القبائل اليمنية تتصدى لميليشات حزب الإصلاح الإخونجي
تطورت المواجهات التي اندلعت في محافظة شبوة جنوبي اليمن بين القبائل وقوات تابعة لحزب الإصلاح الذراع اليمنية لتنظيم الإخونجية، وذلك على خلفية مقتل وجرح واختطاف عدد من أبناء القبائل على يد عناصر أمنية تتبع للحزب الذي يهيمن على المحافظة.
ووفقا لمصادر محلية فقد اندلعت المواجهات، الخميس، بين قبائل جردان والقوات الخاصة التابعة للإخونجية في أعقاب إقدام تلك القوات على قمع مسيرة سلمية في سوق المدينة ما أدى إلى مقتل محمد عبدالله بن ضباب الهلالي وجرح آخرين من المشاركين في المسيرة التي نددت بممارسات الإخونجية في شبوة.
وأشارت المصادر إلى قيام قوات أمنية محسوبة على الإصلاح الإخونجي يقودها عبدالرحمن لعكب الشريف شقيق قائد قوات الأمن الخاصة بمحاولة اقتحام وادي جردان، وهي المحاولة التي تصدى لها رجال القبائل وأسفرت عن مقتل قائد الحملة العسكرية وإصابة ستة آخرين وارتفاع وتيرة التوتر الأمني في المنطقة تحسبا لمواجهات قادمة.
ووفقا للمصادر فقد شهدت مديرية نصاب، الجمعة، مواجهات عسكرية بين قبائل العوالق والقوات الخاصة التي يهمين عليها حزب الإصلاح الإخونجي في مؤشر على انتقال عدوى الرفض الشعبي لممارسات جماعة الإخونجية إلى مناطق أخرى في محافظة شبوة التي لوحت قبائل عدة فيها بالتصعيد في مواجهة حوادث القتل والاختطاف التي تقوم بها عناصر عسكرية غير منضبطة تتبع للجماعة.
وجاءت الاشتباكات في نصاب، بحسب مصادر قبلية، على خلفية رفض محافظ شبوة المنتمي إلى حزب الإصلاح محمد بن عديو تسليم قتلة طلال عريق الديولي إلى القضاء والذي تم قتله في سوق نصاب أواخر رمضان الماضي وطالبت قبيلة العوالق في مناسبات احتجاجية عديدة بتسليم الجناة.
وتزامنت حالة التوتر التي تشهدها شبوة مع تصاعد حدة المواجهات العسكرية في محافظة أبين شرقي عدن، حيث تؤكد مصادر إعلامية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي إحراز القوات التابعة للمجلس تقدما في محور قرن الكلاسي على حساب القوات الحكومية.
وكشفت مصادر خاصة عن وقوف شخصيات سياسية موالية لقطر خلف التصعيد الذي يستهدف إفشال الجهود التي يبذلها التحالف العربي لتنفيذ اتفاق الرياض والتوصل إلى آلية عملية مضبوطة بأجندة زمنية لإحياء الاتفاق الموقع بين قيادة المجلس الانتقالي التي تتواجد حاليا في العاصمة السعودية الرياض وبين الحكومة اليمنية.
وقالت المصادر إنّ وزير النقل المستقيل صالح الجبواني الذي عاد مؤخرا من زيارة سرية لقطر يتواجد حاليا في مدينة عتق مركز محافظة شبوة لتوزيع الأموال التي حصل عليها من الدوحة بهدف شراء الولاءات وتأجيج المواجهات السياسية والعسكرية.
وأكدت المصادر قيام نائب رئيس الوزراء اليمني ووزير الداخلية أحمد الميسري بدور مشابه في عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض والتحريض على رفض الاتفاق وفرص سياسة الأمر الواقع بالقوة من خلال الدفع باتجاه تحقيق انتصار عسكري في أبين وعدن، باتت التطورات تؤكد فشله في ظل تماسك القوات التابعة للانتقالي وتمكنها من كسر كل محاولات التقدم نحو عدن.
وفي تصريح حول مجريات الأحداث في أبين وشبوة قال الصحافي اليمني ياسر اليافعي إن تصعيد جماعة الإخونجية في شبوة وبعض مناطق أبين يؤكد تعرضها لهزيمة كبيرة، بعد فشلها وعجزها عن تحقيق أي تقدم صوب مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين. وأضاف “هذه الهزيمة تمثلت في اغتيال قائد الحزام الأمني في مودية، بالإضافة إلى قيام الميليشيا باختطاف المسافرين بحسب هويتهم، ومهاجمة القرى في شبوة”.
ولفت اليافعي إلى أن جماعة الإخونجية تعاني من انكسار كبير، لاسيما في شبوة، حيث كانت عينها على عدن واليوم تعاني من انتفاضة مسلحة في عمق سيطرتها محافظة شبوة.
وعن تطورات المواجهات العسكرية في أبين قال اليافعي “القوات الجنوبية في جبهة أبين تخوض معركة استنزاف واسعة للميليشيا، حيث تكبدها كل يوم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد بهدف إرهاقها، ونتائج ذلك بدأت تظهر مؤخرا ولاسيما بعد كسر أكبر هجوم لميليشيا الإخونجية حاولت من خلاله تحقيق نصر عسكري يعزز موقفها السياسي بالرياض وذلك الخميس الماضي حيث تمكنت القوات الجنوبية من كسر الهجوم وتكبيد الميليشيا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد”.
وبشأن نتائج المعطيات السياسية لمواجهات أبين تقول مصادر سياسية إنّ هذه الجولة من الصدام العسكري بين الأطراف الموقعة على اتفاق الرياض، ستكون نتائجها حاسمة في مآلات تنفيذ بنود الاتفاق، فيما ستدفع حالة الجمود في تحقيق أي انتصار إلى خلق موجة جديدة من الضغوط الإقليمية على أطراف النزاع للعودة إلى طاولة الحوار والقبول بخارطة الهيمنة الحالية على الأرض وإسقاطها على أي تعديلات جديدة قد تطول اتفاق الرياض.
الأوبزرفر العربي