القدوة يبحث عن تفاهمات مع دحلان
مصادر تكشف عن ثغرات في قائمة البرغوثي والقدوة
كشفت مصادر مطلعة في حركة فتح، أن عدد من قادة الحركة المؤثرين في القواعد رفضوا الاشتراك في قائمة “القدوة والبرغوثي” خلال مفاوضات تشكيلها، وأن آخرون أعلنوا انسحابهم منها، بينما أعلن ناصر القدوة الذي فصل من حركة فتح مؤخراً، عزمه التوجه إلى قطاع غزة للتفاهم مع تيار الإصلاح الديمقراطي الذي يتزعمه محمد دحلان.
وحسب مصدر قيادي في حركة فتح، فإن اللجنة المركزية، لم تكن تضع أي حساب لقائمة ناصر القدوة، قبل انضمام البرغوثي إليها، وشدد المصدر على أن البرغوثي والقدوة، لن يستطيعا التأثير الانتخابي بشكل قوي بدون اقامة تحالف مع القيادي الفلسطيني محمد دحلان، وأن القائمة الانتخابية للبرغوثي والقدوة ولدت ضعيفة ولم تراع التمثيل الحقيقي لقطاع غزة.
تحركات فريق البرغوثي
وقد كشفت التحركات الخفية لفريق البرغوثي، عندما أحيطت اللجنة المركزية فجر الأربعاء، علما بأن أنصار البرغوثي وخلال اللقاءات التي عقدتها اللجنة المركزية مع زوجته في رام الله، كانوا يجرون اتصالات مع أسرى محررين في قطاع غزة، وأمضوا في سجون الاحتلال أكثر من 20 عاما، وخرجوا في صفقة التبادل الأخيرة، من أجل أخذ موافقتهم على المشاركة في القائمة التي ينوي البرغوثي تشكيلها مع القدوة.
غير أن هؤلاء الأسرى رفضوا كل تلك المحاولات والاتصالات، وأبلغوا فريق الاتصال بهم، أنهم ملتزمون بقرارات الحركة وبعدم نيتهم الدخول بأي تكتلات تتعارض مع توجهات الرئيس، وهو ما ظهر جليا، بخلو القائمة التي قدمت للجنة الانتخابات، من أي اسم لهؤلاء الأسرى، وقاموا بإبلاغ قيادة الحركة بالاتصالات التي تلقوها من فريق البرغوثي.
لا يملك قاعدة تنظيمية في غزة
ولا تشمل قائمة البرغوثي أي من قيادات فتح المعروفة في قطاع غزة، أو تلك التي تتبوأ مناصب قيادية تسند قائمته، ما يعني أن الرجل لا يملك أي قاعدة تنظيمية في القطاع، الذي يمثل خزان انتخابي كبير لحركة فتح، وذلك بعد أن فشل في استمالة الأسرى المحررين، الذين كانوا برفقته قبل عدة سنوات في سجون الاحتلال، والذين أكدوا التزامهم بقائمة الحركة الشرعية.
ومن غزة، أعلن اثنان ممن ذكرت أسماءهم في قائمة “القدوة البرغوثي”، وهم المهندس رأفت سعد الله، ومساعد أبو عجوة، عدم ترشحهم على أي قائمة، وأعلنوا رفضهم لزج أسمائهم في تلك القائمة، وأكدوا وقوفهم خلف قائمة الحركة الرئيسية، في ضربة جديدة لتلك القائمة.
حلفاء البرغوثي خارج القائمة
ولم يلاحظ أن القائمة التي دخلت الانتخابات بدعم من البرغوثي، تضم أي من قادة فتح المؤثرين، وقد خلت من اسم حاتم عبد القادر، أكثر الشخصيات التي كانت تدفع في القترة السابقة، باتجاه مروان، وأول شخصية في فتح، كشفت عن نوايا البرغوثي الترشح للرئاسة، وأعلنت تأييدها له.
