المستشار الألماني يبحث في الخليج عن مخرج لأزمات بلاده
يواصل المستشار الألماني أولاف شولتز جولته الخليجية التي تشمل السعودية والإمارات وقطر، بحثاً عن مخارج لأزمة الطاقة الخطيرة التي غرقت فيها بلاده ومعظم البلدان الأوروبية الشريكة في العقوبات على موسكو، بعد توقف إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا، ما أدخلها في أزمة كبرى.
وذكرت مصادر صحافية، أن زيارة شولتز السبت إلى السعودية لم تحقق نتائج واضحة بشأن مسألة الطاقة ومدى تفاعل الرياض مع رغبته في بناء شراكة واسعة تتجاوز حدود الوقود الأحفوري لتشمل الهيدروجين والطاقات المتجددة.
وفيما قال شولتس إنه يريد تعميق شراكة الطاقة الشاملة بين البلدين، فإن وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أوردت تغطية خبرية عن لقاء شولتز بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لم تشر فيها إلى مسألة الطاقة واكتفت بذكر الشراكة في المطلق، وهو ما يظهر اختلافا في النظر إلى نتائج الزيارة بين الطرفين.
من الدوحة إلى أبو ظبي
وبحث شولتز مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة، الأحد، “تسليم شحنات الغاز الطبيعي المسال”، وذلك بعد زيارته دولة الإمارات حيث بحث مع رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “أمن الطاقة”.
وقال شولتز عقب لقاء الدوحة: “تحدث مع أمير قطر بشأن تسليم شحنات الغاز الطبيعي المسال، مضيفاً: “نريد تحقيق المزيد من التقدم”.
وقبل وصوله إلى الدوحة، شهد شولتز خلال زيارته أبوظبي، توقيع اتفاق مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مجال “تسريع أمن الطاقة والنمو الصناعي”، للإسراع في تنفيذ المشاريع المشتركة بين البلدين في مجالات أمن الطاقة والحد من الانبعاثات والعمل المناخي، وفق ما أوردت وكالة أنباء الإمارات.
وأشارت الوكالة إلى أن شركة بترول أبو ظبي الوطنية “أدنوك” وقعت اتفاقاً لإمداد شركة “آر.دبليو.إي” الألمانية بالغاز الطبيعي المسال.
وقال رئيس دولة الإمارات عبر تويتر: “تجمعنا صداقة وثيقة وشراكة استراتيجية متميزة مع ألمانيا الاتحادية”.
وأضاف: “سعدت اليوم باستقبال المستشار أولاف شولتز لدفع هذه العلاقات قدماً وتمكين النمو الاقتصادي المشترك والمستدام عبر تعزيز التعاون في مجالات ذات أولوية تشمل أمن الطاقة والحد من الانبعاثات والعمل المناخي”.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية “وام” أكد الرئيس الإماراتي والمستشار الألماني أن “التعاون والحوار وتغليب الحلول الدبلوماسية هو السبيل لمعالجة مختلف القضايا والأزمات ومواصلة النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي”.
إبرام عدد من الاتفاقيات
وأبرمت شركة بترول أبو ظبي الوطنية “أدنوك” اتفاقية لتوريد الغاز الطبيعي المسال لشركة “آر دبليو إي” الألمانية، تقوم بموجبه الشركة الإماراتية بتصدير أول شحنة غاز طبيعي مُسال إلى ألمانيا، على أن يتم تسليمها في أواخر عام 2022 لاستخدامها في التشغيل التجريبي لمحطة استيراد الغاز الطبيعي العائمة في مدينة برونسبوتل الألمانية.
كما خصصت “أدنوك” وفقاً للاتفاقية شحنات إضافية من الغاز الطبيعي المسال لعملائها في ألمانيا سيتم تسليمها في عام 2023.
ووقّعت “أدنوك” كذلك عدداً من الاتفاقيات مع عملاء من ألمانيا من بينهم شركة “استياج” و “أوربيس” لتصدير شحنات تجريبية من الأمونيا منخفضة الكربون، والتي تعد وقوداً ناقلاً للهيدروجين يلعب دوراً محورياً في الحد من الانبعاثات في القطاعات التي يصعب الحد من انبعاثاتها، بحسب “وام”.
يُذكر أن أول شحنة تجريبية من الأمونيا منخفضة الكربون من إنتاج أبوظبي وصلت إلى ميناء هامبورج مطلع الشهر الجاري.
كما أُعلن إكمال “أدنوك” أول عملية تسليم مباشر لشحنة من الديزل من إنتاجها لألمانيا في سبتمبر 2022، والتوصل لاتفاق مع شركة “ويهلم هوير جي إم بي إتش” على شروط توريد ما يصل إلى 250 ألف طن شهرياً من وقود الديزل خلال عام 2023.
من جانبها، ستقوم شركة أبو ظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، بتكثيف جهودها لاستكشاف المزيد من الفرص المتاحة في أسواق طاقة الرياح بشمال أوروبا وبحر البلطيق في ألمانيا، لزيادة الإنتاج من مصادر الطاقة المتجددة إلى 10 جيجاوات بحلول عام 2030.
وقال أحد مستشاري شولتز لوكالة الصحافة الفرنسية: “سنضع اللمسات الأخيرة على طروحات طموحة”، من دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وترغب برلين في توسيع التعاون في تقنيات جديدة مثل الهيدروجين الأخضر المنتج باستخدام الطاقة المتجددة، والذي يمكن أن تستورده ألمانيا بكميات كبيرة من دول الخليج.