النظام التركي يسعى لتصفية المعارضة السياسية
دعوات لحل حزب الشعوب الديمقراطي المعارض
اعتقلت وزارة داخلية النظام التركي قبل أيام 718 شخصا بينهم قياديون في حزب الشعوب الديمقراطي، بتهمة الارتباط بحزب العمال الكردستاني، في خطوة وصفها المراقبون مقدمات لتصفية المعارضة السياسية في البلاد.
حملة الاعتقالات الواسعة في صفوف قيادات وأنصار حزب الشعوب الديمقراطي المعارض، أثارت المخاوف من استغلال رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان حادثة مقتل العسكريين الأتراك الذين كانوا محتجزين من قبل حزب العمال الكردستاني شمالي العراق، للتنكيل بحزب الشعوب.
وتزايدت تصريحات لقيادات في التحالف الحاكم بزعامة أردوغان، تطالب بحلّ حزب الشعوب الديمقراطي ، بدعوى صلته بحزب العمال الكردستاني الذي يصنفه النظام التركي تنظيماً إرهابياً.
وتزعم أنقرة إن حزب العمال أقدم على إعدام 13 رهينة تركية قبل أيام شمالي العراق، في إشارة إلى عسكريين أتراك كانوا محتجزين من قبل حزب العمال في العراق، ويقول الحزب إنهم قتلوا خلال قصف تركي على مقر احتجازهم.
رئيس حزب الحركة القومية المتشدد دولت باهتشلي وحليف أردوغان، دعا بشكل صريح، إلى حلّ حزب الشعوب الديمقراطي، بزعم صلته بحزب العمال الكردستاني، حيث قال: “استراتيجية مكافحة الإرهاب بعد مقتل الرهائن ليست كما قبلها، وستصل النيران لكل من يؤيد أو يدور في فلك حزب العمال الكردستاني، وحزب الشعوب الديمقراطي ليس ممثلا لأشقائنا الأكراد، بل خائن وشريك لحزب العمال الكردستاني الإرهابي، ومن الضروري جدا إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي، وأنا واثق من أن المحكمة العليا ستفعل ما يلزم حيال هذا الحزب”.
من جانبه ردّ مدحت سنجار، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي، قائلا: “هذه الحكومة التي تتحمل مسؤولية ما جرى في (كارا) شمالي العراق، اختارت حزبنا ككبش فداء للتهرب من مسؤوليتها، على الجميع أن يعي ذلك، هذه العملية تستهدف حرية ممارسة السياسة والأمل في تحقيق الديمقراطية، هذه الحكومة تسعى نحو انقسامات جديدة، موقف حزبنا واضح ويتمثل بالإصرار على حرية ممارسة السياسة والرغبة بتحقيق الديمقراطية والسلام”.
وقالت وسائل إعلام رسمية، الجمعة، إن محكمة النقض التركية أيدت حكما بسجن عضو في البرلمان من حزب الشعوب الديمقراطي بتهم الإرهاب، مما يفتح الطريق أمام إسقاط عضويته البرلمانية.
وفي العام الماضي تم إسقاط عضوية البرلمان عن اثنين من أعضاء الحزب، وهو ثالث أكبر الأحزاب تمثيلا في البرلمان، بعد أن صار حكمان صادران ضدهما نهائيين.
ومنذ عام 1984 يشن حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، تمردا في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية، حيث لقي أكثر من 40 ألفا حتفهم في الصراع.