في المقابل، ترشح على قائمة حركة فتح الرئيسية، قدورة فارس رئيس نادي الأسير، وأحد الشخصيات المعروفة بأن لها صلة صداقة قوية بمروان البرغوثي، في دلالة فهمت على أن هناك شخصيات قيادية وازنة في فتح، من المقربين من مروان، لا يساندونه في خطوته التي من شأنها “شق” التنظيم، وذلك رغم أن قدورة فارس، كان قد أعلن سابقا عدم رغبته في الترشح، وهو ما يؤكد أن العدول عن القرار، يحمل رسالة تؤكد وقوفه خلف قائمة الحركة.
ورفضا لتوجهات البرغوثي، رفعت العديد من المطالبات من أطر الحركة، لقيادة فتح، بالإسراع في اتخاذ القرارات القانونية، ضد كل من يشارك في قائمة القدوة، التي باتت مدعومة من البرغوثي، وتطبيق تلك القرارات، على كل من يساعد تلك القائمة، مهما علا شأنه في التنظيم، وهنا لا يستبعد أن تجتمع اللجنة المركزية لتصدر قرارات فصل لكل من شارك في هذه القائمة، على غرار القرار السابق الذي اتخذته ضد ناصر القدوة، باعتبار أن خطوتهم تمثل “انشقاق” عن جسم الحركة.
محاولات مركزية عباس
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن اللجنة المركزية التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، التي تعذر أن ترسل ممثلها حسين الشيخ للسجن للقاء مروان، لإطلاعه على القائمة النهائية، والتشاور معه بشأنها، تواصلت معه بطرق غير مباشرة، كما تواصلت مع الكثير من المقربين منه، بمن فيهم زوجته فدوى البرغوثي القيادية هي الأخرى في حركة فتح، حول الشكل النهائي للقائمة، وقد أعطوا وعدا حتى فجر الأربعاء، بالوقوف خلف القائمة الرئيسة، وعدم التوجه لقائمة أخرى، قبل أن تنعكس الصورة تحديدا ظهر الأربعاء، بقرار مباشر وصل إليهم من مروان، بالدخول بالانتخابات بعيدا عن القائمة الرئيسة.
وحسب عضو في المجلس الثوري لحركة فتح، فإن المباحثات السابقة مع مروان، جرى خلالها التوافق على دعم قائمة الحركة في الانتخابات البرلمانية، ومن ثم بحث كل خيارات الحركة المطروحة من الأعضاء، للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، لكن المسئول في الحركة، أكد أن البرغوثي منذ اللحظة الأولى، كان يطرح نفسه للترشح لمنصب الرئاسة، وكان يريد فرض الأمر، دون الحصول على قرار بالأغلبية من اللجنة المركزية.
قرارات الفصل
ولا يستبعد أن تطول قرارات الفصل من التنظيم، الأسير البرغوثي، وآخرون من قيادات تنظيمية شاركت في القائمة.
وقال القيادي الفلسطيني الدكتور ناصر القدوة يوم الخميس، أنه لا أحد يستطيع نزع صفة الفتحاوية عني أو عن الأخ المناضل الأسير مروان البرغوثي، على الرغم من قرار فصلي الذي اتخذته جهات متنفذة بالحركة.
واستبعد القدوة في حوار أجرته معه “فرانس 24″، إمكانية فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية، مشيرا إلى أن “قانون الانتخابات الجديد لن يمكنهم من ذلك”.
التفاهم مع دحلان
وأضاف القدوة: “لن نتراجع عن دعم مروان البرغوثي إذا ترشح للرئاسة الفلسطينية”، لافتا الى أنهم “مستعدون للتفاهم مع كل الناس بمن فيهم أنصار تيار الإصلاح الديمقراطي الذي يتزعمه محمد دحلان“.
وتابع القدوة: “من المبكر الحديث عن التحالف مع محمد دحلان والذي كان أيضا هناك قرار بفصله من قبل الجهات المتنفذة في الحركة”.
وقال: “سأذهب لغزة وسأمضي بعض الوقت، وسنبحث كيف يمكن أن تكون الأمور، المهم أننا نريد تغيير الوضع السياسي القائم”.
وشدد على أنه يجب إنهاء الانقسام لكن دون أن يأتي ذلك من خلال عقد صفقات تفصل قطاع غزة عن الكيان الفلسطيني، مشيرا إلى أن “الصفقة التي أبرمت بين حركتي فتح وحماس ستجعل هناك صعوبات جمة أمامنا في المرحلة المقبلة”.