المحتجون العراقيون يقطعون الطرق رفضا للشخصيات المرشحة لرئاسة الحكومة
أغلق المحتجون العراقيون الطريق المؤدية لميناء مدينة أم قصر في محافظة البصرة (جنوب)، الجمعة، مما تسبب في تعطيل حركة الشاحنات الناقلة للبضائع والمشتقات النفطية ولا يزال العراق، ثاني أكبر منتجي النفط في منظمة أوبك، عالقاً بين عناد المؤيدين لإيران وتصميم المتظاهرين.
وكان الرئيس العراقي، برهم صالح، قد وضع استقالته، تحت تصرف البرلمان بعد تعثر مفاوضات تشكيل الحكومة، في ظل مطالبة الشارع باختيار مرشح مستقل نزيه لا يخضع للخارج وخاصة إيران، لكي يتولى إدارة البلد لمرحلة انتقالية تمهيدا لإجراء انتخابات مبكرة.
وما يزال المحتجون العراقيون يواصلون التظاهر ويقطعون الطرق رفضا لترشيح شخصيات سياسية معينة لمنصب رئيس الحكومة الجديدة، خلفا لعادل عبد المهدي .
وانقسمت ردود أفعال العراقيين الجمعة بعد تلويح الرئيس برهم صالح بالاستقالة في مواجهة المعسكر الموالي لإيران الذي يصر على تسمية رئيس وزراء من رحم السلطة.
وبينما اتهمه البعض بـ”خرق الدستور”، اعتبر آخرون أن ما قام به “فعل وطني” رداً على ضغوط “الأحزاب الفاسدة”.
يرى البعض أن الاستقالة ستؤدي إلى فوضى عارمة وزيادة سيطرة الأحزاب على مقدرات البلاد وبالتالي يجب الرئيس العدول عن الاستقالة ومواصلة التصدي للأحزاب، لأن وجوده يمثل صمام أمان لتأمين وطنية المرشح الجديد” لرئاسة الوزراء.
واستقال عادل عبد المهدي مطلع ديسمبر الجاري تحت ضغط الاحتجاجات التي تجتاح العراق منذ أكتوبر الماضي.
ويقول المحتجون العراقيون إنهم يريدون مرشحا مستقلا وبعيدا عن الأحزاب السياسية لتولي الحكومة العراقية، التي ستدير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية قبل الانتخابات المقبلة.
وكان البعض يأمل الجمعة أن يوضح المرجع الديني الشيعي الأعلى في خطبته المعتادة مستقبل الأزمة الضبابية التي تتعمق في البلاد. لكن آية الله السيستاني أشار إلى أنه لن يتطرق هذه المرة إلى الوضع السياسي، نائياً بنفسه عن جدال الطبقة السياسية التي يندد بها حراك شعبي عفوي غير مسبوق يستعد لدخول شهره الرابع، رغم سقوط نحو 460 قتيلاً وإصابة 25 ألفاً بجروح.
ورُفعت لافتة جديدة ليلاً في ساحة التحرير، مركز الاحتجاجات في وسط بغداد، إلى جانب أخرى تحمل صور جميع المرشحين لمنصب رئاسة الوزراء وعليها إشارات حمراء تعبيراً عن رفضهم.
ويواصل المتظاهرون إغلاق المدارس والدوائر الرسمية في كل المدن تقريباً، متوعدين بأن الحياة لن تعود إلى طبيعتها حتى تحصيل مطالبهم التي خرجوا من أجلها.