المظاهرات الداعمة للفلسطينيين مستمرة في شيكاغو
احتشد آلاف المتظاهرين في حديقة “يونيون بارك” بالقرب من مقر انعقاد المؤتمر الوطني الديمقراطي بمدينة شيكاغو، تضامناً مع قطاع غزة، في حين واصل عدد من المندوبين وأعضاء حملة “غير ملتزم”، لليوم الثاني، الاعتصام داخل مقر المؤتمر وأمام المنصة الرئيسية للحزب، اعتراضاً على عدم سماح الديمقراطيين بالاستماع إلى الصوت الفلسطيني.
وشهدت مدينة شيكاغو تزامناً مع المؤتمر الوطني الديمقراطي، مساء الخميس، مسيرة حاشدة شارك فيها نحو 20 ألف شخص تطالب بوقف إطلاق النار في غزة. وتوقفت المسيرة قرب يونايتد سنتر، وهو مكان إلقاء نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس كلمة إعلان قبول الترشح للانتخابات الرئاسية.
أوقفوا الإبادة الجماعية
ورفعت مجموعة يهود من أجل السلام لافتات كتب عليها “أوقفوا الإبادة الجماعية.. ليس باسمنا كيهود”، كما هتفت المجموعة بالعربية: “فلسطين حرة حرة وإسرائيل برة برة (خارج)”. وشارك متقاعدون من الجيش الأميركي في شيكاغو في المسيرة المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
من جهتهم، بات مندوبون في العراء أمام مدخل المنصة الرئيسية للمؤتمر الوطني الديمقراطي، وداخل المحيط الأمني، إذ يطالبون مع مندوبي حملة “غير ملتزم” منذ أكثر من شهرين بحقهم في التمثيل والاستماع للصوت الفلسطيني الأميركي على المنصة الرئيسية.
وقالت الحملة: “الحزب الديمقراطي قال لا رسمياً للصوت الفلسطيني على المنصة وننتظر تغيير قراره”. وشددت الحملة على أنهم ما زالوا ينتظرون قراراً يتيح مكاناً للصوت الفلسطيني الأميركي على منصة المؤتمر الوطني الديمقراطي، وأنه في حال عدم الاستماع لأصواتهم سيواصلون الاعتصام حتى انتهاء فعاليات المؤتمر وختام كلمة نائبة الرئيس كامالا هاريس.
ويُعدّ المندوبون الأعضاء الرسميين للمؤتمر الوطني الديمقراطي الرئاسي ويتم انتخابهم من قبل القاعدة الشعبية في الولايات من أجل اختيار المرشح الرئاسي للحزب.
ويعقد المؤتمر من أجل هذا الغرض وتدور باقي الفعاليات حوله. واختار أكثر من 100 ألف شخص في الانتخابات الأولية للحزب الديمقراطي عدم التصويت للمرشحين، والتصويت بـ”غير ملتزم” اعتراضاً على عدم وقف إطلاق النار في غزة.
حملة “غير ملتزم”
وقال عضو حملة “غير ملتزم” عباس علوية في كلمة له، الخميس، إن كامالا هاريس “تعلم بمطالبنا والإجابة كانت لا، وتم إبلاغنا بذلك في الليلة قبل الأخيرة، ونحن نطالب فقط بمكان للصوت الفلسطيني في حزب يقول إنه متنوع ويقبل جميع الأصوات، وإن حياة الفلسطينيين والإسرائيليين مهمة”.
من جانبها، طالبت رشيدة طليب، عضو مجلس النواب، في اتصال بأعضاء الحملة بمواصلة ما يفعلونه، وقالت: “في كل ركن من مقاطعتي توجد عائله تأثرت بالإبادة الجماعية في غزة”. فيما انتقدت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، في اتصال بالفيديو، موقف إدارة المؤتمر الوطني الديمقراطي بعدم السماح بتمثيل الصوت الفلسطيني الأميركي، وقالت: “يجب الاستماع للصوت الفلسطيني ولا يمكن هزيمة ترامب دون الصوت العربي”.
بدورها، قالت تانيا حاج حسن، الطبيبة الأميركية التي قضت أسبوعين في غزة، في كلمة في مؤتمر صحافي: “جدي كان في البحرية وكان يضع علما كل 4 يوليو (تموز)، وأفتقده، لكن جزءا مني سعيد لأنه ليس على قيد الحياة حتى لا يشعر بخيبة أمل في البلد الذي قاتل من أجله”.
وانضمت ليلي غرينبيرغ كول، الأميركية اليهودية التي استقالت من إدارة بايدن بسبب الحرب على غزة، وطارق حبش، الفلسطيني الأميركي الذي استقال للسبب ذاته للمعتصمين. كما تنضم قيادات يهود منتخبين في عدد من الولايات لمطالب المعتصمين.
الدعم الأميركي لإسرائيل
وتجاهل المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي على مدار أيامه الأربعة إلى حد كبير القضية الأكثر إثارة للانقسام التي تواجه الحزب وهي الدعم الأميركي لإسرائيل في الحرب الدائرة في غزة، ما أثار انزعاج المندوبين المناصرين للفلسطينيين من المرشحة الرئاسية كاملا هاريس.
ورفض متحدث باسم الحملة، وفق ما أوردته وكالة رويترز، توضيح ملابسات القرار بعدم جدولة كلمة لمتحدث فلسطيني أو القول ما إذا كان من الممكن إضافة متحدث في اللحظة الأخيرة.
وقال مصدر مطلع على المناقشات لـ”رويترز”، إنّ القرار اتخذه منظمو المؤتمر الوطني للحزب بالتشاور الوثيق مع حملة هاريس. وتخشى مصادر من داخل الحزب أن تتسبب حرب غزة في خسارة هاريس لأصوات تحتاج إليها في ولايات متأرجحة مثل ميشيغين حيث توجد مدن تضم أعداداً كبيرة من المسلمين والعرب الأميركيين والجامعات التي شهدت احتجاجات على صلة بغزة.