المستوطنون ينفذون هجمات إرهابية على البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية
شهيد وعشرات الإصابات وإحراق للمنازل والمنشآت الفلسطينية خلال الهجمات
بعد حالة الاستنفار التي أعلنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حوارة جنوب نابلس، نفذت جماعات المستوطنين هجمات إرهابية واسعة على منازل وممتلكات الفلسطينيين في بلدة حوارة وعدد من البلدات الفلسطينية الأخرى، مما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة نحو مئة آخرين.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأحد، نبأ استشهاد المواطن سامح حمد الله محمود أقطش ( ٣٧ عاماً )، متأثراً بجروح بالغة، أصيب بها بالرصاص الحي في البطن، جراء اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على قرية زعترة جنوب نابلس.
وتصاعدت هجمات المستوطنين الإرهابية اليوم الأحد بشكل ملحوظ في الضفة الغربية المحتلة، على الفلسطينيين وإحراق عدد من المنازل والمنشآت الفلسطينية، ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه المشاركون في اجتماع العقبة، الالتزام بخفض التصعيد.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في وقت سابق، إصابة أكثر من 100 فلسطيني في حوارة جنوب نابلس جرّاء هجمات المستوطنين وقوات الاحتلال، إحداها طعناً بالسكاكين وحالة إغماء لمريض بالسكري، والاعتداء على 3 مركبات إسعاف. مشددة على أن طواقمها منعت من دخول منطقة حوارة والوصول إلى منزل به إصابات بالاختناق.
حرق عشرات المنازل والمنشآت
وأفادت مصادر محلية، أن المستوطنين أقدموا على حرق عشرات المنازل والمنشآت والمركبات في بلدات وقرى حوارة وبورين وقريوت، جنوب نابلس المحتلة.
غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، قال إن مجموعة من المستوطنين اعتدت على المواطن معتز أنيس الديك في بلدة حوارة، ما أدى لإصابته بجروح طعنا، نُقل على إثرها إلى طوارئ ابن سينا ووُصفت حالته بالمستقرة.
وأكد، أن اعتداءات المستوطنين في حوارة طالت عددا من الأهالي ومنازلهم، وعددا من المركبات، مطالبا الأهالي بأخذ الحيطة والحذر وتفعيل لجان الحراسة، خاصة في البلدات المحاذية للمستوطنات.
وأحرق المستوطنون منازل في البلدة تعود إلى رؤوف أبو هنية أبو رشاد، وعبد الله الحواري، وإسماعيل غالب الديك، ونورس عودة، إضافة إلى إحراق مركبة و”بركس”، وتحطيم منازل محمد خالد عودة، وأنيس الديك، وشادي أبو سبتة.
وهاجم المستوطنون أيضا قرية قريوت، والأحياء القريبة من المستوطنات، كما هاجموا بلدة بورين جنوب نابلس.
كما وهاجم مستوطنون، مساء اليوم الأحد، قرية عصيرة القبلية، جنوب نابلس بحماية من جيش الاحتلال وسط اندلاع مواجهات وإطلاق الرصاص والغاز السام المسيل للدموع.
وأغلق مستوطنون مدخل قرية ياسوف بالقرب من مستوطنة تفوح ويعتدون على المركبات الفلسطينية، وهاجموا مركبات الأهالي عند مدخل قرية ياسوف شرق سلفيت، بعد أن أغلقوه ورشقوا الأهالي بالحجارة.
وفي رام الله، أصيب ثلاث فلسطينيين على الأقل، في اعتداء للمستوطنين شمال المدينة، برضوض وجروح جراء اعتداء المستوطنين وجنود الاحتلال عليهم وتحطيم مركبتهم، عند أطراف قرية جيبيا شمال رام الله.
نتائج تراجع السلطة أمام الاحتلال
وأكد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح على أن الاعتداءات الإرهابية التي تنفذها قطعان المستوطنين ومن خلفهم جيش الاحتلال في بلدة حوارة المناضلة، تدل على أن الاحتلال ماضٍ في تنفيذ مخططاته الإجرامية، وأنه عازم على إطلاق إرهابه بحق شعبنا وأرضنا الفلسطينية.
وقال التيار، في بيانٍ له، مساء اليوم الأحد، أن تواصل هذه الاعتداءات تكشف أولى نتائج تراجع السلطة أمام الاحتلال، فقد باتت كل التعهدات خلف ظهر حكومة نتنياهو الذي أعلن اليوم أن بناء المستوطنات وشرعنة البؤر ستستمر دون تغيير ولن يكون هناك أي تجميد.
وأضاف البيان أن هذا ما أكدته تصريحات الإرهابيين سموتريتش وبن غفير، اللذين قالا بأن مخططات الاستيطان وإقامة البؤر الاستيطانية ماضية دون توقف، وأن ما حدث في الاجتماع بقي على الطاولة وأن الحكومة التي يمثلانها تواصل تنفيذ مخططاتها دون أية قيود.
ودعا تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، جماهير الشعب الفلسطيني إلى مناصرة ومساندة أهلنا في حوارة في وجه الإرهاب الذي يمارسه الاحتلال ومستوطنيه.
كما توجه التيار في بيانه بنداءٍ إلى كل القوى الوطنية للتصدي بحزمٍ لاعتداءات المستوطنين، والدفاع عن أبناء شعبنا في وجه إرهاب الاحتلال، داعياً إلى تشكيل لجانٍ شعبيةٍ في كل مدننا وقرانا ومخيماتنا لصد هجمات المستوطنين المجرمين، فهذا واجبهم المقدس الذي لا يعلو عليه واجب، وهذه أمانتهم التي ينبغي الحفاظ عليها مهما كلّف الثمن.
تصعيد المقاومة في الضفة
بدورها، حذرت حركة حماس في تصريح صحفي، الاحتلال الإسرائيلي، من مغبّة إطلاق يد مستوطنيه ضدّ أبناء شعبنا في الضفة الغربية المحتلة.
وقال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي: ندعو لتصعيد المقاومة في الضفة رداً على مخرجات العقبة وما دام الاحتلال موجود فالمقاومة موجودة وندعو كل الأطراف سواء إقليمية أو دولية أو محلية بينما الاحتلال يمارس كل أصناف الاعتداء إلى الوقوف عند مسؤولياتها فالضغط لن يوقف المقاومة.
ودعت قوى رام الله والبيرة إلى أقصى درجات اليقظة والوحدة والتصدي لاعتداءات المستوطنين، وتفعيل لجان الحراسة في القرى والبلدات وإشعال الإطارات على مداخلها.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية “الأعمال الإرهابية التي ينفذها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال الليلة، والتي تهدف لتدمير وإفشال الجهود الدولية المبذولة لمحاولة الخروج من الأزمة الراهنة، ونحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا الإرهاب”.