المظاهرات تجتاح عواصم العالم ضد جرائم إسرائيل في غزة
المحتجون يطالبون بوقف الإبادة الجماعية ومعاقبة الاحتلال الإسرائيلي
تنديدا بالجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وآخرها محرقة الخيام في مدينة رفح جنوبي القطاع، اجتاحت المظاهرات والاحتجاجات العديد من عواصم العالم، وأبرزها التي نظمت في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
فقد تظاهر آلاف الأشخاص، مساء الثلاثاء، في العاصمة الفرنسية باريس لليوم الثاني على التوالي، احتجاجاً على الغارات الإسرائيلية على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
واكتظت ساحة الجمهورية في وسط باريس بالمتظاهرين، كما رفعت الأعلام الفلسطينية على التمثال الموجود في وسطها مع لافتة كبيرة تحمل عبارة “أوقفوا الإبادة الجماعية”، ودعا المتظاهرون إلى فرض عقوبات على إسرائيل.
من جهته، رفع الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام شعار “أيها اليهود ومناهضو الصهيونية، نحن مع حقوق متساوية”.
وهتف المتظاهرون: “إسرائيل قاتلة وماكرون متواطئ”، و”كلنا أطفال غزة”، و”إسرائيل تقتل أطفال فلسطين”.
وأفادت الشرطة بأن نحو 10 آلاف شخص تظاهروا، الاثنين، ضد الغارة الإسرائيلية على مخيم للنازحين في رفح التي أودت بحياة 45 شخصاً، وأصابت 249 آخرين.
وقال مسؤول في الدفاع المدني الفلسطيني لوكالة “فرانس برس”، إن 21 شخصاً قتلوا الثلاثاء في غارة إسرائيلية أخرى “استهدفت خيم النازحين في غرب مدينة رفح” أقصى جنوب القطاع. ونفى الجيش الإسرائيلي ذلك.
بريطانيا
وفي المملكة المتحدة، تظاهر آلاف الأشخاص، الثلاثاء، أمام مبنى الحكومة البريطانية في العاصمة لندن، للتنديد بمحرقة الخيام والمجازر الإسرائيلية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
وقالت منظمة التضامن مع الفلسطينيين في بريطانيا، إن “الحكومة وقيادة حزب العمال قدمت الدعم لإسرائيل التي ترتكب الإبادة الجماعية، لذلك يجب أن يدعوان إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل”.
وتتواصل الوقفات الاحتجاجية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني في بريطانيا، وسط الانشغال بالترويج للحملات الانتخابية في الداخل.
نيويورك
جابت تظاهرة حاشدة شوارع مانهاتن في نيويورك، تنديداً بالمحرقة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي أسفرت عن سقوط 45 شهيداً على الأقل، بعد استهدافها خيام النازحين.
وتزامنت المسيرة مع يوم الذكرى (Memorial day) الذي تكرم فيه الولايات المتحدة جنودها الذين قتلوا أو فقدوا في الحرب العالمية الثانية وحروب فيتنام والعراق وأفغانستان. شارك في التظاهرة آلاف المحتجين، رغم الاعتقالات وتعنيف الشرطة، فضلاً عن سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار بكميات كبيرة، إذ استمر المتظاهرون في المسيرة أكثر من أربع ساعات ضد دعم بلادهم لإسرائيل وتنديداً بالمجازر في قطاع غزة.
بلجيكا
وفي بروكسل فرقت الشرطة البلجيكية بخراطيم المياه محتجين حاولوا الوصول إلى مبنى السفارة الإسرائيلية ضمن مظاهرة على القصف الذي تتعرض له مدينة رفح.
وقد أقامت الشرطة حواجز لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مبنى السفارة الواقع جنوبي بروكسل.
إيرلندا
تظاهر نشطاء فلسطينيون وعرب وإيرلنديون من مؤيدي القضية الفلسطينية أمام مقر البرلمان الأيرلندي في دبلن بالتزامن مع اعتراف الحكومة الأيرلندية بالدولة الفلسطينية.
ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين ولافتات تأييد للحقوق الفلسطينية أمام حديقة البرلمان التي شهدت لأول مرة رفع العلم الفلسطيني.
النرويج
وخرجت مظاهرة أمام مقر البرلمان النرويجي لشكر الحكومة على إعلانها الاعتراف بدولة فلسطين، وللمطالبة بعدم الاكتفاء بهذه الخطوة وبضرورة سحب الاستثمارات النرويجية من إسرائيل والضغط من أجل وقف فوري ومستدام لإطلاق النار.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بوقف الحرب فورا، ولافتات تتهم اسرائيل بارتكاب حرب إبادة، ودعا المتظاهرون إلى معاقبة المسؤولين عن الإبادة الجماعية في غزة.
كما نظم داعمون لفلسطين وقفة صامتة أمام مقر البرلمان النرويجي وسط العاصمة أوسلو، لتأبين شهداء محرقة الخيام التي أودت بحياة أكثر من 40 شهيدا، أغلبهم من الأطفال والنساء.
هولندا
ونظم عشرات الداعمين لفلسطين احتجاجا صامتا أمام مبنى البلدية في مدينة أوتريخت الهولندية، وذلك للتنديد بمحرقة الخيام وقتل المدنيين من الأطفال والنساء في تل السلطان، غرب رفح.
واستلقى المحتجون أمام المبنى لتمثيل مشهد موت الضحايا في غزة، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين هتافات تندد بدعم الحكومة الهولندية للاحتلال منذ بداية العدوان، ومطالبين بحماية رفح المكتظة بالنازحين.
جامعة كاليفورنيا
تجدد الخلاف بشأن اعتداء وقع، الشهر الماضي، على طلاب مؤيدين للفلسطينيين كانوا يقيمون مخيماً احتجاجياً داخل جامعة كاليفورنيا بولاية لوس أنجلوس الأميركية، بعدما نظم أكاديميون إضراباً داخل الحرم الجامعي، الثلاثاء، احتجاجاً على رد الجامعة على أعمال العنف.
وقال المنظمون إن الباحثين الأكاديميين النقابيين، ومساعدي التدريس الخريجين، وعلماء ما بعد الدكتوراه في الجامعة أضربوا عن العمل بسبب ما يعتبرونه ممارسات متحيزة في تعامل الجامعة مع مظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين، خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وانضم إليهم زملاؤهم من الأكاديميين في حرمين جامعيين آخرين بجامعة كاليفورنيا، هما حرم جامعة كاليفورنيا في ديفيس بالقرب من ساكرامنتو، وحرم جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز، وبدأ الإضراب الاحتجاجي في 20 مايو.
ويطالب المشاركون في الإضراب بالعفو عن طلاب الدراسات العليا وغيرهم من الأكاديميين الذين اعتقلوا أو أخضعوا لإجراءات تأديبية بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات التي يقول قادة النقابات إنها كانت سلمية فيما عدا الوقت الذي سُمح فيه لمتظاهرين معارضين للحركة ومحرضين بالعمل على إثارة الاضطرابات.
وطلب مجلس العلاقات العامة للموظفين في الولاية من إدارة الجامعة والمضربين المشاركة في محادثات تحت إشراف وسيط، وقال ممثل عن المضربين إن الطرفين التقيا مرة واحدة، مطلع الأسبوع.
وقال ممثل نقابي إن الآلاف توقفوا عن أداء مهام عملهم بدءاً من الاثنين، وشارك عدة مئات في مسيرة، وفي فعالية داخل حرم الجامعة في لوس أنجلوس، الثلاثاء.