المفوض السامي لحقوق الإنسان: الفلسطينيون في غزة يعيشون في “رعب مطلق يتفاقم”
ويحذر من "مخاطر متزايدة" بوقوع "جرائم فظيعة" ةإبادة وجرائم في حق الإنسانية
خلال مؤتمر صحافي في جنيف، حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الأربعاء، من “مخاطر متزايدة” بوقوع “جرائم فظيعة” من إبادة وجرائم في حق الإنسانية وجرائم حرب، قائلاً أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في “رعب مطلق يتفاقم”.
قال تورك إنه بعد شهرين على “الهجمات التي نفذتها حماس ومجموعات فلسطينية مسلحة أخرى على إسرائيل … ما زال المدنيون في غزة يتعرضون لقصف إسرائيلي متواصل ولعقاب جماعي”.
ودعا إلى وقف فوري للأعمال العسكرية وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وأكد تورك أن “الوضع الإنساني كارثي” مضيفا أن “الفلسطينيين في غزة يعيشون في رعب مطلق يتفاقم”.
وحذر تورك من “مخاطر متزايدة” بوقوع “جرائم فظيعة” من إبادة وجرائم في حق الإنسانية وجرائم حرب.
ودعا إلى “اتخاذ تدابير بصورة عاجلة سواء من الطرفين المعنيين أو من جميع الدول وخصوصا تلك التي لديها نفوذ، لمنع وقوع مثل هذه الجرائم”.
كذلك، أعرب عن مخاوفه حيال “تصريحات تنزع الصفة البشرية” عن الأشخاص، أدلى بها “مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى حاليون أو سابقون، وكذلك ممثلون عن حماس”، مشددا على أن “التاريخ أثبت لنا إلى أين يمكن أن يقود هذا النوع من الكلام”.
وتابع “هذا ليس غير مقبول وحسب، بل يمكن لمحكمة مختصة اعتبار مثل هذه التصريحات … بمثابة تحريض على ارتكاب جرائم فظيعة”.
ينهشهم الإنهاك العقلي والجسدي
وكانت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز، قد حذرت من سيناريو أكثر رعباً بشوط بعيد يوشِك أن تتكشّف فصوله في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل.
وقالت هاستينغز، إنّه منذ استئناف القتال بين إسرائيل وحماس في الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري، بعد هدنة استمرت سبعة أيام «امتدّت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى جنوب غزة».
وأضافت في بيان صادر عنها، أنّ هذا التوسّع في العمليات البرية الإسرائيلية «أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين إلى اللجوء إلى مناطق تواجه ضغطاً متزايداً، وحيث ينتابهم اليأس في مسعاهم للعثور على الغذاء، والماء، والمأوى والأمان»، مضيفة: «لا مكان آمناً في غزة ولم يبقَ مكان يمكن التوجّه إليه».
المسؤولة الأممية التي تقيم في القدس أضافت في بيانها «إنّ ما نشهده اليوم يتجسّد في مراكز إيواء بلا إمكانيات، ونظام صحّي منهار، وانعدام مياه الشرب النظيفة، وغياب الصرف الصحي الملائم، وسوء التغذية في أوساط الناس الذين ينهشهم الإنهاك العقلي والجسدي في الأصل وصيغة نجدها في الكتب المدرسية للأوبئة ولكارثة صحية عامة».
وأعربت هاستينغز التي أبلغت السلطات الإسرائيلية الأمم المتحدة بأنّها لن تجدّد تأشيرة مبعوثتها الكندية الجنسية، عن أسفها لأنّ «الظروف المطلوبة لإيصال المعونات إلى الناس في غزة لا تتوفّر. إنّ سيناريو أكثر رعباً بشوط بعيد يوشِك أن تتكشّف فصوله، وهو سيناريو قد لا تملك العمليات الإنسانية القدرة على الاستجابة له، لو قُدِّر له أن يتحقّق».
وأضافت أنّ «كميات الإمدادات الإغاثية والوقود التي سُمح بإدخالها ليست كافية على الإطلاق»، مشيرة إلى أنه «لا يمكن تسيير العمليات الإنسانية بكميات ضئيلة من الوقود، فهو الأساس الذي ترتكز عليه الخدمات الاجتماعية وعملياتنا، بما يشمل المستشفيات ومحطات تحلية المياه ومياه الشرب النظيفة والصرف الصحي».
وشدّدت على أنّ «الحيّز المتاح للاستجابة الإنسانية التي يُسمح بتقديمها داخل غزة آخذ بالتقلّص المستمر».