المبعوث الأممي إلى ليبيا يستقيل من مهمته
ويصف السياسيين الليبيين بالأنانيين والمتكالبين
وصف المبعوث الأممي إلى ليبيا ورئيس بعثة السلام عبدالله باتيلي، السياسيون الليبيون بالأنانيين والمتكالبين، معلناً تقديم استقالته للأمين العام، أنطونيو غويتيريش، مساء أمس الثلاثاء.
وقال باتيلي، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحافيين في نيويورك بعد أن أطلع مجلس الأمن الدولي على الوضع في ليبيا “بالنسبة لي، فقد بذلت قصارى جهدي”.
أتى ذلك، بعدما وصف الدبلوماسي السينغالي المخضرم السياسيين الليبيين بالأنانيين والمتكالبين، الذين يقدمون مصالحهم على مصالح البلاد والمواطنين التواقين إلى الحرية.
ومما قاله أيضا في وصف القيادات الليبية: إنهم “لا يملكون النوايا الحسنة لإدارة البلاد، بل يحرصون فقط على مناصبهم، وليس على مصلحة الشعب الليبي، ويشعرون بالراحة في مناصبهم هذه”.
كما اعتبر المبعوث الأممي أن “ليبيا أصبحت ميدان قتال وتصارع على المصالح، مع استخدام عدة أطراف أجنبية لأراضيها كأرض صراع واقتتال”.
إذا رسم باتيلي صورة قاتمة لمستقبل ليبيا، فيما شدد على توق الليبيين إلى التغيير، والحرية وإصلاح البلاد.
ولعل ما زاد الطين بلة أن الدبلوماسي السينغالي الذي تكلم بألم وحرقة، هو تاسع مبعوث خاص إلى ليبيا، يأتي ويرحل من دون تغيير يذكر بعد مرور أكثر من 13 سنة على الحرب وإسقاط النظام السابق.
تحفّظات على باتيلي
لكن مصير باتيلي يبقى في يد الأمين العام الذي يتمتع وحده دون سواه بصلاحية قبول الاستقالة أو رفضها، أو ربما الطلب منه البقاء لفترة محددة في منصبه إلى حين العثور على بديل.
لعل هذا ما دفعه إلى عدم الإعلان عن استقالته أمام مجلس الأمن في الجلسة المغلقة التي سبقت مؤتمره الصحافي أمس، بل تقديمها مباشرة إلى غوتيريش، حسب ما أوضح في رد على سؤال لمراسل العربية/الحدث! (لتعيين مبعوث أممي لا بدّ لمجلس الأمن أن يوافق على أيّ اسم يرشّحه الأمين العام).
وعُيّن باتيلي ممثلاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا في أيلول/سبتمبر 2022 بعد شغور المنصب لأشهر إثر الاستقالة المفاجئة أيضا لسلفه، يان كوبيش، في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، وبعد أن رفض مجلس الأمن أسماء أخرى عديدة طرحها غوتيريش.
لكن منذ تعيينه، أبدت حكومة طرابلس “تحفّظات” على الدبلوماسي السنغالي.
يذكر أن ليبيا غرقت في فوضى سياسية وأمنية منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 عقب ثورة شعبية دعمها حلف شمال الأطلسي.
ويحكم البلاد التي تشهد أعمال عنف وانقسامات بين الإخوة، حكومتان متنافستان. إحداهما في طرابلس (غربا) برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومعترف بها من الأمم المتحدة، والأخرى في الشرق ومعقلها في بنغازي.