المسؤول المؤقت عن إخونجية تونس يشنّ هجوماً على عائلة الغنوشي
شنّ الرئيس المؤقت لحركة النهضة الإخونجية بالنيابة منذر الونيسي، هجوماً على عائلة رئيس الحركة راشد الغنوشي المعتقل على ذمة قضايا كثيرة في تونس وعلى عدد من قياداتها الآخرين.
جاء ذلك في تسريب صوتي للونيسي أثناء اتصال أجراه بالصحفية التونسية التي تعيش خارج البلاد شهرزاد عكاشة. وقد نشر التسريب على صفحات التواصل الاجتماعي.
وتحدث الونيسي في تسريبه عن فساد داخل الحركة وتلقيها أموالا من الخارج؛ حيث قال إن” الغنوشي عندما عينني في منصب الرئاسة يعرف جيدا من أنا.. لكن موازين القوى في داخل الحركة مختلة جدا”.
وتابع مستدركا “لكن الأشخاص الذين يقفون وراء الغنوشي، والذين يحكمون حاليا في الحركة، حسموا في القيادة الداخلية للحركة”.
وأردف: “هدفي هو كيفية المحافظة على مكانة النهضة التاريخية؛ لذلك يجب أن تتغير الحركة.. أنا عندما مسكت قيادة الحركة تفطنت لأشياء غريبة وعجيبة.. لو كنت أعرف ربع أو خمس ذلك لا أقبل بقيادة الحركة .”
وللإشارة فإن منذر الونيسي كان من قيادات الصف الثاني داخل حركة النهضة.
الونيسي أضاف أن “أشخاصا داخل النهضة اغتنوا في السابق وهناك أشخاص آخرون يريدون الآن أن يستغلوا الوضع.. وأقصد القيادية بالحركة زينب البراهمي التي ظهرت أفعى كبيرة تريد التمعش (التكسب) من الحركة”.
وأكد أن “هناك أشخاص يريدون قيادة الحركة من داخل السجن ” ،موضحا أن هناك” أشخاصا تظن أن النهضة عزبة عائلية ومعاذ الغنوشي نجل راشد الغنوشي وراء كل ذلك”.
وكشف أن معاذ الغنوشي ورضا إدريس يرسلان الأموال إلى القيادي الإخواني محمد الغنودي ويتعاملان معه.
من جهتها، أكدت الصحفية شهرزاد عكاشة صحة التسريب المنسوب للونيسي، مشددة على أنه جزء من عمل استقصائي تشتغل عليه منذ عدة أشهر.
الإطاحة بالرئيس قيس سعيد
من جهته، قال حسن التميمي الناشط والمحلل السياسي إنه بعد التسريب الأخير لمنذر الونيسي ،على النيابة العمومية التحرك والتحقيق في كيفية تدفق الأموال إلى تونس، والتي يرسلها معاذ إلى الإخونجي محمد الغنودي.
ودعا إلى إصدار مذكرة جلب دولية في حق الإخونجي رضا إدريس، وكل من سيسفر عنه البحث في ما يخص التمويلات الأجنبية للحركة والأموال التي تتدفق على قياداتها من أجل تأجيج الأوضاع قصد الإطاحة بالرئيس قيس سعيد والمنظومة الحاكمة.
وشدد التميمي على أن “راشد الغنوشي مازال يتحرك وهو في السجن عن طريق ابنه معاذ، وبناته الأربع، وعلى رأسهم سمية، وكذلك صهره رفيق عبد السلام(وزير الخارجية الأسبق يقطن حاليا في بريطانيا رفقة زوجته سمية)”.
ونوه إلى أن معاذ الغنوشي، يعد من أخطر رجالات التنظيم حيث يحاط بشبكة علاقات واسعة وبإمدادات مالية كبيرة لمساعدته لإخراج والده من السجن، ولتمويل المحاولات الانقلابية للعودة من جديد للحكم، وهو ما أكده القضاء التونسي مؤخرا عندما تم إصدار مذكرة في حقه، في تهمة التآمر على أمن الدولة.
أخطبوط الإخونجية
التميمي أشار أيضا إلى أن منذر الونيسي الذي يحاول من خلال حواراته الصحفية استعطاف السلطة التونسية من خلال إقراره بأخطاء النهضة وبدعوته للحوار والتخلي عن راشد الغنوشي وتعويضه برئيس آخر للحزب، لا يقبل بتدخل معاذ الغنوشي.
