المعتقلون الفلسطينيون بين أخطار كورونا وظلم الاحتلال الإسرائيلي
وقف أمير البالغ من العمر 18 عشر عاما وقضى عاما واحدا في أحد المعتقلات الإسرائيلية، عند مدخل مدينة البيرة في الضفة الغربية المحتلة بكمامته ولباسه الواقي الأبيض وقفازيه الزرقاوين، ليلوح لأقاربه بيديه حاملا العلم الفلسطيني.
كذلك فعل والداه وشقيقاته، بينما لم تتمالك والدته نفسها وخالفت تعليمات رجل الأمن الفلسطيني الذي تواجد في المكان وطلب منهم البقاء بعيدا، لتحتضن ابنها من دون تقبيله.
قضى أمير الحكم الذي صدر عليه لرشقه جنودا اسرائيليين بالحجارة خلال تظاهرة، في معتقل نفحة الصحراوي (جنوب)، وتولت وزارة النقل الفلسطينية وطاقم طبي نقله من عند حاجز إسرائيلي جنوب الضفة الغربية.
وقد أجرى الطاقم الطبي الفلسطيني اختبار فيروس كورونا لأمير فور إطلاق سراحه للتأكد من عدم إصابته بالفيروس، ثم نقل إلى الحجر الصحي داخل فندق مع أربعة معتقلين آخرين أطلق سراحهم قبله بأيام.
وبينما تطالب السلطة الفلسطينية بالإفراج عن الذين تجاوزت أعمارهم ال65 عاما، وكذلك النساء والأطفال والمرضى، ذكر نادي الأسير الفلسطيني أن “عشرات” المعتقلين الفلسطينيين أطلق سراحهم في الأسابيع الأخيرة.
وقالت الناطقة باسم نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة “لا يوجد رقم دقيق للأسرى الذي أطلق سراحهم منذ بداية آذار/مارس”، لكنها أوضحت أنه “من المؤكد أن العشرات أطلق سراحهم بعد أن أنهوا مدة محكومياتهم بالكامل”.
https://www.facebook.com/ppsmo/photos/a.648140535250649/2909442452453768/?type=3&eid=ARDOLrnYiTjI_c6eUYftToW3awYC85uPffGZETn2CRTfTZcUEZrBakt5Tv9GGDFQH-GKXCTOAKmnWTTZ&__xts__%5B0%5D=68.ARBMtMDwlywWJvXj-KS490wOIMDxmakoaO1IDksRsRpy-3StHXmXXGc80ZMDy7dEZfEHDrfZGCYmfVzk2vN4M0iREGFKnhy32wkHQtwXrQ9CNS3Q2aLNCJzkyfKBJN-12SXcgaSEb3XT5_t0kOHq5Zdtqe_Xm7Wt17kYgfF9kqXdVNxNQtroaNXRpX8Aa_J0W6cCAUkovFf8HSLj1kDcu5cfVXmseM65u9_djG_Bu5jLOEF_yWAbC6DnLKFRQFRiSVqbvQAHkZ9LNS13QcFBQRGl9XsAK1dtLkR-wiY-SCuMfAxvaS8tG-va9M1v8VKri2QaDIHoYItVb2dzlfQLnZ-KMw&__tn__=EHH-R
وتدّعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي إنها لم تسجل حتى الآن أي إصابة بكوفيد-19 بين المعتقلين الفلسطينيين في سجونها. لكن سراحنة أشارت إلى إصابة واحدة مؤكدة بالفيروس لفتى فلسطيني خضع للتحقيق في معتقل عوفر، رغم أنه لم يمكث هناك سوى أيام.
وهذا ما دفع وزير العدل الفلسطيني محمد شلالدة إلى المطالبة خلال مؤتمر صحافي مؤخرا بتشكيل لجنة للتحقيق في وضع المعتقلين الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية وإجراءات حمايتهم من الإصابة بفيروس كورونا.
وتزعم مصلحة السجون الإسرائيلية أنها اتخذت منذ أشهر إجراءات لمنع دخول وانتشار الفيروس داخل هذه السجون التي تضم نحو خمسة آلاف معتقل فلسطيني، من بينها وقف زيارات الأهالي والمحامين وقيامها بقياس درجات حرارة الأسرى كل يوم.
وأوضحت أنها وزعت قناعين واقيين على كل سجين وفرضت حجرا على المعتقلين الجدد لمدة أسبوعين.
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في كافة السجون ممن تجاوزت أعمارهم 65 عاما.
وتهدف المنظمة الدولية من طلبها حسب رئيس بعثتها في القدس ديفيد كين “تقليل عدد المعتقلين في السجون والحد من احتمال تعرض الأضعف بينهم (للإصابة بالفيروس)”. وأكد كين “نحن نفضل إطلاق سراحهم، لكن إذا لم يتم ذلك، نرجو أن تتم إزالة الخطر الذي يهددهم”.
وأمير الذي يحمل الجنسية الأمريكية بالإضافة إلى جنسيته الفلسطينية، هو أحد هؤلاء المعتقلين. وقال إن “الأسرى يعيشون في المعتقلات الإسرائيلية حالة صعبة، لكن بعد انتشار كورونا تضاعفت آلامهم”. وأوضح أن “إدارة السجون الإسرائيلية ترفض السماح بإدخال معقمات ومواد تنظيف إلى داخل السجون”.
ويخضع جميع الأسرى المحررين من المعتقلات الإسرائيلية منذ انتشار الفيروس لإجراءات احترازية مشددة من قبل السلطة الفلسطينية التي اكتشفت أولى الإصابات بالفيروس لديها في الخامس من آذار/مارس المنصرم.
وقالت سراحنة إن “الأسرى الذين يطلق سراحهم يخضعون لفحص عينات وحجر منزلي حتى في حال كانت النتيجة سالبة”، تؤكد عدد الإصابة بالفيروس.
لكن والدة أمير، إيناس حمدان التي تتمنى ألا يكون ابنها حاملا للفيروس، تشعر بالارتياح. وقالت لفرانس برس “أحمد الله على سلامته”.
وأضافت “صحيح أنه سيدخل الآن الحجر الصحي من أجل سلامته وسلامتنا، لكنه سيكون في أيد أمينة عند الفلسطينيين وليس عند الإسرائيليين”.
وقد بلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد في اسرائيل 15 ألفا وعدد الوفيات 191. وفي الأراضي الفلسطينية بلغ عدد الإصابات 336 بينها 17 في قطاع غزة المحاصر، وسجلت وفاة اثنين من المصابين في الضفة الغربية المحتلة.
القدس- الأوبزرفر العربي