المجتمع الدولي يفشل أخلاقياً في غزة ونطاق الدمار غير مسبوق
إسرائيل مستعدة لهدنة مؤقتة وحماس تؤكد أنه "لا مفاوضات أسرى قبل وقف العدوان"
أكدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إن الأزمة في قطاع غزة تمثل “فشلاً أخلاقياً” للمجتمع الدولي، وحثَّت جميع الأطراف على التوصل إلى اتفاق جديد لوقف الحرب.
وأضافت سبولياريتش للصحافيين في جنيف بعد زيارات إلى غزة وإسرائيل: “لقد تحدثت عن الفشل الأخلاقي، لأن كل يوم يستمر فيه هذا الأمر هو يوم آخر لم يثبت فيه المجتمع الدولي قدرته على إنهاء هذه المستويات المرتفعة من المعاناة، وسيكون لذلك تأثير على الأجيال ليس فقط في غزة”.
وأوضحت: “لا يوجد شيء دون اتفاق بين الجانبين، لذلك نحثهم على مواصلة التفاوض ومواصلة تسهيل المجال الذي نحتاجه من أجل تفعيل عمليات إطلاق سراح (الأسرى والمحتجزين)”.
نطاق القتل والدمار في غزة غير مسبوق
بدوره، قال المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، الثلاثاء، إن نطاق القتل والدمار في غزة غير مسبوق، موضحاً أن عدد الضحايا بين المدنيين من النساء والأطفال في قطاع غزة كبير، ولا يمكن تخيله، جراء الهجوم الإسرائيلي.
وأكد وينسلاند أمام مجلس الأمن، أنه “لا بد من تمكين الأطراف من الحل السياسي الذي طال انتظاره، وهو حل الدولتين”، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن “الضفة الغربية تعاني من أزمة، والضغوط تتزايد بسبب النشاط الاستيطاني وعنف الإسرائيليين المتطرفين هناك”.
وأشار المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط إلى أن “الظروف الحالية في غزة تجعل من المستحيل إدارة أي عمليات إنسانية جادة”، محذّراً من أن “لبنان يجب ألا يُجَرّ إلى نزاع إقليمي”.
وأعلن وينسلاند، أن “الإجراءات المحدودة” الأخيرة التي اتخذتها إسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدة الإنسانية إلى قطاع غزة “إيجابية، لكنها غير كافية إلى حد بعيد في ضوء ما هو ضروري”.
وقال إن “إيصال المساعدة الإنسانية إلى قطاع غزة لا يزال يواجه تحديات لا يمكن غالبا تجاوزها (…)، إن الإجراءات المحدودة لإسرائيل، وخصوصاً السماح بإدخال مزيد من الوقود والغذاء وغاز الطهو، وفتح معبر كرم أبو سالم لدخول المساعدة الإنسانية، هي إيجابية، لكنها غير كافية إلى حد بعيد في ضوء ما هو ضروري لمواجهة الكارثة الإنسانية على الأرض”.
“العنف الوحشي
وحذَّر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري من استمرار “العنف الوحشي” في قطاع غزة، مجدداً دعوته إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأضاف المنظري في إحاطة إعلامية: “العنف الوحشي لا يزال مستمراً بلا هوادة، وما لم يتوقف هذا الصراع فوراً، فلا سبيل لتلبية احتياجات الناس على نحو كافٍ”.
وأشار إلى أن المجلس التنفيذي للمنظمة عقد دورة طارئة استثنائية لبحث الوضع الصحي في الأراضي الفلسطينية، وأنه كان هناك توافق في الآراء بشأن الوضع في غزة.
كما صدر قرار يدعو لتقديم المساعدات الإنسانية الفورية بشكل متواصل، ومن دون أي عوائق.
وقال المنظري: “لقد دعت المنظمة باستمرار، وما زالت تدعو، إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار”.
وتابع بقوله إن افتقار الرعاية الصحية التي حذَّر منها المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، والتي أشار إلى أنها قد تؤدي إلى وفيات تفوق تلك التي يسببها القصف، “لم تزدد إلا شدة بمرور الوقت”.
وقال إن “التحايل على حق الإنسان الأساسي في الصحة ستكون له تبعات هائلة تدوم سنوات، وهو ما يشكل سابقة لتجاهل قيمة الإنسانية نفسها”.
عبَّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن غضبها إزاء هجمات الجيش الإسرائيلي على مستشفيات قطاع غزة.
أما المتحدث باسم اليونيسيف جيمس إلدر فقد قال: “أنا غاضب لأن الأطفال الذين يتعافون من عمليات بتر الأطراف بالمستشفيات يُقتلون في تلك المستشفيات”.
وأضاف إلدر أن مستشفى ناصر تعرَّض للقصف مرتين خلال الساعات الـ48 الماضية.
اجتماع لمجلس الأمن
وانطلق اجتماع مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، للتصويت على مشروع قرار بشأن الحرب في قطاع غزة، وذلك بعد التأجيل يوماً لإفساح المجال أمام استمرار المفاوضات بشأن النص.
ويدعو مشروع القرار، الذي طرحته الإمارات، إلى “وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدة الإنسانية من دون عوائق إلى قطاع غزة”.
ويطالب النص بتسهيل دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة “براً وبحراً وجواً”. كما يؤكد دعم حل الدولتين و”يشدد على أهمية توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية”.
إسرائيل مُستعدة لهدنة إنسانية
وقال الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، الثلاثاء، إن تل أبيب مُستعدة للدخول في هدنة أخرى بوساطة أجنبية في قطاع غزة، من أجل استعادة الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة “حماس”، وتمكين وصول المزيد من المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المُحاصر.
وبحسب مكتبه، قال هرتسوع، الذي يعتبر منصبه شرفياً إلى حد كبير، أمام حشد من السفراء: “إسرائيل مستعدة لهدنة إنسانية أخرى، والمزيد من المساعدات الإنسانية من أجل تمكين إطلاق سراح المحتجزين”.
وأضاف الرئيس الإسرائيلي: “المسؤولية تقع بالكامل على عاتق (زعيم حماس يحيى) السنوار، وقيادات حماس (الآخرين)”.
لا مفاوضات بشأن الأسرى قبل وقف العدوان الإسرائيلي
من جهته، قال القيادي في حركة “حماس”، باسم نعيم، الثلاثاء، إن الحركة ترفض إجراء مفاوضات بشأن تبادل الأسرى، خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لكنها منفتحة على أي مبادرة لإنهائها.
وأضاف القيادي بالحركة، في بيان: “لا تفاوض حول الأسرى قبل وقف العدوان، ومنفتحين أمام أي مبادرة تخفف العبء عن شعبنا”.
ارتفاع عدد الشهداء والجرحى
وأفاد التلفزيون الفلسطيني، الثلاثاء، بأن قصفاً إسرائيلياً على بناية في حي الرمال بشمال قطاع غزة، تسبب باستشهاد 50 فلسطينياً على الأقل، وأصاب 12، بينما فقد نحو 50 شخصاً.
كما قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين بعد قصفه لمربع سكني في مخيم جباليا شمال شرق مدينة غزة، حسبما أفاد التلفزيون الفلسطيني.
وفي الوقت نفسه، قال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن هناك استهدافاً مجاوراً لمركز جباليا الطبي، ما أدى إلى إصابة الصحافيَين إسلام بدر ومحمد أحمد بجراح مختلفة.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع، أشرف القدرة، أعلن في وقت سابق الثلاثاء، أن عدد الضحايا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ارتفع إلى 19 ألفاً و667 شخصاً، بينما زاد عدد المصابين إلى 52 ألفاً و586.