وتابع “معاذ الغنوشي يحاول بأقصى جهده من خلال قيادات داخل النهضة مثل محمد الغنودي وزينب البراهمي إفشال مؤتمر حركة النهضة الإخونجية الذي من المنتظر تنظيمه في أكتوبر/ تشرين أول المقبل، لتعويض القيادة بانتخاب شخص آخر غير والده.
وأكد أن أخطبوط الإخونجية مازال موجودا داخل مفاصل الدولة، لذلك يسهل عليهم إدخال الأموال والتعاملات المالية، وهذا ما سبق أن أكده الرئيس التونسي قيس سعيد عندما قال “يجب تطهير المؤسسات الحكومية من براثن الإخوان”.
والغنوشي الابن حاليا في سويسرا، يقيم مع عائلة زوجته، وهي ابنة أحد كبار قيادات تنظيم الإخونجية، علي غالب محمود همت، صاحب الجنسية السورية، المتحصن بجنسيته البريطانية.
لكن هذا الابن ما زال يخدم مصالح التنظيم في الخفاء مرتكزا على شبكة علاقاته الواسعة بمساعدة صهره، حيث يحاول استمالة الرأي العام الدولي لكسب التعاطف والتدخل لإخراج والده، رغم تراكم القضايا التي يتورط فيها ويدعو لخروج آمن لراشد الغنوشي من تونس.
ثروة الغنوشي
ولم يتم الاستماع إلى الغنوشي الابن في أي قضية؛ نظرا لفراره خارج الوطن قبل أيام من إجراءات 25 يوليو/تموز 2021، بعد تفطنه لفقدان والده تلك القوة والنفوذ التي كان يتمتع بها بعد 2011، وإثر تنامي التساؤلات حول ثروة الغنوشي المشبوهة والملف المالي للنهضة.
ووُصف معاذ الغنوشي بـ”رجل الكاش” مستندا في ذلك إلى أن أغلب المعاملات المالية أو كلها كانت تتم عن طريقه وعن طريق صهره رفيق عبد السلام .
وسبق أن قال القيادي في حركة النهضة الإخونجية ومدير مكتب راشد الغنوشي زبير الشهودي، في شهر سبتمبر/أيلول 2019 متحدثا عن عائلة راشد الغنوشي إنها “فئة فاسدة ومفسدة”.
وكشف الشهودي الكثير عن عائلة راشد الغنوشي، التي نسجت خيوطها العنكبوتية، على مفاصل الدولة التونسية، واستنزفت مقدراتها لصالح خزائنها التي تضخمت.
وللاشارة فإن تقارير تونسية رسمية قالت إنه طيلة السنوات العشر الماضية، كانت الأموال تدخل تونس في شكل حقائب يشرف على كل منها أحد مسؤولي حركة “النهضة” المقربين من زعيم الحركة، وهو كاتب الدولة السابق للهجرة حسين الجزيري.
رفيق الغنوشي في الفساد
أما رضا إدريس رفيق الغنوشي الابن في الفساد، فقد ولد في أبريل/ نيسان 1962 في صفاقس وسط شرقي تونس، وهو قيادي إخواني تونسي، تولى عدة مناصب في حركة النهضة منذ تأسيسها.
بدأ إدريس نشاطه الحركي منذ صغره، قبل أن ينتمي فعليا لحركة الاتجاه الإسلامي (النهضة حاليا) في 1980. كان عضوا في المكتب المسؤول عن النشاط الطلابي الإسلامي في الحركة الذي كان تحت إشراف الإخونجي نور الدين البحيري، وأصبح ممثل الجناح الطلابي في مجلس شورى الحركة بين 1984 و1985.
تولى رئاسة المكتب السياسي للنهضة في المهجر ورئاسة مجلس الشورى كما تولى خطة نائب رئيس الحركة آنذاك راشد الغنوشي.
بسبب نشاطه السياسي، ظل رضا إدريس مقيما ومنفيا في فرنسا لعدة سنوات قبل 2011، وكان باعثا عقاريا، وناشطا لدى منظمة “مبادرات من أجل التغيير” العضوة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.
بعد عودته لتونس بعد 2011، أصبح عضوا في المكتب السياسي لحركة النهضة.