المرشد العام لإخونجية مصر يقيل عدد من قيادات التنظيم ويحيلهم للتحقيق
الخلاف يتصاعد بين جبهتي لندن وإسطنبول وسط توقعات بانشقاق قريب في صفوف الجماعة
تصاعدت حدة الصراع في صفوف إخونجية مصر بين جبهة إسطنبول في تركيا بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة، وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، القائم بعمل المرشد، ونية الأخير الإطاحة بقيادات إسطنبول.
وقرر القائم بأعمال المرشد العام لإخونجية مصر، إبراهيم منير، إقالة عدد من قيادات التنظيم، وتحويلهم للتحقيق، على خلفية الأزمة المحتدمة بين الطرفين على مدار الأشهر الماضية.
وشمل القرار محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة وعضو مكتب الإرشاد، ومحمد عبد الوهاب مسؤول رابطة الإخونجية المصريين بالخارج، وهمام علي يوسف عضو مجلس الشورى العام ومسؤول مكتب تركيا السابق، ومدحت الحداد عضو مجلس الشورى العام، وممدوح مبروك عضو مجلس الشورى العام، ورجب البنا عضو مجلس الشورى العام.
وتتفاعل الأزمة داخل تنظيم الإخونجية خلال الأسابيع الأخيرة بين المرشد الحالي إبراهيم منير، والأمين العام السابق محمود حسين، ووصل الأمر حد ترتيب اجتماعات سرية لعزل الأول وعودة الثاني إلى منصبه، في خطوة تنذر بتفكك التنظيم.
جبهتي منير وحسين
ووفقاً للمصادر المختلفة، فإن الخلاف المحتدم بين جبهتي منير وحسين، وصل ذروته بعد القرارات الأخيرة بتحويل الثاني ومجموعة من القيادات المحسوبين على تياره إلى التحقيق بتهم فساد مالي، بعد أن قرر منير عزلهم جميعا عن مناصبهم.
ويتأثر الخلاف بين قيادات تنظيم الإخونجية بعدة عوامل بعضها داخلي، يرتبط بالصراع على المناصب وتقسيم المراكز القيادية والأموال، بالإضافة إلى عوامل الضغط الخارجي، والتضييق الأمني والسياسي والاقتصادي على نشاطها كما هو الوضع في تركيا وعدة دول أوروبية، حيث تخلت عن دعمها للتنظيم ولم تعد حواضن آمنة.
غضب قيادات الجماعة التاريخية
وتشهد الجماعة حالة من الغليان منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام للجماعة إبراهيم منير، رسميا قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بتركيا وكذلك مجلس شورى القطر، في يونيو الماضي، وكذلك تأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المزمع إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام، لمدة ستة أشهر.
ووفق مصادر مطلعة، أثارت قرارات منير الأخيرة غضب قطاع كبير من قيادات الجماعة التاريخية، مؤكدة أنهم أجروا عدة اتصالات وترتيبات خلال الأيام الماضية مع قيادات داخل مصر وخارجها لإقناعهم بإصدار بيان موحد بعزل منير، كخطوة استباقية قبيل إعلان قرار حل اللجنة بشكل رسمي.
وتشير المصادر إلى الخلاف القديم بين اللجنة التي تضم في عضويتها محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم، الذي ألغى منير منصبه في سبتمبر الماضي بعد أن أعلن نفسه مرشدا للجماعة عقب القبض على محمود عزت من جانب السلطات المصرية.
وترجح المصادر أن تعلن اللجنة من خلال بيان إعلامي موقفها الرافض لقرارات منير، فيما تتخذ إجراءات لترتيب قرار عزله والإعلان عنه.
انشقاقات قريبة
يذكر أن مصادر كانت كشفت مساء الجمعة، أن إبراهيم منير رفض الصلح بسبب تصرفات 6 من قيادات جماعة الإخونجية وأعضاء مجلس الشورى العام بعدما هددوا رسمياً بعقد اجتماع للمجلس وإزاحته وقيادات التنظيم في لندن من الجماعة وفصلهم نهائياً. ورفض الصلح أيضاً بعد علمه بإعلان حسين وجبهته نيتهم في الاستقلال بأصول الجماعة وأموالها وأنشطتها الاستثمارية وممتلكاتها في تركيا وعدد من الدول. وقرر إحالتهم للتحقيق مجدداً وتجميد صلاحياتهم.
وينذر ذلك بقرب إعلان انشقاقات رسمية داخل صفوف الجماعة وسيطرة كل جبهة من الجبهتين المتصارعتين على ما يقع تحت أيديها من أموال وأصول ومكاتب وممتلكات وما يخضع لسلطتها من عناصر الجماعة.