المعارضة التركية تصف نظام أردوغان ب”المتطرف” وتسبب بمشاكل كبيرة في البلاد
أحزاب المعارضة التركية ترفض باستمرار سياسات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في إدارة البلاد، بعد أن تمكّن من قلب نظام الحكم من نظامٍ برلماني إلى آخر رئاسي دخل حيّز التنفيذ منتصف العام 2018.
ويُعد حزب “الشعب الجمهوري” المعارض وحزب”الشعوب الديمقراطي” و “الخير” من أبرز الأحزاب المعارضة للنظام الرئاسي الّذي منح أردوغان صلاحياتٍ واسعة تخوّله تشكيل وتنظيم الوزارات وإقالة الموظفين الحكوميين دون العودة إلى البرلمان إلى جانب صلاحياتٍ أخرى.
ويؤيد كلّ من رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داوود أوغلو ونائبه علي باباجان، مطالب أحزاب المعارضة منذ استقالتهما العام الماضي من حزب “العدالة والتنمية” الحاكم الّذي يتزعمه أردوغان، حيث يدعوان باستمرار إلى عودة النظام البرلماني وإلغاء النظام الرئاسي الحالي بعد تشكيل حزبين جديدين.
وأكد مسؤول بارز في حزب “المستقبل” الّذي أسسه داوود أوغلو أواخر العام الماضي أن “البرنامج السياسي لحزبنا الجديد يضم ويطالب بتغيير النظام الرئاسي الحالي ويرى أن لا جدوى من الاستمرار في تطبيقه”. وقال وحيد الدين إينجه وهو نائب رئيس حزب “المستقبل” لشؤون حقوق الإنسان إنه “لا توجد حاجة شعبية أو وطنية لتطبيق النظام الرئاسي الّذي يحتوي على عيوبٍ كثيرة”.
كما أضاف، أن “النظام البرلماني أفضل بكثير من النظام الجمهوري (الرئاسي) رغم وجود حاجة ماسّة لتعديلاتٍ في هذا النظام أيضاً، ونسعى في الحزب لإعادة تطبيقه من خلال التحالف مع أحزابٍ أخرى في البلاد”.
إلى ذلك، اعتبر أن “الأوضاع في تركيا كانت جيدة قبل تطبيق النظام الرئاسي مقارنةً بالأوضاع الحالية اليوم”.
كما وصف النظام الرئاسي الّذي يقوده أردوغان بـ “المتطرّف الّذي أحدث تغييراتٍ سلبية كبيرة في تركيا”. وتابع أن “هذا النظام أدى لنشوب مشاكل كبيرة في البلاد وهو يخوّل رجل واحد مسؤولية إدارتها دون العودة لمواقف وآراء الشعب”.
إلى ذلك، شدد على أنه “لا يمكن الاستمرار في حكم تركيا بهذا الشكل، لذلك يجب أن نعود لنظامٍ برلماني ديمقراطي يلبي مطالب الناس”.
وقال في هذا الصدد “كحزب، نريد العودة للنظام البرلماني، وهذا أمر لا يمكن تطبيقه بالكلام فقط، لذا نعمل على إعادته من خلال تحالفاتٍ حزبية ونحن نعمل على هذا الأمر بكثافة منذ 5 أشهر، لكن أزمة فيروس كورونا المستجد أوقفت أعمالنا”.
وأضاف أن “هدفنا الأساسي هو العودة للنظام القديم وخلال الفترة المقبلة سنقدّم على خطواتٍ مهمة لتحقيقه، ونحن على تواصل مستمر مع الأحزاب الأخرى في البلاد لمناقشة هذا الأمر باستمرار”.
وقبل أيام دعا داوود أوغلو الأحزاب العضو في البرلمان التركي إلى “خدمة البلاد ونبذ الخلافات فيما بينهما للعودة إلى نظامٍ برلماني قوي عوضاً عن النظام الرئاسي الهشّ حالياً”.
وبحسب مسؤولين في حزب “المستقبل” الّذي يقوده داوود أوغلو فإن “الحملة الترويجية” لعودة النظام البرلماني ستستمر حتى نهاية العام الجاري وأُطلق عليها “المستقبل في البرلمان”. وقال داوود أوغلو في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي إن “مستقبل تركيا يكمن في البرلمان من أجل دولةٍ قوية تحت مظلةٍ واحدة، ولا يحاكم بعضها بعضاً من أجل مطامع شخصية ولا تخوِّن رغم الاختلافات الفكرية والعرقية والإيديولوجية”.
أنقرة- الأوبزرفر العربي