع استثنائي حول منطقة التجارة الحرة في إفريقيا، بالتوازي مع قمة استثنائية حول “إسكات البنادق“، في مايو 2020، مشددا على ضرورة وضع معايير تحدد المنتجات التي تفتخر بها القارة الإفريقية.
ومما يزيد من الوزن السياسي لجنوب إفريقيا في الاتحاد أن يشغل هذا البلد، خلال العام الجاري، مقعد عضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي.