النظام التركي يبيع لإسبانيا أجهزة تنفس قديمة وفاسدة
ذكرت صحيفة بوث بوبولي الإسبانية أن أجهزة التنفس الـ150، التي اشترتها حكومة كاستيّا لامنتشا من تركيا لمواجهة فيروس كورونا والتي طال انتظارها، تحولت إلى كابوس، بعد أن كانت محجوزةً في تركيا،ليتضح إن هذه المعدات فاسدة.
في الثامن من إبريل، توجه كل من رئيس إقليم كاستيّا لامانتشا، إيميليانو غارثيّا-باخي ومستشاره في الصحة، خيسوس فيرناندو سانث، إلى مطار باراخاس بمدريد لاستلام 150 جهازًا للتنفس كانت قد اشترتها حكومة المنطقة من تركيا قبل ذلك بأكثر من 20 يومًا، وأمام دهشة العالم، قررت الحكومة التركية الاستيلاء عليها رغم أنها مدفوعة الثمن مسبقًا.
وما أن رُفع الحظر عن المشتريات بفضل التدخل الدبلوماسي أرسل الأتراك بضاعة فاسدة!
وقد نددت جمعية كاستيّا لامانتشا للتخدير والإنعاش وعلاج الألم (ACMARTD) في بيانٍ لها ورد فيه: “إن ما تلقيناه أجهزة ليست للعلاج التنفسي ولا تصلح للعناية المركزة”.
وتُقرّ الجمعية بأنه قد غرر بهم وسط انتشار هذه الجائحة وقالت لصحيفة بوث بوبولي (حتى تاريخ اليوم بلغ عدد الحالات المسجلة في إسبانيا 147 ألف إصابة بكورونا وأكثر من سبعة آلاف حالة حرجة تتطلب عناية مركزة)، إن بيرو، رئيس قسم التخدير والإنعاش في المستشفى الجامعي العام في مدينة ألبثيتي، رغم خديعة الأتراك لم يكن راغبًا بسكب الزيت على النار في فترةٍ مضطربةٍ بحد ذاتها عقب أيام الانتظار المليئة بالقلق التي عاشتها مستشفياتٌ كالذي يعمل فيه أو مستشفيات مدينتي ألمانسا أو إيين في المنطقة ذاتها، وبعد مناوباتٍ “لا يتمناها لأي شخص” حسب تعبيره.
كما أفادت الجمعية أنه نظرًا إلى “النقص الهائل في معدات الدعم والعلاج التنفسي” في العناية المركزة، فقد اضطروا لاستخدام معدات التنفس الملحقة بأجهزة التخدير المتاحة وتعديل أجهزة التهوية الميكانيكية التي كانت “تصل إلى مستشفياتنا من المؤسسات العامة أو الخاصة، أي أنها أجهزة تخديرٍ وتنفسٍ منقولة في مجملها”.
يعترف الطبيب أن المفاجأة كانت عارمةً عند رؤيتهم تلك المعدات التركية التي ربما قد تم استبدالها بأخرى عاطلة من قبل السلطات التركية عندما قامت باحتجازها في المطار.
وتشرح الجمعية في بيانها القاسي: “ندرك الطبيعة العالمية للوباء، يمكننا أن نتفهم ونقبل رفض الطرف التركي، ولكننا نرى أنه من غير المقبول بما بلغنا به”.
كما يشير أطباء التخدير في كاستيّا لامانتشا، فقد كانوا يعلقون كل آمالهم على أجهزة التنفس تلك، خاصةً في تلك الأيام الصعبة، حيث يحتاج الكثير من المرضى ذوي الحالات الحرجة المساعدة، وحتى إن أساقفة أبرشية مدينة ألبثيتي قد اتصلوا بشركةٍ موردةٍ لشراء جهازي تنفسٍ (بقيمة 38 ألف يورو لكل منهما) ومن المقرر أن يصلا في 20 إبريل.
يوم الجمعة الماضي، وبعد وصول الإمدادات الطبية إلى إسبانيا، دافع مستشار الصحة في كاستيّا لامانتشا، خيسوس فرنانديث سانث، عن أجهزة التنفس التي اشترتها الحكومة الإقليمية قائلًا: “منذ أسبوع فقط، كدنا نقتل أنفسنا في سبيل الحصول على جهاز تنفسٍ كهذه الأجهزة وبهذه الميزات لإنعاش مرضى الحالات الحرجة”.
يوضح لصحيفة بوث بوبولي اليوم منسوبو الإدارة الصحية لإقليم كاستيّا لامانتشا أن المعدات تُوزَّع وفقًا للاحتياجات التي يبديها كل مستشفى، ويضيفون إن أجهزة التنفس التي اشتروها من تركيا تحظى “بالاعتماد وبيان المطابقة بما يتوافق مع الأنظمة الجمركية للاتحاد الأوروبي”.
وأضافوا أنه في بداية الأزمة اعتمدت مديرية الصحة ماليًا شراء 70 جهاز تنفس “كتلك التي نشتريها عادةً للحالات الحرجة من المورد المعتاد، وهي شركة متعددة الجنسيات، لكن هذه الصفقة تعطلت نظرًا لأن الشركة لم تستطع الحصول على المكونات المطلوبة منذ أن أغلقت الولايات المتحدة تصدير المواد الأساسية لتصنيعها”.
وشنت عدد من وسائل الإعلام الإسبانية هجوم على ما صدرته تركيا من أجهزة تنفس طبية لمرضى كورونا ونقلت شكاوى الأطباء في إقليم كاستيّا لامانتشا من أن أجهزة التنفس القادمة من تركيا غير صالحة لوحدة العناية المركزة، ولا للعلاج التنفسي طويل الأمد، إضافةً إلى أن المشترين الإسبان اكتشفوا أنها قديمة ورديئة الصنع، إذ يُقدّر عمرها بثلاثين عامًا وفقًا لأحد الأطباء.