المنظمات الدولية تستنكر قرار إسرائيل حظر أنشطة الأونروا

والنرويج على خط مواجهة القرار الإسرائيلي في الأمم المتحدة

استنكرت المنظمات الدولية قرار إسرائيل حظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما أعلنت النرويج عزمها تقديم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة يطلب من محكمة العدل الدولية إصدار رأي استشاري بشأن التزامات إسرائيل كقوة احتلال لتسهيل المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي أسبوعي عقد في مكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، الثلاثاء.

وقال متحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” ينس لايركه، إن تنفيذ قرار الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي الأخير بشأن الأونروا سيكون بمثابة “عقاب جماعي” جديد بحق الفلسطينيين بقطاع غزة.

وأضاف لايركه: “إذا نُفِّذ القرار الإسرائيلي، فسيتم إضافة قرار جديد إلى إجراءات العقاب الجماعي التي نشهدها في قطاع غزة”.

من جانبها، قالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب، إنه ليس من الممكن أن تحل منظمتها محل وكالة الأونروا.

وأضافت بوب: “الأونروا ضرورية بلا شك لأهل غزة، لا يمكننا الآن إلا تقديم الدعم للأشخاص الذين يعانون من أزمة”.

بدوره ذكر متحدث منظمة الصحة العالمية طارق جاساريفيتش، أنه تم تقديم أكثر من 6 ملايين معاينة طبية العام الماضي في المراكز الصحية التي تديرها الأونروا.

وقال جاساريفيتش: “لا يمكن لأي منظمة أن تحل محل الأونروا”.

اكتشاف طريقة جديدة لقتل الأطفال

أما متحدث منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” جيمس إلدر، فحذر من أن القرار الإسرائيلي قد يؤدي إلى فقدان المزيد من الأطفال في غزة.

وقال إلدر: “مثل هذا القرار يعني اكتشاف طريقة جديدة لقتل الأطفال فجأة”.

والاثنين، أقر الكنيست الإسرائيلي بشكل نهائي، حظر نشاط وكالة الأونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتزعم إسرائيل أن موظفين في الأونروا ساهموا في هجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأن “جهاز التربية التابع للوكالة يدعم الإرهاب والكراهية”، وهو ما ثبت عدم صحته لاحقا.

وفي ذلك اليوم، هاجمت حماس قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.

ونفت الأونروا صحة ادعاءات إسرائيل، وأكدت الأمم المتحدة أن الوكالة تلتزم الحياد وتركز حصرا على دعم اللاجئين.

النرويج على خط مواجهة القرار

بدورها، أعلنت النرويج عزمها تقديم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة يطلب من محكمة العدل الدولية إصدار رأي استشاري بشأن التزامات إسرائيل كقوة احتلال لتسهيل المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

وطلبت النرويج بحسب بيان وزارة خارجيتها الثلاثاء، من الجمعية العامة للأمم المتحدة توضيح التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي.

وأشار البيان إلى أنه سيتم تقديم مشروع قرار إلى الجمعية العامة، يطلب من محكمة العدل الدولية إصدار رأي استشاري بشأن التزامات إسرائيل كقوة احتلال لتسهيل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة.

ولفت البيان إلى أنّ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” والعديد من الدول تدعم المبادرة النرويجية.

وعطفا على إقرار الكنيست الإسرائيلي تشريعا يحظر عمل وكالة “أونروا” في الأراضي ذات السيادة لإسرائيل بما فيها القدس الشرقية المحتلة أكد بيان الخارجية النرويجية على أنّ هذه الخطوة تأتي “كرد” على قرارات إسرائيل الأخيرة.

واستشهد بيان الخارجية النرويجية بما صدر عن محكمة العدل الدولية، في رأيها الاستشاري الصادر في 19 يوليو/ تموز الماضي الذي أكد قانونيا أن إسرائيل تنتهج سياسة الاحتلال والاضطهاد ضد الشعب الفلسطيني ويجب أن تنهي – دون إبطاء- وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة (عام 1967) في غضون مدة أقصاها 12 شهرا من تاريخ “اتخاذ القرار”.

وتضمن بيان الخارجية النرويجية تصريحات لرئيس الوزراء جوناس ستور شدد فيها على أنّ المجتمع الدولي لا يمكنه قبول العقبات الممنهجة التي توضع أمام المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في عملها من أجل إيصال المساعدات.

وقال ستور: “نطلب من محكمة العدل الدولية أن تصدر بيانا بشأن التزامات إسرائيل بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني من قبل المنظمات والدول الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة”.

أما وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي فقال : “النرويج تدعو الجمعية العامة للأمم المتحدة بطلب قرار من محكمة العدل الدولية: هل تنتهك إسرائيل القانون الدولي من خلال منع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية والدول من تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الخاضعين للاحتلال؟”.

تأسيس الأونروا

وتأسست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة.

وتقدم الأونروا خدماتها الإغاثية والصحية والتعليمية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس وهي: الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، وسوريا ولبنان والأردن.

ويتعاظم احتياج الفلسطينيين إلى خدمات الأونروا في ظل حرب “إبادة جماعية” تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة خلفت أكثر من 144 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى